كانت إفريقيا أول قارة انتشر فيها الإسلام من جنوب غرب آسيا خلال أوائل القرن السابع الميلادي، وما يقرب من ثلث سكان العالم من المسلمين يقيمون في القارة، وقد عبر المسلمون جيبوتي والصومال الحاليين للبحث عن ملجأ في إريتريا وإثيوبيا الحالية خلال الهجرة إلى مملكة أكسوم، ومعظم المسلمين في إفريقيا هم من أهل السنة، ويظهر الإسلام في إفريقيا في مدارس الفكر والتقاليد والأصوات المختلفة في العديد من البلدان الأفريقية .
الطوائف الاسلامية في افريقيا
الاقلية السنية أو أهل السنة
ينتمي معظم المسلمين في إفريقيا إلى الطائفة السنية، وعلى الرغم من وجود عدد كبير من أتباع الشيعة والإباضية، بالإضافة إلى ذلك الصوفية، ولكن يعتبر مذهب المالكي من المدارس الفقهية المهيمنة بين معظم المجتمعات السنية في القارة، بينما ينتشر المذهب الشافعي في القرن الإفريقي وشرق مصر وساحل السواحيلية، ويتبع الفقة الحنفي في غرب مصر .
الاقلية الصوفية
الصوفية التي تركز على العناصر الصوفية في الإسلام لديها العديد من الأوامر وكذلك أتباع في غرب أفريقيا والسودان، ومثل غيرها من الأوامر تسعى جاهدة لمعرفة الله من خلال التأمل والعاطفة، وقد يكون الصوفيون من السنة أو الشيعة وقد تتضمن مراسمهم الهتاف والموسيقى والرقص والتأمل، والعديد من الصوفيين في أفريقيا مصطنعون حيث يمارسون الصوفية مع المعتقدات الفولكلورية التقليدية، وينتقد السلفيون الفولكلوريون الصوفيون الذين يزعمون أنهم قاموا بدمج المعتقدات “غير الإسلامية” في ممارساتهم، مثل الاحتفال بالعديد من الأحداث وزيارة ضريح “القديسين الإسلاميين”، والرقص أثناء الصلاة (الدراويش الدوارة) .
ويوجد في غرب إفريقيا والسودان العديد من الأوامر الصوفية التي تعتبر متشككة من فروع الإسلام الأخرى في الشرق الأوسط، وتؤكد معظم الأوامر في غرب إفريقيا على دور المرشد الروحي، وفي السنغال وغامبيا يزعم أن هناك عدة ملايين من أتباع الصوفية، والنظام الصوفي هو الأكثر شعبية في غرب إفريقيا مع اتباع كبير في موريتانيا ومالي والنيجر والسنغال وغامبيا .
الاقلية السلفية
في الآونة الأخيرة نسبيا بدأت السلفية تنتشر في إفريقيا نتيجة للعديد من المنظمات غير الحكومية الإسلامية مثل الرابطة الإسلامية العالمية، والجمعية العالمية للشباب الإسلامي واتحاد ماب والمدارس الإسلامية الممولة أساسا من الحكومات السلفية، وهذه المنظمات السلفية التي غالبا ما يكون مقرها في “المملكة” تروج لشكل من الإصلاحيين المحافظين، وقامت هذه المنظمات غير الحكومية ببناء مساجد يهيمن عليها السلفيون ومراكز إسلامية في إفريقيا، ويعمل الكثير منهم من قبل مسلمين أفريقيين متطرفين، وغالبا ما يتم تدريبهم في الشرق الأوسط كما تقدم منح دراسية أكاديمية للدراسة في الجامعات الإسلامية في الشرق الأوسط لتعزيز السلفية .
الديانة الأفريقية التقليدية
تضم إفريقيا مجموعة واسعة من المعتقدات التقليدية، وعلى الرغم من أن العادات الدينية يتم تقاسمها في بعض الأحيان من قبل العديد من المجتمعات المحلية، فإنها عادة ما تكون فريدة لسكان معينين أو مناطق جغرافية، ووفقا للدكتور” J Omosade Awolalu” فإن كلمة “تقليدي” في هذا السياق تعني السكان الأصليين وهو أمر أساسي وينتقل من جيل إلى جيل، ويعني أنه يتم دعمه وممارسته اليوم وإلى الأبد، أي انه تراث من الماضي، ومع ذلك لا يعامل على أنه شيء من الماضي ولكن ذلك الذي يربط بين الماضي والحاضر والحاضر بالمستقبل، وتدرك حقيقة أن إفريقيا قارة كبيرة بها العديد من الدول التي لديها ثقافات معقدة ولغات لا تعد ولا تحصى ولهجات لا تعد ولا تحصى، ويستند جوهر هذه المدرسة الفكرية أساسا على انتقال شفهي وما هو مكتوب في قلوب الناس وعقولهم والتاريخ الشفهي والعادات والمعابد والوظائف الدينية .
الدين الاسلامي في افريقيا
الإسلام هو الديانة الرئيسية في إفريقيا ويليها الديانة المسيحية، حيث يمثل 47٪ من السكان مسلمين ويمثلون ربع سكان العالم من المسلمين، وتنبع جذور الإيمان التاريخية في القارة من زمن النبي محمد صلى الله عليه وسلم الذي هاجر بسبب الاضطهاد من العرب الوثنيين، وجاء انتشار الإسلام في شمال إفريقيا مع توسع الإمبراطورية العربية في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه عبر شبه جزيرة سيناء، وكان انتشار الإسلام في غرب إفريقيا من خلال التجار والبحارة الإسلاميين، والإسلام هو الدين السائد في شمال إفريقيا والقرن الأفريقي، كما أصبح الدين السائد على السواحل وكذلك ساحل غرب إفريقيا وأجزاء من الداخل، وكانت هناك العديد من الإمبراطوريات الإسلامية في غرب إفريقيا التي مارست نفوذا كبيرا ولا سيما إمبراطورية مالي، التي ازدهرت لعدة قرون وإمبراطورية سونغهاي .
من هو الاستاذ عبد القادر الطيب
عبد القادر الطيب أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة كيب تاون، ويشغل كرسي المؤسسة الوطنية للبحوث في الإسلام والشعوب الإفريقية والقيم الدينية، وحصل على درجة الدكتوراه في عام 1989 من جامعة تيمبل في الولايات المتحدة الأمريكية، ولقد عمل ونشر في الإسلام في جنوب إفريقيا، وعمل على البحث في تاريخ الأديان، وفي خطابات الإسلام المعاصر، وتركز مشاريعه الحالية على الدراسات الدينية والتاريخ الفكري الإسلامي، وعلى التعليم الديني في جنوب إفريقيا وعلى الدين والأخلاق في المجتمعات والتقاليد الدينية .