إنّ الصبر على المصائب والشدائد من أبرز الصّفات التي دعا الإسلام للالتزام بها، وقد جاءت في ذلك الكثير من النصوص من الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة، وإنما يدلّ ذلك على أهمية الصبر ولزومه وقت الأزمات؛ حيث إنّ للصبر العديد من الثمار التي يجنيها صاحبها إذا ما صَبر وقت نزول المصيبة عليه.
أنواع الصبر
– الصبر على طاعة الله تعالى
يحتاج العبد إلى الصبر عليها لأن النفس البشرية بطبعها تنفر وتبعد عن العبودية، فالصلاة تكره بسبب الكسل والزكاة تكره بسبب البخل والحج والجهاد بسبب الكسل والبخل، لذلك فأن الصبر على الطاعة هو صبر على الشدائد.
– الصبر عن المعاصي
وما أحوج العبد إلى الصبر عن معاصي اللسان من الغيبة، والكذب، حتى لا يكون الصبر عليه أثقل فمن لم يمسك لسانه في المحاورات، ولم يقدر على الصبر والسكوت، لم ينجه إلا العزلة.
– الصبر على المصائب
مثل الصبر على موت الأحبة، وضياع الأموال، والصبر على زوال الصحة، وجميع أنواع البلاء، فالصبر على كل ذلك من أعلى المقامات لأن سنده اليقين بالله والرضا بقضائه.
أهمية الصبر للمسلمين
– صبر المسلم على قضاء الله وقدره، وصبره على الابتلاء والشدائد هو اختبار من الله، ليرى قوة إيمانه ويجازيه على إحسانه ويعاقبه على إساءته.
– الصبر من الإيمان ولا إيمان لمن لا صبر له
– الصبر مهم للمسلمين لأن الله يؤخر الأمور بما فيه خير لعباده فهو يعلم ما يصلح لهم
– عندما ينتظر العبد فرج الله فتحسب له عبادة عظيمة دون أن يشعر
آداب الصبر
– استخدام الصبر في أول صدمة فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إنما الصبر عند الصدمة الأولى).
– الاسترجاع عند المصيبة بقول: ﴿إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ) فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من مسلمٍ تصيبه مصيبةٌ فيقول إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ اللهم أْجرني في مصيبتي، وأخلف لي خيرًا منها، إلا أخلف الله له خيرًا منها).
– سكون الجوارح واللسان والاكتفاء بالبكاء دون نواح
– أن لا تظهر أثر المصيبة على المصاب بها
فضل الصبر
– إن الله أعد للصابرين جزاءً عظيماً في الدنيا والآخرة لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى
– وعد الله الصابرين بإعطائهم الخير الوفير والرزق الكثير دون حساب
آيات في فضل الصبر:
- {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزمر: 10].
- {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} [البقرة: 155].
- {وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ وَاتَّقَيْتُمْ لَمَا كَانَ لِأَحَدٍ عَلَيْكُمْ سُلْطَانٌ} [النحل: 127].
- {وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [النحل: 96].
- {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} [البقرة: 155-157].
أحاديث في فضل الصبر:
- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "عجباً لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر، فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر، فكان خيراً له".
- عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عجباً لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر، فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر، فكان خيراً له، ولا يصيب المؤمن مصيبة إلا خطيئة تحط عنه".
- عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما يزال البلاء بالمؤمن حتى يمشي على الأرض، وليس عليه خطيئة".
- عن أبي قتادة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عجباً لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر، فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر، فكان خيراً له، ولا يصيب المؤمن مصيبة إلا خطيئة تحط عنه".