الدعوة إلى اعتناق الأديان السماوية ليست بالشيء الهين، فلم يكن انتشار الإسلام بداخل آسيا وأفريقيا أمرا يسيرا على المسلمين، فعلي سبيل المثال عندما أراد الداعية السعودي عبدالعزيز التويجري الذهاب إلى قرية كانتيبالاندوغو في غينيا الاستوائية، ودعوة أهلها إلى الإسلام، وبناء المساجد، قام أحد السكان الوثنيين بضربه بالرصاص في صدره ليلفظ أنفاسه الأخيرة. لذلك في هذا المقال نستعرض لكم كيف انتشر الإسلام في كل من قارة آسيا وأفريقيا.
ما الهدف وراء الدعوة للإسلام
تنص العديد من الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة على أهمية الدعوة إلى الإسلام وإلى عبادة الله الواحد الأحد، وأن التقرب إلى الله هو الحل الأمثل، ومن تلك الآيات (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ)، والآية: (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)، وفي الحديث الشريف فقد ورد عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم “من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا”، وما تشير له الآيات والأحاديث النبوية الشريفة هو أهمية التوحيد والدعوة إلى عبادة الله سبحانه وتعالى، واتباع الدين الإسلامي، وتوضح الأجر الكبير الذي يناله صاحب الدعوة إلى الإسلام.
الدين في القارة الأفريقية
قارة أفريقيا من القارات كبيرة الحجم والتي يوجد بها الكثير من الشعوب والكثير من المعتقدات الدينية، لذلك يصعب معها إحصاء كل تلك المعتقدات ولكن بعض الموسوعات البريطانية تشير إلى أن 45% من سكان القارة الأفريقية هم من المسلمين، أما المسيحيون فنسبتهم 40%، وحوالي 15% هم من الوثنيين وأتباع الديانات الأفريقية المحلية، إلى جانب نسبة قليلة جدًا من أصحاب المعتقدات الأخرى.
التبشير في القارة الأفريقية
شهدت القارة الأفريقية العديد من الحملات الدينية التي قام بها معتنقي الديانة المسيحية والإسلامية على حد سواء، حيث قام العديد من المبشرين في القرن التاسع عشر والذي سمي بقرن التبشير بالعديد من الجمعيات التبشيرية، في محاولة لنشر الدين المسيحي في كل أنحاء العالم، وفي قارة أفريقيا بالأخص، أما في القرن العشرين بدأ أنتشار الإسلام في تزايد بالرغم من وجود استعماري مسيحي بداخل تلك الدول، إلا أن الجمعيات الإسلامية التي وجدت في هذا الوقت عملت على انتشار الإسلام بشكل كبير.
لماذا تستهدف العمليات التبشيرية المناطق الفقيرة
يقوم المبشرين بأخبار المحرومين والفقراء أن الحياة في الأخرة هي الأفضل، وأنهم سينعمون ويكافئون بالجنة، وهو الأسلوب المستخدم من قبلهم، فكانوا يقومون بالتحدث مع الطبقات التي بها فقر ومجاعة وجهل، من أجل وعدهم بالراحة والنعيم في الأخرة، فالمسيحية من الديانات التي لعبت دورا كبيرا في تحويل عدد كبير من الناس إلى الإيمان بها، واستغلال حاجة الناس إلى المال نتيجة الاستعمار في هذا العصر.
الدعوة الإسلامية في أفريقيا
أما انتشار الإسلام في أفريقيا فجاء في القرن العشرين حيث اعتمدوا على انتشار الإسلام عن طريق التجارة والطرق الصوفية، والتي اعتبرت أحد أهم العوامل في نشر الإسلام بداخل قارة أفريقيا، حيث أتجه المسلمون إلى القارة بهدف التجارة وليس بهدف نشر الإسلام، وهذا ما أسهم بشكل كبير في نقل الدعوة الإسلامية إلى شمال قارة أفريقيا، ثم أنتقل الأمر إلى المنطقة السودانية بنفس الطريقة، وبالمثل في شرق القارة، إذا تأثر السكان بالتجار القادمون من آسيا للعمل بالتجارة، فأصبحوا دعاة للإسلام.
أما الطرق الصوفية التي استخدمت لنشر الإسلام فلعبت دورا هاما في إتمام الأمر، حيث تحول على يديها إلى انتشار الدين الإسلامي من حالات فردية إلى حالات جماعية، حيث اتبع الصوفيين الكثير من البرامج التي تسمي بالكتاتيب وقاموا بإقناع أهالي المنطقة بإرسال أولادهم إلى في هذه المدارس الصغيرة من أجل تعليمهم، فبدئوا في تدريسهم وتعليمهم الدين الإسلامي، ليصبح بعدها الدارس الداعية يرشد الناس إلى أمور الدين.
ما سبب الانتشار السريع للإسلام في قارة أفريقيا
أسهمت الفتوحات العربية في انتشار الإسلام في القارة الأفريقية وليس كما قيل إن الإسلام انتشر بحد السيف، وكل ما حدث أن كل فرد مسلم أعتبر نفسه داعيا للإسلام، فبدئوا في دعوة الناس، مما أثر بشكل إيجابي وتزايدت معها أعداد معتنقي الدين الإسلامي، وهكذا لم يحتاج الدين الإسلامي إلى تنظيم جمعيات من المبشرين من أجل نشر الدين، ولكن أصبح كل مسلم يأخذ على عاتقه نشر الإسلام بين الناس.
ولكن في العصر الحديث تم إنشاء العديد من الجمعيات والمنظمات الإسلامية التي تعمل على نشر الدين الإسلامي في جميع المناطق، وترسيخ القيم الإسلامية، وإغاثة المحتاجين، وتشجيع الناس على المبادرات المحلية في عملية التنمية.
كيف انتشر الإسلام في آسيا
أنتشر الإسلام في شبه الجزيرة العربية أولا بعد نزول الوحي على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ومنها انطلقت إلى كل بقاع العالم، فوصل إلى الهند في عام 615 م، عن طريق تجارة الحرير المستخدمة في ساحل شيتاغونغ كما أنتقل إلى ولاية كيرالا جنوب الهند من خلال مالك بن دينار والذي قام وهو من معه بنشر الإسلام هناك، وبناء أول مسجد في مالابار عام 629م.