ومن أعظم ما يشغل ذمة المؤمن ويثقل كاهله ويورده المهالك يوم القيامة الدَّين بأن يقترض من أخيه مالا وتبقى ذمته مشغولة به فقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن الدين لا يغفر مهما بلغ صلاح المؤمن بل وجاد بنفسه في سبيل الله خلافا لسائر الذنوب والكبائر التي تطهرها الشهادة كما في صحيح مسلم: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام في أصحابه فذكر لهم أن الجهاد في سبيل الله والإيمان بالله أفضل الأعمال فقام رجل فقال يا رسول الله أرأيت إن قتلت في سبيل الله تكفر عني خطاياي فقال رسول الله: نعم إن قتلت في سبيل الله وأنت صابر محتسب مقبل غير مدبر. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كيف قلت. قال: أرأيت إن قتلت في سبيل الله أتكفر عني خطاياي. فقال رسول الله : نعم وأنت صابر محتسب مقبل غير مدبر إلا الدين فإن جبريل عليه السلام قال لي ذلك). رواه مسلم. وهذا يدل على أن التورط بالدين من أعظم الأخطار التي يبتلى بها المؤمن في الدنيا.
دعاء المضطر لسداد الدين
حينما تثقل الديون كاهل الإنسان وهو لا حول له ولا قوة ؛ فإنه يلجأ إلى الله تعالى كي يعينه على سداد ديونه ، وقد ورد عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : بأن أبيها سيدنا أبو بكر الصدّيق رضي الله عنه قال لها : ألا أعلمك دعاء علمّنيه رسول الله صلّ الله عليه وسلّم ولو كان عليك مثل جبل أُحد دين لقضاه الله عنك ، فقالت الدعاء وهو: “اللهم فارج الهّم وكاشف الغمّ مجيب دعوة المضطرين ، رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما أنت ترحمني فارحمني رحمة تغنيني بها عمن سواك”.
وقد ورد أن الرسول صلّ الله عليه وسلم قد قال لأبي أمامة “أفلا أعلمك كلامًا إذا قلته أذهب الله عنك همّك وقضى دينك ، قل إذا أصبحت وأمسيت : اللهم إني أعوذ بك من الهمّ والحزن وأعوذ بك من العجز والكسل وأعوذ بك من الجبن والبخل وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال” ، قال أبو أمامة : “فقلت ذلك فأذهب الله همّي وقضى ديني”.
دعاء المضطر لتفريج الهم
قد يشعر الإنسان بالضيق أو الحزن أو الهم الذي يؤلمه كثيرًا ؛ فيتضرع إلى الله تعالى بالدعاء ليفرج همه ويزيل كربه ، وقد ورد عن الرسول صلّ الله عليه وسلم أنه ذكر دعاء لتفريج الهم في قوله ” اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ ، ابْنُ عَبْدِكَ ، ابْنُ أَمَتِكَ ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ ، أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ ، أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي ، وَنُورَ صَدْرِي ، وَجَلَاءَ حُزْنِي ، وَذَهَابَ هَمِّي” ، كما ورد عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال : علّمني رسول الله عليه الصلاة والسلام : أنه إذا نزل بي كرب أن أقول “لا إله إلاّ الله الحليم الكريم ، لا إله إلا الله العلي العظيم ، تبارك الله رب العرش العظيم والحمد لله رب العالمين”.
دعاء المضطر للشفاء من الأمراض
يلجأ الإنسان دائمًا إلى الله تعالى ، وحينما يصيبه المرض والضعف فإنه يكون في أمس الحاجة إلى رحمة الله ، ومما ورد في أدعية الشفاء أن يضع الإنسان يده اليمنى على موضع الألم ثم يدعو قائلًا “بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، اللهم أذهب البأس ربَّ الناس ، واشفّ فأنت الشّافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقمًا”.
دعاء المضطر لقضاء الحاجة
يحتاج الإنسان دائمًا وأبدًا إلى الله تعالى في كافة أمور حياته ، وقد يحتاج أن يدعو دعاء لقضاء حاجته ، وقد ورد أن الرسول صلّ الله عليه وسلم قد قال لرجل أعمى كان يشكو له فقدان بصره “اذهب فتوضأ وصلّ ركعتين ثم قلّ : اللّهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة ، يا محمد إني استشفع بك ربي في بصري”، وقد ذكر عثمان بن حنيف الذي يروي الحديث عن النبي الكريم عليه الصلاة والسلام “فما لبث الرجل أن رجع كأن لم يكن به ضرٌ أبدًا”، ثم قال الرسول صلّ الله عليه وسلم “إن كان لك حاجة فافعل مثل ذلك”.