القرآن الكريم هو كتاب الله الذي يجب على المسلم التقرب من ربه من خلال القراءة في القرآن الكريم، وحفظ ما يستطيع من آيات القرآن الكريم، والكثير من الناس لا يعرفون الطريقة الصحيحة لحفظ القرآن الكريم بسهولة وبدون مساعدة، وهذا ما سوف نوضحه لكم.
كيفية حفظ القرآن الكريم
أن حفظ القرآن الكريم من الأمور الهامة التي يجب أن يداوم عليها المسلم، فقد قال الإمام ابن القيم في كتابه الطب النبوي: ((وأي عضو كثرت رياضته قوي، وخصوصا على نوع تلك الرياضة، بل كل قوة فهذا شأنها، فإن من استكثر من الحفظ قويت حافظته، ومن استكثر من الفكر قويت قوته المفكرة، ولكل عضو رياضة تخصّه )).
وهناك عدة أمور يجب على المسلم أن يراعيها عند حفظ كتاب الله الكريم حتى يسهل عليه حفظ القرآن بسهولة وهي:
النية الصالحة والإخلاص لله
الإخلاص والنية هم الأساس للنجاح في أي عمل، وهم الأساس حتى تقبل الأعمال عند الله تعالى، والنية هي التي تكون محلها القلب، وهي الرغبة على فعل الشيء.
استغلال السن الصغير في الحفظ
هناك مقولة تقول (أن التعليم في الصغر كالنقش على الحجر)، وهذه المقولة صحيحة، لأن الأطفال يكون لديهم قدرة على الحفظ بشكل أسرع وأسهل من الكبار، لهذا يجب استغلال العمر الصغير في حفظ القرآن الكريم، لأنه سوف يظل عالق في الذهن طوال العمر.
السمات الإيجابية
تواجد السمات الإيجابية بجانب الإرادة والعزيمة والنية الصادقة تشكل عمل هام لمساعدة المسلم على الحفظ بشكل جيد.
اختيار الوقت المناسب
أن أفضل الأوقات التي يتم بها حفظ القرآن الكريم هو في جوف الليل لأن هذا الوقت يكون فيه الهدوء والسكينة التي تساعد الإنسان على حفظ القرآن الكريم، وهو جو يساعد على الحفظ.
التجويد مع الحفظ
قراءة القرآن الكريم مع التجويد يجعل المسلم يتفاعل مع الآيات القرآنية بشكل جيد مما يسرع من عملية الحفظ، والإتقان في القراءة دون وجود أخطاء.
التكرار
تردد آيات القرآن الكريم تسرع من عملية حفظ الآيات القرآنية، ويمكن أن يتم ترديد الآيات القرآنية بصوت مرتفع قليلا، والانتظام في قراءة نفس الآيات كل يوم حتى يتم حفظها.
من الأمور الهامة التي تفيد في التكرار؛ أنه يساعد على مراجعة المحفوظ والتأكيد عليه.
الصلاة بالمحفوظ
من الطرق الجيدة التي تساعد على استخدام القرآن الكريم هو الصلاة باستخدام الآيات التي تم حفظها، لأن هذا الأمر يساعد على استرجاع الآيات ويساعد على عدم النسيان.
حسن الالتجاء إلى الله تعالى
يجب أن نلجأ إلى الله تعالى في كل الأمور، ومن الأمور التي نلجأ فيها إلى الله هي تسهيل الحفظ الجيد للقرآن الكريم، والتقرب من الله تعالى وترك فعل المعاصي.
قال الله تعالى في كتابه الكريم ﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾[البقرة:282]
فعلى المسلم أن يتقي الله ويصبر ويثابر في حفظ القرآن الكريم.
أهمية حفظ القرآن الكريم
حفظ القرآن الكريم مع التدبر في معاني الآيات الكريمة هو أمر ضروري ومطلوب من كل مسلم، لأن الله تعالى أنزل على عباده القرآن الكريم حتى يتعلموا ويتدبروا من خلال قراءة آيات القرآن الكريم.
ولن يستطيع المسلم حفظ القرآن الكريم بسهولة إلا من خلال فهم معاني القرآن الكريم، والتدبر في آيات الله سبحانه وتعالى.
ذكر ابن عبد البر أن كتابه (جامع بيان العلم) أن أول مراتب ودرجات طلب العلم هو أن يتم حفظ القرآن الكريم وفهمه.
وقد روى الطبري عن ابن مسعود أنّه قال)) كان الرّجل منّا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهنّ حتى يعرف معانيهنّ والعمل بهنّ)).
وكذلك تفسر لنا القرآن الكريم حتى يسهل علينا حفظه، وخاصة أن الناس تتفاوت في الفهم والتفسير، لهذا فعلى المسلم أن لم يعرف تفسير الآيات بمفرده أن يستعين بكتب تفسير القرآن الكريم حتى يسهل عليه حفظ القرآن الكريم.
من الأدعية المستجابة لحفظ القرآن الكريم الدعاء التالي كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((دعوة ذي النّون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إنّي كنت من الظالمين، فإنّه لا يدعو بها رجل مسلم في شيء قطّ إلا استجاب له)).