سيدنا محمد صلى الله علية وسلم حينما بلغ من العمر خمس و عشرين عاما، تزوج من أم المؤمنين السيدة خديجة التي كانت تبلغ أربعين سنة، وهي أول زوجة للنبي و لم يتزوج غيرها، حتى ماتت رضي الله عنها قبل الهجرة بثلاث سنين، وتوفيت السيدة خديجة في سن خمس و ستون عاما، وأنجب منها كل أولاده اثنين من الذكور وهم القاسم و عبد الله الذي كان لقبه الطيب أو (الطاهر) أما إبراهيم أنجبته مارية القبطية، و أنجب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من السيدة خديجة أربعة بنات وهن زينب ثم أم كلثوم ثم رقية ثم فاطمة.
زينب رضي الله عنها
هي أكبر بنات النبي صلى الله عليه و سلم و تزوجت قبل بعثة النبي من أبي العاص بن الربيع، وبعد البعثة أسلمت مع والدها فطلب أهل قريش منه أن يطلقها لكنه رفض و ظلت معه يحسن صحبتها وقبل فتح مكة كان أبي العاص في الشام للتجارة و أثناء عودته تم أخذ قافلته من قبل المسلمين لكنه هرب منهم، و دخل عند زينب فأجابته و بعد صلاة الفجر التي قام بها النبي صلى الله عليه و سلم قامت السيدة زينب و صرخت قائلة إني قد أجرت أبا العاص ابن الربيع، فأمرها النبي أن تحسن إليه لكنه لا يحل لها.
و أعطى له النبي القافلة التي أخذوها منه و قال لهم إن هذا الرجل منا حيث علمتم وقد أصبتم له مالا فإن تحسنوا وتردوا فإنا نحب ذلك وإن أبيتم فهو فيء الله فأنتم أحق به، قالوا: بل نرده، وأرسلوا السرية ثم أخذه النبي إلى مكة وأعطى لكل صاحب حق حقه، ثم قال: يا معشر قريش هل بقي لأحد منكم عندي شيء، قالوا: لا فجزاك الله خيراً، قال: فإني أشهد ألا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، والله ما منعني من الإسلام عنده إلا خوف أن تظنوا أني أردت أكل أموالكم، ورد النبي صلى الله عليه وسلم إليه زينب و عاشت معه باقي حياتها، وتوفيت زينب في عام ثمانية من الهجرة.
رقية رضي الله عنها
كان النبي صلى الله عليه وسلم قد زوج ابنتيه من أبناء أبي لهب لهم لكنه أمرهم بأن يطلقوا، و تم الطلاق قبل أن يدخلوا بهم، وعوضهم الله بالزواج من عثمان بن عفان رضي الله عنه، تزوجت رقية من عثمان بن عفان رضي الله عنه وهاجرت معه إلى الحبشة وولدت له ابنهم عبد الله و مات وهو في السادسة من عمره، و أصابتها الحمى ولازمت الفراش وكان عثمان بن عفان يسهر بجانبها، يقوم بخدمتها و يرعاها إلى أن حان وقت الجهاد فأراد أن يخرج، لكن النبي أمره أن يبقى بجانب زوجته ليخدمها حتى توفيت.
أم كلثوم رضي الله عنها
ولدت بعد أختها رقية و كانا كأنهم توأم وحملت أم كلثوم مسئولية بيت النبوة بعد وفاة امها، وبعد أن هاجر المسلمون إلى المدينة بقيت هي وأختها فاطمة حرصا على سلامتهم، وبعد وفاة رقية و حزن عثمان بن عفان عليها عرض النبي عليه أن يزوجه من أم كلثوم، و عاشت معه ست سنوات حتى أدركت فتح مكة ثم ماتت.
فاطمة رضي الله عنها
ولدت بمكة قبل البعثة بخمس سنوات هي أصغر بنات النبي وأكثرهم في الشكل به، و كانت تكنى بأم أبيها، وهي جمعت بين الخير والشرف، تزوجت من علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو أمير المؤمنين وأنجبت سيدا شباب أهل الجنة الحسن و الحسين، و كان علي يحبها بشدة وصبرت معه على فقره ولاقت الجوع والتعب، وكان النبي يحبها أيضا بشدة فكان يكرمها و يؤذيه ما يؤذيها، و ماتت بعد وفاة النبي بستة أشهر.