قال الله تعالي في القرآن الكريم: ( إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ).
السورة التي ذكر بها البعوض والآية
كانت حشرة البعوض قد وردت في القرآن الكريم كما أوضحنا في الآية السابقة، وهذا في الآية 26 من سورة البقرة وهي أعظم سورة في القرآن الكريم كما سنعرض الآن.
الحشرات التي ذكرت في القرآن الكريم
إن القرآن الكريم هو التشريع الخاص بالمسلمين والذي أهدانا إلى الصراط المستقيم، فيحتوي القرآن الكريم على العديد من العبر والقصص والآيات التي تهدف إلى أن تكون لها العظة والعبرة. كما أنه على الرغم من صغر الحشرات وتكاد تكون ليس لها قيمة أو أهمية فقد ذكرت في القرآن الكريم، حيث ذكرها الله وضرب بها العديد من الأمثال، وفي بعض من الآيات كان الهدف أن تكون عبرة وعظة، كما أنه في القرآن الكريم أيضا هناك العديد من السور التي سميت بأسماء الحشرات. ومن الحشرات التي ذكرت في القرآن الكريم: ومن أشهر الحشرات التي ذكرت في القرآن الكريم هم النحل والنمل والعنكبوت، بالإضافة إلى ذكر البعوض والذباب والجراد والقمل.
فقد ذكر النمل الآية 18 من سورة النمل قال الله تعالي: (حَتَّى إِذَا أَتَواْ عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَاأَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُواْ مَسَاكِنَكُمْ لاَ يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ * فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِن قوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِى أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِى أَنْعَمْتَ عَلَىَّ وَعَلَى وَالِدَىَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِى بِرَحْمَتِكَ فِى عِبَادِكَ الصَّالِحِين).
بينما ذكر الذباب في الآية 73 من سورة الحج في قوله تعالي: (يَاأَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُواْ ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُواْ لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لاَ يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوب).
كما ذكر العنكبوت في الآية 41 من سورة العنكبوت: (مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَآء كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكبُوتِ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُون)
فضل سورة البقرة
إن سورة البقرة هي سورة مدنية وقد نزلت في أماكن وأوقات متفرقة، كما أنها هي السورة الأولى التي قد هبطت إلى المدينة المنورة بخلاف آية واحدة فقط منها وهي الآية الأخيرة التي نزلت في حجة الوداع بالإضافة إلى آيات الربا، كما يبلغ عدد آياتها مئتان وست وثمانون آية، وبها أطول آية في القرآن الكريم، كما أنها السورة الثانية في ترتيب المصحف الشريف، وتم تسميتها بهذا الاسم حيث ورد بها قصة البقرة. ولسورة البقرة العديد من الفضائل التي اثبتتها الأحاديث الشريفة، ومن تلك الفضائل:
إن قراءة سورة البقرة تساهم في طرد الشياطين من المنزل، حيث من المستحيل أن تتواجد الشياطين في منزل به يقرأ القرآن، وهذا الأمر قد جاء في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه حيث قال أن رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام قال: (لا تجعلوا بيوتكم مقابر إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة).
قراءة سورة البقرة تساهم أيضا في الحفظ من أي سحر أو شرور، كما أن في قرأتها بركة كبيرة تعم المنزل الذي تقرأ به، وهذا الأمر أكد عليه أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه عندما قال أن رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام قال: (اقْرَءُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِى يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لأَصْحَابِهِ اقْرَءُوا الزَّهْرَاوَيْنِ الْبَقَرَةَ وَسُورَةَ آلِ عِمْرَانَ فَإِنَّهُمَا تَأْتِيَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ أَوْ كَأَنَّهُمَا غَيَايَتَانِ أَوْ كَأَنَّهُمَا فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ تُحَاجَّانِ عَنْ أَصْحَابِهِمَا اقْرَءُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ وَلاَ تَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ) رواه مسلم
لحافظ سورة البقرة على وجه الخصوص أفضلية عن غيره من حفاظ القرآن، وهذا الأمر من جاء فيما رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي عندما قال: (رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بعث بَعْثًا وَهُمْ ذُو عَدَدٍ فَاسْتَقْرَأَهُمْ ، فَاسْتَقْرَأَ كُلَّ رَجُلٍ مِنْهُمْ مَا مَعَهُ مِنَ القُرْآنِ ، فَأَتَى عَلَى رَجُلٍ مِنْ أَحْدَثِهِمْ سِنًّا ، فَقَالَ : مَا مَعَكَ يَا فُلاَنُ ؟ قَالَ : مَعِي كَذَا وَكَذَا وَسُورَةُ البَقَرَةِ قَالَ : أَمَعَكَ سُورَةُ البَقَرَةِ ؟ فَقَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : فَاذْهَبْ فَأَنْتَ أَمِيرُهُمْ ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أَشْرَافِهِمْ : وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللهِ مَا مَنَعَنِي أَنْ أَتَعَلَّمَ سُورَةَ البَقَرَةِ إِلاَّ خَشْيَةَ أَلاَّ أَقُومَ بِهَا ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : تَعَلَّمُوا القُرْآنَ فَاقْرَءُوهُ وَأَقْرِئُوهُ ، فَإِنَّ مَثَلَ القُرْآنِ لِمَنْ تَعَلَّمَهُ فَقَرَأَهُ وَقَامَ بِهِ كَمَثَلِ جِرَابٍ مَحْشُوٍّ مِسْكًا يَفُوحُ بِرِيحِهِ كُلُّ مَكَانٍ وَمَثَلُ مَنْ تَعَلَّمَهُ فَيَرْقُدُ وَهُوَ فِي جَوْفِهِ كَمَثَلِ جِرَابٍ أُ وكِئَ عَلَى مِسْكٍ)