صحف إبراهيم وموسى هي الكتب السماوية التي أنزلها الله عز وجل على كل من سيدنا إبراهيم وسيدنا موسى عليهما السلام، وهي ما ذُكِرت في أكثر من موضع في القرآن الكريم ووضحها وبينها كثير من العلماء والمفسرين.

ما المقصود بالكتب السماوية

الكتب السماوية هي الكتب التي أنزلها الله سُبحانه وتعالى على رسله وأنبيائه، والتي تحتوي على عِبَر أو عظات أو تعاليم تخص الرسالة التي كُلِّف ذلك النبي بحملها، ويُشار عادة بكلمة الكتب السماوية إلى صحف سيدنا إبراهيم، والزبور الذي أُنزِل على سيدنا داوود، والتوراة التي أُنزِلت على سيدنا موسى، والإنجيل الذي أُنزِل على سيدنا عيسى، وأخيرًا وآخرًا القرآن الكريم الذي أنزله الله تعالى على خاتم المرسلين مُحمَّد صلى الله عليه وسلم.

مواضع ذِكر صحف إبراهيم وموسى في القرآن الكريم

ذُكِرت عبارة صحف إبراهيم وموسى في القرآن الكريم في أكثر من موضع، نذكر منها الآتي:

  • قال تعالى في سورة آل عمران: (( قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ )) صدق الله العظيم.
  • قال تعالى في سورة البقرة: (( قُولُوا آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ )) صدق الله العظيم.
  • قال تعالى في سورة الأعلى: (( قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى * بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * وَالْآَخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى * إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى * صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى )) صدق الله العظيم.
  • قال تعالى في سورة النجم: (( أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى * وَأَعْطَى قَلِيلًا وَأَكْدَى * أَعِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَى * أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى * وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى * أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى * وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى * وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى * ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى )) صدق الله العظيم.

ماذا كانت صحف إبراهيم وموسى

قد يتساءل البعض عن مُحتوى بعض الكتب السماوية التي لم تَعد موجودة حتى عصرنا الحالي، وما الذي كُتِب فيها، وهذا ما حدث في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ روى الآجري من حديث أبي ذر أنه قال: قُلت: يا رسول الله، فما كانت صحف إبراهيم؟ قال: كانت أمثالًا كلها: “أيها الملك المتسلط المبتلى المغرور إني لم أبعثك لتجمع الدنيا بعضها على بعض، ولكن بعثتك لترد عني دعوة المظلوم، فإني لا أردها ولو كانت في فم كافر.” وأكمل القرطبي أيضًا: قال أبو ذر: قلت: يا رسول الله، فما كانت صحف موسى؟ قال: كانت عبرًا كلها: “عجِبتُ لمن أيقن بالموت كيف يفرح، وعجبت لمن أيقن بالقدر كيف ينصب، وعجبت لمن رأى الدنيا وتقلبها بأهلها كيف يطمئن لها…”.