قوم لوط تم تسميتهم بهذا الاسم نسبة إلى نبي الله لوط عليه السلام، الذي أرسله الله لهدايتهم، إلا أنهم كانوا قوم فواحش، فعاقبهم الله عز وجل، وأخرج لوط عليه السلام من هذه القرية الظالم أهلها .

أين كانت تقع قرية قوم لوط

تقول المعلومات الحديثة أن قوم لوط كانوا يعيشون في منطقة تدعى سدوم، وعلماء الآثار حددوا مكان سدوم بأنها تقع في منطقة البحر الميت، على طول الحدود للأردن وفلسطين، حيث أن هذه المنطقة قد حدث فيها هزة أرضية قوية جدا، ويظهر هذا في بحيرة لوط ” البحر الميت “، التي تظهر الدلائل وقوع كارثة زلزالية فيها، حيث أن البحر الميت يقع في منطقة زلزالية وصدع تكتوني، وعلى الضفة الغربية من البحر الميت يوجد فوهات بركانية وطبقات من البازلت، التي نتجت عن الحمم .

جدير بالذكر أن هذه المنطقة منخفضة عن مستوى سطح البحر 400 متر، ويصل عمق البحيرة إلى 800 متر، وتقول الأقمار الصناعية أن هناك 6 نقاط في عمق هذه البحيرة، وهذه النقاط يعتقد أنها القرى التي كان يعيش فيها قوم لوط، وتظهر الأقمار الصناعية أيضا أن هناك أشجار وأغصان قديمة جدا في العمق، وهي ما زالت موجودة لأن ملح البحر قد ساعد في الحفاظ عليها، ويقال أن سديم أو سدوم كانت منطقة يانعة مليئة بالخضرة .

كيف عذب الله قوم لوط

أرسل الله سبحانه وتعالى النبي لوط عليه وسلام إلى قومه، لكي يدعوهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له، وأن ينهاهم عن الفواحش التي يقومون بها، لكنهم لم يستجيبوا لرسالة الله، بل إنهم قد زادوا من الفحش، بل وحاولوا إخراج النبي لوط عليه السلام ومن يؤمن به من القرية، قال تعالى في سورة النمل آية 56 : ”  فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ ۖ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ “، فأرسل الله لهم العذاب وأمر النبي لوط وأهله ” إلا امرأته ” بترك القرية ليلا، ويقال أن النبي لوط لم يخرج معه أي رجل من القرية، قال تعالى في سورة النمل : ” فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَاهَا مِنَ الْغَابِرِينَ (57) وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَرًا ۖ فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنذَرِينَ (58) قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَىٰ عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَىٰ ۗ آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ (59) ” .

فعندما أشرقت الشمس، قام جبريل عليه السلام بأمر من الله سبحانه وتعالى بإرسال الصيحة عليهم، وهو صوت شديد جدا، ورفع سيدنا جبريل بجناحيه مدنهم، حتى وصل بها إلى السماء، ثم قلبها رأسا على عقب، وأرسل الله عليهم  حجارة من سجيل فدمرت المنطقة تماما، قال تعالى : ” وَجَاءَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ* قَالَ إِنَّ هَؤُلاءِ ضَيْفِي فَلا تَفْضَحُونِ* وَاتَّقُوا اللَّهَ وَلا تُخْزُونِ* قَالُوا أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعَالَمِينَ * قَالَ هَؤُلاءِ بَنَاتِي إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ* لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ * فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ * فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ * إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ* وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ* إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ ” سورة الحجر 67 – 77 .

ذنب قوم لوط

كان قوم لوط شواذا، يأتون الرجال شهوة بدلا من النساء، قال تعالى : ” وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّن الْعَالَمِينَ * إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ (81) وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا أَخْرِجُوهُم مِّن قَرْيَتِكُمْ ۖ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ (82) فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ (83) وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَرًا ۖ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ ” سورة الأعراف “، وفي سورة الشعراء الآية 160 لـ 164 : ” كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ، إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ، إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ، فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ، وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ ” .

فلما أرسل الله إليهم نبيه لوط عليه السلام، ورفضوا الهداية واتباع أوامر الله عز وجل، أرسل الله لهم العذاب، قال تعالى في سورة هود الآية 82 و 83 : ” فلمَّا جاءَ أمرُنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارةً من سجيل منضود، مُسَوَّمةً عند ربكَ وما هي من الظالمين ببعيد ” .