الدماغ هو أكبر جزء في جسم الإنسان يستهلك طاقة . فهو الجهاز المسؤول عن تنظيم جميع العمليات البدنية و المعرفية . على الرغم من أنه لا يمثل سوى حوالي 2 في المئة من وزن الجسم ، فهو يستخدم 25 في المئة من إمدادات الطاقة . لكي يعمل الدماغ في ذروة الكفاءة ، فإنه يحتاج إلى ضخ ثابت من الفيتامينات و المعادن من الدم . إذا لم تتم تلبية احتياجاته الغذائية ، فإن اشارات الخلايا العصبية قد تبطئ ؛ و الأغشية التي تحمي خلايا الدماغ من الضرر قد تتدهور . و قد يؤدي ذلك إلى انخفاض كلا من القدرة البدنية و النفسية .
الفيتامينات و المعادن الضرورية لصحة الدماغ :
أولا : فيتامينات المجموعة (ب)
الفيتامينات الثمانية (ب) ، و المعروفة بفيتامينات ب – المعقدة ، هي فيتامينات قابلة للذوبان في الماء ، و هذا يعني أن الجسم لا يمكنه تخزينها . يحتاج الدماغ إلى هذه الفيتامينات لاستقلاب الوقود – الجلوكوز – و تنظيم مستويات الهوموسيستين . و من أهم فيتامينات المجموعة (ب) الضرورية لصحة الدماغ و وظيفته ما يلي :
فيتامين ب3 (النياسين) :
وقد تم العثور على النياسين لتحسين مستويات الكولستيرول الجيدة ، مما يساعد على منع خطر تصلب الشرايين . و بالتالي ، منع خطر السكتة الدماغية . كما يحافظ النياسين أيضا على صحة تدفق الدم إلى الدماغ ، و تحسين التركيز . و وجد أن النياسين يعلب دورا في الوقاية من مرض الزهايمر.
فيتامين ب1 (الثيامين) :
لا يمكن الاستغناء عنه للجهاز العصبي و العضلي ، الثيامين يلعب دورا حاسما في نبضات الأعصاب . نقص الثيامين يمكن أن يسبب متلازمة كورساكوف ( حالة فقدان الذاكرة المزمن و هي شائعة بين مدمني الكحول ) .
فيتامين ب9 (حمض الفوليك) :
حمض الفوليك هو عنصر غذائي ضروري لاستقلاب الأحماض الأمينية ، فهو يساعد على خفض مستويات الهوموسيستين ، و الأحماض الأمينية المرتبطة بتلف الخلايا الدماغية . نصف مخازن الجسم من حمض الفوليك في الكبد ، و هذا يعني أن أولئك الذين يعانون من تلف الكبد هم عرضة للغاية لنقص حمض الفوليك . و قد وجد أن تناول مستويات كافية من حمض الفوليك له تأثيرات مفيدة على الوظيفة المعرفية ، مثل تحسين الذاكرة و التركيز و اليقظة .
فيتامين ب12 (كوبالامين) :
كوبالامين ضروري لتطوير وظيفة الدماغ و الخلايا العصبية . فيتامين (ب12) يلعب دورا هاما في الحفاظ على المايلين . و هي المادة التي تغطي الأعصاب في الجهاز العصبي المركزي والمحيطي ، الذي يحمي انتقال الدافع العصبي .
ثانيا : فيتامين سي
فيتامين سي هو أحد مضادات الأكسدة الفعالة التي تساعد على إزالة الجذور الحرة ، التي تتراكم في الدماغ و التي يعتقد أنها مرتبطة بمرض الزهايمر و مرض باركنسون . فيتامين سي ضروري لإنتاج الناقلات العصبية مثل السيروتونين ، الذي يشارك في السيطرة على المزاج . فيتامين سي ، و بالتالي يستخدم لعلاج الاكتئاب و غيره من الأمراض ذات صلة بالمزاج .
ثالثا : فيتامين د
في حين أنه من المعروف جيدا أن فيتامين (د) ضروري لصحة العظام و الأسنان ، وجدت الدراسات الحديثة أن فيتامين (د) يساعد على الحد من خطر الإصابة بأمراض معينة مثل مرض الزهايمر ، و باركنسون و الفصام . و وجدت نتائج مثيرة للدهشة من مجلة علم الأعصاب أن انخفاض مستويات فيتامين (د) مرتبطة بزيادة خطر الخرف ، إلى درجة أكبر بكثير مما كان متوقعا . و قد أظهرت الأبحاث الحديثة أيضا أن فيتامين (د) فعال في علاج الاكتئاب ، و لكن السبب وراء هذا لا يزال مجهولا ، و يعتقد أنه بسبب مستقبلات فيتامين (د) في الدماغ .
رابعا : فيتامين هـ
فيتامين (هـ) هو الفيتامين الذي غالبا ما يتم التغاضي عنه في التغذية ، و مع ذلك ، وجد أن هذا الفيتامين يساعد على الحد من خطر السكتة الدماغية و الزهايمر ، و تحسين الذاكرة و التركيز . الآلية وراء هذه الآثار المفيدة ترجع إلى علاقة فيتامين (ه) مع الأحماض الدهنية DHA ، و هي الأحماض الدهنية غير المشبعة التي تعتبر حاسمة لصحة الدماغ .
خامسا : المغنسيوم
ويشارك المغنيسيوم في العديد من العمليات البيوكيميائية داخل الجسم مثل استقلاب الطاقة و العضلات و النبضات العصبية . و هو يحمي الخلايا العصبية من السموم العصبية ، و الجهاز العصبي من الاكتئاب ، و القلق ، و اللامبالاة و الصداع . المغنيسيوم مهم أيضا لتحويل العديد من فيتامينات المجموعة (ب) إلى شكلها النشط ، و قد ثبتت فاعليته لتحسين الذاكرة على المدى الطويل .
سادسا : الكالسيوم
يلعب الكالسيوم دورا هاما أيضا في كيمياء الدماغ ، و خصوصا خلال التفاعل الديناميكي مع البروتينات داخل و حول الخلايا العصبية . كما يساعد الكالسيوم على استقرار و تعزيز الروابط العصبية في الدماغ .
سابعا : الحديد و النحاس و الزنك
وفقا لمعهد لينوس بولينغ ، الحديد يتكون من مئات البروتينات و الانزيمات ، و هو لتطوير أنواع معينة من خلايا الدماغ . و يعد الزنك أيضا ضروري لاستقلاب خلايا الدماغ ، و نقصه قد يؤدي إلى ضعف التعلم و الذاكرة و القدرة على التركيز . و وجدت دراسة حديثة أن النحاس ينظم أحداثا حرجة للغاية داخل الجهاز العصبي المركزي التي تؤثر على مدى التفكير .