أرسل الله سيدنا يوسف ووالدة يعقوب أنبياء لبني إسرائيل ، وكان للنبي يعقوب علية السلام إثنا عشر ولداً ، من بينهم سيدنا يوسف واخوه بنيامين ، وكان سيدنا يوسف منذ صغرة يعرف بحسن خلقة وجمال وجهه والتسامح الذي يتمتع به ، لذا أحبة سيدنا يعقوب حباً شديداً وميزة عن بقيه أخواته ، وذلك الأمر كان سبب رئيسي لحقد أخواته عليه وكرههم الشديد له .
إلقاء سيدنا يوسف في الجب
كان لسيدنا يوسف مكانه كبيرة عند أبيه مما جعل باقي أخواته يغيرون منه كثيراً وتحول الأمر إلى كرة شديد ففكروا في تدبير مكيدة له والتخلص منه وأبعاده عن أبية ، ففي ذات يوم طلبوا من أبيهم أن يأخذوا سيدنا يوسف معهم في رحله وكان يوسف حينها صغير السن ، وبعد ان أخذوه معهم قاموا بالقاءة في الجب وتركوه ، وأخذوا قميصه ولطخوه بالدماء ، ثم كذبوا على سيدنا يعقوب وقالوا ان يوسف قد أكله الذئب ، وقاموا بإعطاء القميص الملطخ بالدماء الي والدهم لكي يقنعوه ان اخوهم قد أكله الذئب ، وشعر سيدنا يعقوب أن أبناءة يكذبون ، ولكنه صبر على ذلك البلاء ، وكان الجب الذي القي به سيدنا يوسف ليس عميق ووجدوه قوما فاخرجوه من الجب وقاموا ببيعه كعبد في مصر وعنما كبر عمل لدي عزيز مصر حتي اصبح وزيرا .
موقع قبر سيدنا يوسف
: عاش سيدنا يوسف مع أبيه يعقوب في فلسطين ثم عاش باقي حياته في مصر ، وهناك خلاف على المكان الذي تم دفن سيدنا يوسف به ، فيذكر أن قبر سيدنا يوسف موجود في الضفة الغربية المحتلة شرقي مدينة نابلس ، ويعتبر قبر سيدنا يوسف مقام مقدس لدي بني إسرائيل بعد ان احتلوا الضفة الغربية عام 1967 م حيث يعتقدون أن رفاه سيدنا يوسف قد تم أحضارها من مصر لتدفن في هذا المكان ، أما علماء الآثار فيعتقدون أن هذا القبر ليس قبر سيدنا يوسف ولكنه قبر شيخ مسلم يسمي يوسف الدويكات ، وأن هذا القبر ليس قديم بل تم تشيده من بضعه قرون .
وهناك العديد من الآراء حول المكان الحقيقي لقبر سيدنا يوسف ، وهناك العديد من القصص الذي ذكرها اليهود ، علماء الآثار ، علماء المسلمين ، ومن أهم القصص التي رواها علماء المسلمين عن موقع قبر سيدنا يوسف قصص الإمام المسلم والفقيه أبو عبد الله أحمد بن حنبل الشيباني الذهلي حيث ذكر عن قبر سيدنا يوسف قصتان فقال .
القصة الأولى : ذكر الشيخ ان الله تعالي أوحى لسيدنا موسى عليه السلام لينقل رفاه سيدنا يوسف الى بيت المقدس ، ولم يكن سيدنا موسى يعلم المكان الذي دفن فيه سيدنا يوسف عليه السلام ، فسأل بني إسرائيل على مكان القبر ولكن لم يكن هناك أحد يعرف مكان القبر ، وظل سيدنا موسى يبحث عن شخص يعرف مكان قبر سيدنا يوسف الى ان وجد رجل كبير عمرة 300 عام وقال له أن أمه هي الوحيدة التي تعرف مكان قبر سيدنا يوسف ، وأخذ الرجل سيدنا موسى الى بيت أمه وكانت أمراة عجوز ومريضه فكان عمرها 900 عام ، وقالت لسيدنا موسى أنها سوف تدله على قبر سيدنا يوسف ولكن بشرط أن يدعو الله لتعيش عمر أخر يماثل ما عاشته وتعود الى شبابها ، فدعى موسى الله فعاشت المرأة 1800 عام وقد أخذت سيدنا موسى الى مكان قبر سيدنا يوسف وكان القبر في وسط نيل مصر داخل قبر من الرخام ، فقام سيدنا موسى بأخذ عظام سيدنا يوسف ونقلها الى بيت الامقدس ، وذكر ان قبر سيدنا يوسف يتواجد حالياً في البقيع خلف الحيز السليماني حذاء قبر يعقوب وجوار جدّيه إبراهيم وإسحاق عليهما السلام.
القصة الثانية: عن إبراهيم بن أحمد الخلنجي: قال أن جارية المقتدر قد سالته للخروج الى الموقع الذي روى أن يوسف عليه السلام قد بنى فيه وطلبت منه البناء فوقه ، فخرج ومعه العمال وعندما وصل الى المكان الذي قيل أن سيدنا يوسف دفن فيه ، قام بشراء المكان من صاحبة وأخذ في كشف المكان حتي وصل الى المكان الذي روى ان يوسف دفن فيه ووجد فيه حجر عظيم فأزال قطعه صغيرة من الحجر صارت روائح المسك تعم المكان وهبت رياح عظيمة فقاموا بأغلاق الحجر وقاموا ببناء قبه فوقه ، وهو المكان المعروف حاليا والموجود خارج السور السليماني من جهة الغرب .