بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من اتفاقية باريس للمناخ، بدأت ردود الأفعال الغاضبة تظهر من قادة العالم والمنظمات الدولية منها الأمم المتحدة والمفوضية الأوروبية وأيضا الاتحاد الأوروبي، وهو ما يؤكد على أهمية هذه الاتفاقية، الذي قد وقع عليها الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما ، لأن انسحاب أمريكا من هذه الاتفاقية سيكون له تأثير فعلي لأن أمريكا هي ثاني أكبر مصدر لانبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون في العالم بعد الصين، فما هي اتفاقية باريس للمناخ؟ وما هي أهدافها؟ هذا ما سوف نجيب عنه في هذا المقال.
ما هي اتفاقية باريس للمناخ ؟
اتفاقية باريس للمناخ هي أول اتفاقية عالمية تتم بشأن المناخ، وقد جاءت هذه الاتفاقية عقب المفاوضات التي قد عقدت أثناء مؤتمر الأمم المتحدة الواحد والعشرين للتغير المناخي في باريس في عام 2015 ، وقد كانت هذه الاتفاقية مناسبة ومتوازنة وملزمة قانونيا، مثل تحديد وتقديم هدف لخفض الانبعاثات، وأيضا المراجعة الدورية لهذا الهدف، وفي نفس الوقت فإن الأهداف التي حققتها الدول غير ملزمة.
وقد حضر اتفاقية باريس للمناخ 195 دولة، من أبرزها كلا من الصين وروسيا والهند واليابان والبرازيل وألمانيا وكندا وكوريا الجنوبية وفرنسا وإيران وتركيا، وقد أنهى 147 دولة إلى الآن عملية المصادقة على هذه الاتفاقية تمت في ديسمبر 2015 بالعاصمة الفرنسية تحت إشراف الأمم المتحدة، وأن الاقتصادات الكبرى التي لم تصدق عليه حتى الآن هي روسيا وتركيا.
تفاصيل اتفاقية باريس للمناخ
يمكن توضيح تفاصيل اتفاقية باريس للمناخ في أربع نقاط فقط هي:
1- الاتفاق المنصف، وهو ما قررته اتفاقية باريس للمناخ، والذي يشير إلى أن مسؤولية التصدي لتحدي المناخ هي مسؤولية جماعية ومشتركة بين الدول، ولكنها تتفاوت بحسب امكانيات وقدرات كل دولة، وأيضا اختلاف السياق الوطني، هذا بالإضافة إلى الالتزامات المالية للبلدان الصناعية والذي يتعين على هذه البلدان تيسير نقل التكنولوجيا والتكيف مع الاقتصاد بلا كربون.
2- الاتفاق الحيوي، والذي يتوخى من هذا الاتفاق احتواء ارتفاع درجات الحرارة بوضوح، دون الدرجتين المئويتين، هذا بالمقارنة بمستويات درجات الحرارة في الحبة ما قبل الصناعية، وأيضا مواصلة تنفيذ الخطوات التي تعمل على الحد من ارتفاع درجات الحرارة إلى 1.5 درجة مئوية.
3- الاتفاق ملزم قانونا، التزمت الدول برسم استراتيجيات إنمائية لا تتسبب إلا في انبعاثات طفيفة، تتم من غازات الدفيئة في الأجل الطويل، وأن هذه الاتفاقية هي التي يبرم فيها اتفاق عالمي في مجال مكافحة تغير المناخ، حيث تنطبق هذه القواعد الملزمة قانونا على الدول الأطراف، منها التزام الدول المتقدمة بتقديم الدعم المالي للدول النامية.
4- تنفيذ الاتفاقية، تم تنفيذ الاتفاقية في إبريل 2016 في نيويورك حتى تدخل حيز النفاذ في عام 2020 ، ومن ضمن أهدافها مراجعة المساهمات في عام 2018، وأيضا تعبئة الأموال حتى بلوغ أرضية المائة دولار في السنة بحلول عام 2020 .
أهداف اتفاقية باريس للمناخ
تهدف اتفاقية باريس للمناخ إلى احتواء الاحترار العالمي لأقل من درجتين، على أن تتم إعادة النظر في أهدافها المعلنة بعد مرور خمس سنوات، إضافة إلى الأهداف التالية :
1- إبقاء متوسط ارتفاع حرارة الأرض أقل من درجتين مئويتين.
2- تقليص انبعاثات غازات الدفيئة من 40 إلى 70% حتى عام 2050 وخفضها إلى نسبة 26 إلى 28%، وهي الغازات المتبعثة من نشاطات الإنسان إلى المستويات ذاتها، والتي يمكن للأشجار والتربة والمحيطات امتصاصها بشكل طبيعي.
3- تمكين الدول الغنية من مساعدة الدول الفقيرة، عن طريق تزويدها بتمويلات لمساعدتها في التأقلم مع التغير المناخي ومنه الانتقال إلى مصادر طاقة متجددة.