حروب الإبادة الجماعية هي تلك النوعية من الحروب القذرة والتي تشير إلى سياسة كانت قد أتبعتها الدول الاستعمارية في الأساس لتحقيق الإبادة الروحية وهي تقوم في مفهومها على طمس أي مقومات للأشخاص أو للأفراد أو بشكل عام المواطنين في دولة ما أو منطقة ما مثل طمس التقاليد والعادات والقيم المميزة للأشخاص في مجتمع ما وهي تقوم على اتخاذ القتل الجماعي كوسيلة لذلك ، فيما يتم إطلاق مصطلح الإبادة على مجموعة السياسات الخاصة بالقتل الجماعي المنظم ، و الممنهج أي القتل على الهوية والذي هو غالباً ما تقوم به بعض الحكومات الاستبدادية وليس الأفراد ضد جماعات مختلفة ، حيث قد تم تصنيف هذه الجرائم التي قد تم ارتكابها على أسس قومية أو دينية أو عرقية أو حتى سياسية على أنها جرائم إبادة جماعية ، كما قد تم تصنيف تلك المجازر البشرية على أنها جرائم حرب دولية وذلك في خلال ما جاء في اتفاقية وافقت عليها الدول الأعضاء في الأمم المتحدة وذلك بإجماع الدول في عام ( 1948 م ) ، حيث تم وضع الاتفاقية في موضع التنفيذ في عام ( 1951 م ) ،  وذلك بعد أن قامت ( 20 ) دولة بالمصادقة عليها إلا أن بلغ مجموع الدول التي صادقت عليها حتى عصرنا الحالي ( 133 ) دولة من دول العالم .

نشأة حروب الإبادة الجماعية

كان قد شهد التاريخ الإنساني الكثير من المجازر البشعة على مدى تاريخه والتي قد تم ارتكابها على مستويان أساسيان وهما المستوى الداخلي والمستوى الخارجي ، حيث قامت بارتكابها عدد من الدول في حق مواطنيها أو فئات معينة منهم ودول قامت بارتكابها في حق شعوب دول أخرى لكن على الرغم من كثرة وتعدد المجازر البشرية التي ارتكبت في حق الشعوب في خلال القرن الماضي إلا أن التركيز الأساسي على هذه النوعية من الجرائم جاء من خلال جرائم الحرب ضد الإنسانية ، ولذلك فأن مصطلح الإبادة الجماعية لا يعتبر مصطلحاً وصفياً فقد بل أنه أصبح اليوم مصطلح قانوني ، جاء أول تطبيق عملي للاتفاقية في خلال المحاكمتان الدوليتان والذين كان انعقادهما بسبب المجازر التي قام بها الصرب والكروات في البوسنة والهرسك في حق المسلمين هناك وأيضاً المحاكمات الخاصة بالمسئولين في رواندا والمتورطون في جرائم إبادة جماعية مثل جان كمباندا رئيس وزراء رواندا و آخرون .

أشهر حروب الإبادة الجماعية

 يعد من أشهر حروب الإبادة الجماعية تلك المجازر التي قام بها الألمان في العهد النازي في خلال فترة الحرب العالمية الثانية ، حيث وصل حصيلة القتلى بين صفوف المدنيين بها إلى أكثر من عشرة مليون شخص من جنسيات مختلفة وانتماءات متعددة واديان ومن ضمن المجازر البشعة الأخرى التي ارتكبت في خلال القرن الماضي .

مجازر العثمانيون بحق الأرمن

مجازر السريان (المذابح الأشورية )

 التي قام بارتكابها الجيش العثماني في خلال معاركه في الحرب العالمية الأولى .

مجزرة سربرينيتشا

 وهي تلك المجزرة البشعة في صفوف المدنيين في البوسنة والهرسك والتي كان حصيلة ضحاياها حوالي ( 8 ) الأف مدني .

مجزرة صبرا وشاتيلا

 وهي المجازر التي ارتكبت في حق المدنيين وبالأخص اللاجئون الفلسطينيون في جنوب لبنان والتي كانت بدايتها في عام ( 1982 م ) و استمرت حوالي ثلاثة أيام كاملة والتي لم ينج منها حتى الجنين في رحم أمه ، و كانت المجازر قد تمت بأوامر من أرئيل شارون ، و بعضاً من المجموعات الانعزالية الأخرى والتي تتبع حزب الكتائب اللبناني ولجيش جنوب لبنان الموالي لإسرائيل .

الإبادة الجماعية في رواندا

  والتي قام بها مجموعة من القادة المتطرفين والذين يمثلون الأغلبية في رواندا و هم من جماعة الهوتو وكان ارتكابها ضد جماعة الأقلية توتسبى وبلغت ضحاياه الأف في مدة زمنية لم تتجاوز ( 100 ) يوم فقط .

مجزرة دير ياسين

 والتي قام بارتكابها اليهود ضد العرب الفلسطينيين سكان قرية دير ياسين في عام ( 1948 م ) ، والتي كان حصيلة قتلاها من الفلسطينيون حوالي ( 360 ) قتيلاً .

مجزرة تل الزعتر

 والتي احتلت مكانة كبيرة في البشاعة والجرم والتي قامت بارتكابها قوات من حزب الكتائب اللبناني ، و ذلك بمشاركة ميلشيا النمور وميلشيا جيش تحرير زغرتا علاوة على عدد من قوات الجيش السوري ، حيث قد لقى الجيش اللبناني الجنوبي الموالي لإسرائيل دعماً هائلاً من أمريكا وإسرائيل أثناء حصاره وقصفه للمخيم في عام ( 1976 م ) في أثناء الحرب الأهلية اللبنانية ، حيث قدر ضحايا المذبحة من الفلسطينيون بحوالي ( 3000 ) قتيل .