طائفة الحشاشين أو الحشاشون أو الحشيشية أو الدعوة الجديدة كما أسموا أنفسهم هي طائفة إسماعيلية نزارية، انفصلت عن الفاطميين في أواخر القرن الخامس هجري/الحادي عشر ميلادي لتدعو إلى إمامة نزار المصطفى لدين الله ومن جاء مِن نسله، واشتهرت ما بين القرن 5 و7 هجري الموافق 11 و13 ميلادي، وكانت معاقلهم الأساسية في بلاد فارس وفي الشام بعد أن هاجر إليها بعضهم من إيران. أسّس الطائفة الحسن بن الصباح الذي اتخذ من قلعة آلموت في فارس مركزاً لنشر دعوته؛ وترسيخ أركان دولته.

طائفة الحشاشين
– الحشاشين هم طائفة اسماعيلية نزارية ، انفصلوا عن الفاطميين في أواخر القرن الخامس الهجري ، و دعوا أحد الأئمة يعرف باسم نزار المصطفى لدين الله ، و قد اشتهروا في الفترة ما بين القرن الخامس و السابع هجريا ، و أشهر الأماكن التي نبعوا منها بلاد فارس و الشام ، أما عن مؤسسها فكان يعرف باسم الحسن بن الصباح.

– كان لدولة الحشاشين عدد من القلاع الحصينة التي نشروها في وسط قمم الجبال و جعلوها معقلا لنشر دعوتهم ، و قد كانوا على خلاف شديد مع الخلافة الفاطمية و العباسية ، و كذلك السلاجقة و الخوارزميين و الأيوبيين و الزنكيين.

– كان الحشاشين يتبعون استراتيجيات عسكرية تعتمد أساستها على الاغتيالات ، فقد كان الموت بالنسبة لهم غاية لتحقيق أهدافهم ، و كان هؤلاء الفدائيون مجال للرعب عند الكثير من الحكام ، و بالفعل استطاعوا اغتيال عدد من الشخصيات الهامة ، و منهم الخليفة العباسي المستشهد.

– و جدير بالذكر أن من تمكن من القضاء عليهم هو هولاكو قائد المغول ، و كان ذلك بعد مذبحة عظيمة لقلاعهم ، بعدها قضى عليهم نهائيا الظاهر بيبرس في الشام.

تأسيس طائفة الحشاشين
– بعد دراسات عديدة قامت على المذهب الاسماعيلي ، قام مؤسسها حسن الصباح بمغادرة القاهرة ، لينتقل إلى أصفهان ، و يبدأ في نشر تعاليم العقيدة الاسماعيلية .

– في الوقت ذاته لم يكن هدفا رئيسيا نشر هذه العقيدة ، بقدر الاهتمام بالبعد عن السلاجقة و خطرهم ، فقاموا بإقامة حصن منيع فوق إحدى الجبال شديدة الارتفاع و شديدة الانحدار ، و عرفت هذه القلعة باسم قلعة الموت ، و قاموا بدخول القلعة متخفيين ، و ظلوا بداخلها لفترة وجيزة من الزمن ، و يذكر أن مؤسس القلعة لم يغادرها حتى وفاته .

استراتيجية الحشاشين العسكرية
– سعى أصحاب هذا المذهب إلى وضع استراتيجية عسكرية تختلف عن المعروف في العصور الوسطى ، و هذه الاستراتيجية اعتمدت على اغتيال الشخصيات البارزة في صفوف الأعداء ، تجنبا لتلك الحروب الطويلة التي تستنزف آلاف القتلى من الجانبين .

– كانوا يعملون على تدريب الفدائيين بطريقة احترافية ، على عدة فنون و منها الفروسية و التنكر و فنون القتال و اللسانيات ، و كانوا في كامل استعدادهم للموت في أي وقت .

– بعدها يبدأوا في الاندماج مع جيش الخصم أو مع بلاط الحاكم المراد اغتياله ، و يستمروا في الارتقاء للوصول لمواضع استراتيجية جيدة .

– و على مدار ثلاثة قرون ، استطاع هؤلاء الفدائيون تنفيذ العديد من عمليات الاغتيال ، و غالبا كانت تتم هذه الاغتيالات على مرأى و مسمع من الجميع ، رغبة منهم في اثارة الرعب .

– كان اهتمامهم الأمثل في اقامة قلاع حصينة ، ليتمكنوا من مواجهة أي عداء عليهم ، هذا فضلا عن أن هذه القلاع كانت تلحق بأماكن لتخزين الماء و الطعام ، ليتمكنوا من مواجهة أي حصار طويل ، و كذلك يمكنهم من الصمود حتى عشرات السنين.

نهاية حركة الحشاشين
على الرغم من حياتهم التي اتسمت بالقتل و الجرائم ، إلا أنهم كسائر المسلمين حاولوا التصدي إلى المغول ، و قد حاولوا في الكثير من الأوقات كسب ثقة المماليك و على رأسهم الظاهر بيبرس ، و بدأوا بدفع الجزية ، بعدها حدثت العديد من المشاحنات بينهم و بين الظاهر بيبرس ، مما جعله يشعر بأنه غير قادر على السيطرة عليهم ، فبدأ في مهاجمتهم ، و استولى على حصونهم ، و من أهمها قلعة العليقة و قلعة الرصافة و قلعة الخوابي ، و تم القضاء عليهم في عام 671 هجريا في بلاد الشام.