إماطة الأذى عن الطريق شعبة من شعب الإيمان، لقوله صلى الله عليه وسلم ” الإيمان بضع وسبعون شعبة فأفضلها قول: لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان”  صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبالتالي فإماطة الأذى عن الطريق ليست واجب إنساني وأخلاقي ومجتمعي فقط، بل هي واجب ديني أيضا، ولها فضل عظيم أيضا.

فضل إماطة الأذى عن الطريق

إماطة الأذى عن الطريق من الأعمال الصالحة التي حث عليها الإسلام، وجعلها من شعب الإيمان.

ورد ذكر إماطة الأذى عن الطريق في العديد من الأحاديث النبوية، منها:

  • عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ رَفَعَ حَجَرًا مِنَ الطَّرِيقِ كَانَتْ لَهُ بِهَا صَدَقَةٌ." (رواه مسلم).
     
  • وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وَمَنْ أَمَاطَ أَذًى عَنِ الطَّرِيقِ كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ صَاحِبِ الْعَقْلَةِ." (رواه أبو داود).
     

ولقد أقسم النبي صلى الله عليه وسلم على فضل إماطة الأذى عن الطريق، فقال: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَلْمَاشِي فِي مَسْجِدٍ لَهُ حَاجَةٌ، أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ مُعْتَكِفٍ فِي بَيْتِهِ مَا لَمْ يَكُنْ فِي سَبِيلٍ". (رواه الترمذي).

وفضل إماطة الأذى عن الطريق عظيم، فهو من الأعمال الصالحة التي تُدخل المسلم الجنة، وتشمل هذه الفضائل ما يلي:

  • أنها من شعب الإيمان، فهي من الأعمال التي تدل على إيمان الإنسان بالله تعالى، ورغبته في طاعته.
  • أنها من أحب الأعمال إلى الله تعالى، فقد أقسم النبي صلى الله عليه وسلم على فضلها.
  • أنها تُدخل المسلم الجنة، فقد ورد في الحديث الشريف أن من أزال الأذى عن الطريق كان له مثل أجر صاحب العُقلة، والعُقلة هي جملة من الإبل تُحمل على الحج، فصاحب العُقلة له ثواب عظيم، ومن أزال الأذى عن الطريق له مثل هذا الثواب.
  • أنها تُعين الناس على المشي في الطريق، وتمنعهم من الوقوع في الأذى.
  • أنها تُكسب المسلم الأجر والثواب، وتجعله محبوبًا عند الله تعالى.

ولذلك، يجب على المسلم أن يحرص على إماطة الأذى عن الطريق، في كل مكان، حتى يكون من أهل الخير والصلاح.

أحاديث نبوية عن فضل إماطة الأذى عن الطريق

يوجد العديد من الأحاديث النبوية التي حثنا فيها الرسول عليه الصلاة والسلام على إماطة الاذى عن الطرقات، وفضلها، منها:
– وعن أبي ذرٍّ الغفاري رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” عُرِضت عليَّ أعمالُ أمتي: حسَنُها وسيِّئُها، فوجدتُ في محاسن أعمالها الأذى يُماط عن الطريق، ووجدتُ في مساوئ أعمالِها النُّخاعة تكون في المسجد لا تُدفَنُ” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، رواه مسلم.

– عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: (” الإيمان بضع وستون شعبة وفي رواية بضع وسبعون شعبة وفي رواية أربعة وستون بابا وفي رواية بضع وسبعون بابا أفضلها قول: لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى وفي رواية: (إماطة العظم) عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان “) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

– قال صلى الله عليه وسلم “كل سُلَامَى من الناس عليه صدقةٌ، كل يومٍ تطلع فيه الشمس: تعدل بين اثنين صدقةٌ، وتعين الرجل في دابته فتحمله عليها أو ترفع له متاعه صدقةٌ، والكلمة الطيبة صدقةٌ، وبكل خطوةٍ تمشيها إلى الصلاة صدقةٌ، وتميط الأذى عن الطريق صدقةٌ”، صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

– عن أبي الدرداء – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ” من أخرج من طريق المسلمين شيئا يؤذيهم , كتب الله له به حسنة، ومن كتب له عنده حسنة، أدخله بها الجنة “، صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

– عن قرة بن إياس المزني قال: كنت مع معقل بن يسار – رضي الله عنه – في بعض الطرقات , فمررنا بأذى , فنحاه عن الطريق , فرأيت مثله , فأخذته فنحيته , فأخذ بيدي فقال: يا ابن أخي، ما حملك على ما صنعت؟ , قلت: يا عم رأيتك صنعت شيئا , فصنعت مثله , فقال: سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: ” من أماط أذى عن طريق المسلمين , كتبت له حسنة ومن تقبلت منه حسنة , دخل الجنة “.

– عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: (” مر رجل لم يعمل خيرا قط بغصن شجرة على طريق الناس كانت تؤذيهم فقال: والله لأنحين هذا عن المسلمين, لا يؤذيهم لعل الله – عز وجل – يغفر لي به فعزلها عن طريق الناس إما كان في شجرة , فقطعه وألقاه وإما كان موضوعا فأماطه ” قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: فشكر الله له , فغفر له ” وفي رواية: ” لقد رأيته يتقلب في ظلها في الجنة ” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

– عن أبي برزة الأسلمي – رضي الله عنه – قال: (قلت لرسول الله – صلى الله عليه وسلم -: يا رسول الله , إني لا أدري , لعلك أن تمضي وأبقى بعدك , فزودني شيئا ينفعني الله به , فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ” افعل كذا , افعل كذا – نسيه أبو بكر واعزل الأذى عن طريق المسلمين “.