حينما نزلت الشريعة الإسلامية كان الهدف منها تنظيم طبيعة العلاقات بين الناس ، و حفظ أعراضهم و أموالهم و عقولهم ، و كان من الضرورة لحفظ هذه الحقوق و الواجبات أن يتم تحريم الأعتداء عليها ، بكافة أشكاله و هنا تم تحريم السحر و كل ما يتعلق به ، و ذلك هو باب الشيطان ، و هو مدخل للزنا و مدخل لضياع الحقوق .

حكم تعلم السحر و السعي فيه
– اتفق مجمع العلماء و كافة المذاهب على أن ، تعلم السحر و ممارسته بكافة أشكاله و أنواعه فهو حرام شرعا ، و لا خلاف في ذلك و ذلك نقلا عن الأمام النووي رحمه الله .

– أما عن تكفير الساحر فعلى الرغم من اتفاق مجمع العلماء على تحريم السحر و تعلمه ، إلا أن هناك اختلاف على تكفير الساحر ، و كان من جمهور العلماء الذي ذهب إلى تكفير الساحر أتباع الأمام مالك و أبو حنيفة و ابن حنبل ، فيما كان رأي الشافعي أن السحر أحد الكبائر و لكنه لا يعد كفرا .

– أما عن استناد جمهور العلماء بتكفير الساحر ، فهو مبني على الآية الكريمة ( وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر ) ، و هنا آية واضحة حين تحدثت عن الشياطين ، و قالت أنهم كفار لأنهم يعلمون الناس السحر ، و هناك إسناد آخر في هذه الحالة ، و هي الآية التي جاءت على لسان هاروت و ماروت ( إنما نحن فتنة فلا تكفر ).

– أما عن الشافعي فقد كان إستناده في عدم كفر الساحر ، على قول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ( أجتنبوا السبع الموبقات ، قالوا : يارسول الله وما هن ؟ قال : الشرك بالله و السحر و قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات ) متفق عليه ، و هنا الحديث فيه إشارة واضحة على أن السحر لا علاقة له بالشرك بل هو أحد الموبقات المنهي عنها .

– و كان هناك استدلال أيضا عند الشافعية عن إحدى خادمات السيدة عائشة ، التي علمت أنها تسحر فباعتها و لم تقتلها .

حكم الدين على الساحر
– أختلف علماء الدين حول عقوبة الساحر ، فقد كان رأي الحنفية و أتباعهم أن الساحر كافر ، و هنا يتوجب قتله و ذلك إذا تم أثبات البينة عليه لدى الأمام .

– أما عن رأي الحنابلة فقد قالوا أنه على الرغم من كفره فلا يتم قتله إلا بشروط و كان أحد هذه الشروط هو أن يكون غير مسلم من الأساس و ذلك لأنه من الأساس هو كافر و بذلك فهو مكانه النار .

– و كان رأي عدد من الأئمة بوجوب قتل الساحر إذا قتل الناس بسحره .

حكم الدين في فك السحر بالسحر
– أتفق جمهور العلماء على أن فك السحر لا يتم إلا بالقرآن ، و الرقى و الأوراد الشرعية أما عن فك السحر بسحر آخر فهو محرم شرعا ، بإجماع جمهور العلماء لأنه لا يختلف عن السحر في الأساس .

– و على هذا النحو تحدث ابن القيم حين قال عن قضية فك السحر بالسحر ، بأنها من أعمال الشيطان و قال أنها من أعمال التقرب من الشياطين و هم في الدرك الأسفل من النار .

– و هنا يقصد جمهور العلماء و الأئمة شرح أن السحر بكافة أشكاله سواء التعلم أو التعليم أو الممارسة أو حتى لفك السحر فهو حرام شرعا ، و أحد الكبائر لأنه يفتح باب شرور النفس و يوقع العداوات .

– كما أن هناك العديد من الأئمة و الشيوخ الأجلاء ، ذهبوا إلى أن تعليم السحر و تسخير الجن يجلب على الأنسان الشرور لأنه بذلك يستطيع تسخير جنس أقوى منه لخدمته ، مما يزيد من شعوره بالعظمة و هي من صفات الشيطان التي كانت سببا في خروجه من الجنة .