وحشي بن حرب هو الصحابي الجليل الذي قتل حمزة بن عبد المطلب عم النبي محمد صلى الله عليه وسلم يوم أحد، ثم أسلم بعد ذلك، وشهد مع النبي صلى الله عليه وسلم فتح مكة، وقتل مسيلمة الكذاب يوم اليمامة.

مولده ونشأته

ولد وحشي بن حرب في بلاد الحبشة، وكان عبدًا لرجل من قريش يدعى طعيمة بن عدي. وقد كان وحشي ماهرًا في الرماية، وكان يُعرف بلقب "وحشي القرشي".

قتله لحمزة بن عبد المطلب

أسلم وحشي بن حرب في الجاهلية، لكنه لم يدخل الإسلام خوفًا من أن يقتل من قبل قريش. وفي يوم أحد، كان وحشي يقاتل في صفوف المشركين، ورأى حمزة بن عبد المطلب عم النبي صلى الله عليه وسلم، فتذكر ما فعله حمزة بوالده، وقرر قتله.

وتمكن وحشي من قتل حمزة بن عبد المطلب برمي الرمح في صدره، وبذلك كان وحشي هو من قتل عم النبي صلى الله عليه وسلم.

إسلامه

بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، أرسل عمر بن الخطاب رضي الله عنه وفدًا إلى مكة لدعوة أهلها إلى الإسلام. وكان وحشي بن حرب من بين أهل مكة الذين أسلموا على يد هذا الوفد.

شهد مع النبي صلى الله عليه وسلم فتح مكة

شارك وحشي بن حرب في فتح مكة مع المسلمين، وشهد معركة اليمامة، حيث قتل مسيلمة الكذاب.

وفاته

توفي وحشي بن حرب رضي الله عنه في المدينة المنورة، وقيل أنه توفي في مكة.

موقفه من قتل حمزة بن عبد المطلب

كان وحشي بن حرب يشعر بالندم الشديد على قتله لحمزة بن عبد المطلب، وكان دائمًا يذكر هذا الموقف أمام المسلمين.

وقد قال وحشي بن حرب في ذلك: "لقد قتلت حمزة بن عبد المطلب، ولقد أسلمت، وأرجو أن يغفر الله لي ما فعلت".

ولقد كان موقف وحشي بن حرب من قتل حمزة بن عبد المطلب نموذجًا للندم والتوبة، كما كان دليلًا على سعة رحمة الله تعالى، وقبوله للتوبة من عباده.