صفات العرب قبل الإسلام منها الحميد ومنها المذموم، وهم في ذلك مثلهم مثل جميع الشعوب، لديهم أخلاق تتفق مع الفطرة التي فطر الله الإنسان عليها، ولديهم رذائل مذمومة لا تتسق مع الفطرة التي فطرنا الله عليها، والإنسانية التي دعت إليها الأديان السماوية .
صفات العرب قبل الإسلام
عانى العرب قبل الإسلام من الجاهلية، لذا فقد بعث الله سيدنا محمدًا لينزع عنهم رداء الجاهلية، ويلبسهم ثوب الإنسانية ويثبت لديهم العديد من الصفات الحميدة، وينهاهم عن العادات والصفات الأخرى المذمومة، وأهم تلك الصفات:
الكرم و الجود
يعد الكرم واحدة من صفات العرب قبل الإسلام، وهي صفة محمودة وتحلى بها العرب، كما أنهم كانوا ينبذون البخيل، وقد جاء الكرم لدى العرب من طبيعة بيئتهم وحياتهم في الصحراء قاحلة، وأحيانًا تكون الأسفار طويلة، فقد يتعرض المسافر للجوع والعطش وقد يهلك إذا لم يجد من يستضيفه في خيمته، وقد كان حق المسافر أو الضيف أن يحل ضيفًا لمدة ثلاثة أيام، بعدها يحق للمضيف تجديد فترة الضيافة أو لا يجددها، وقد ضرب المثل بحاتم الطائي في الكرم، بينما كانت زوجته تشتهر ببخلها، فقد كان يوقد النار للمسافرين، وينحر في شهر رجب، بل ويفرق إبله وغنمه على من يحل عنده ضيفًا.
الالتزام بالعهد
عرف العرب بوفائهم للعهود، فلم يوثقوا الاتفاقيات والتجارة التي كانت بينهم، بل كانت كلمة الرجل منهم عهد، وكان نقض العهود من الأمور التي تعرض صاحبها وقبيلته للذم والانتقاص من قيمته وسط القبائل الاخرى، وهناك العديد من الأمثلة العربية في الوفاء بالعهود، ومن أشهر الشخصيات التي اتسمت بتلك الصفة هو هانئ بن مسعود الشيباني، وقد صمد أمام امبراطورية فارس وكسرى، لأنه قدع عهدًا على نفسه بحماية آل النعمان بن المنذر.
الشجاعة و المقدام
كان العرب يرفعوا سيوفهم إذا ما أصيبت كرامتهم أو شرفهم بأي شكل من الأشكال، ولا يخشون المخاطر في سبيل ذلك، ومن الممكن التضحية بأنفسهم في سبيل إنقاذ كرامتهم وحفظ ماء وجههم، وللظروف البيئية التي عاشها العرب الأثر العظيم في ذلك، فقد كانت حياة الصحراء ليست سهلة، عكس أهل الحضر الذين تمسكوا بالترف والحفاظ على الأموال مقابل دفع جزء منها للحاكم، والذي تصبح مهمته الأولى هو حماية رعاياه.
عزة النفس
تميز العرب بالاعتزاز بالنفس، والحفاظ على المكانة بين القبائل، إذ كان العربي يعتز بنفسه وقبيلته، ويدفع في سبيل ذلك كل غالٍ وثمين، حتى روحه، وهي من الصفات الحميدة التي تميز بها العرب قبل الإسلام.
الحلم و الحكمة
على الرغم مما اشتهر به العرب من الحمية والعصبية، إلا أن ذلك لم ينزع عنهم حلمهم وحكمتهم، وذلك حقنًا للدماء وحفاظًا على الأرواح، وقد عرفت العديد من الشخصيات العربية بحلمها وحكمتها، ومن تلك الشخصيات الأحنف بن قيس، والذي كان يعمل على نصرة المولي وكف الأذى وكذلك بذل الندى.
التفاخر بالأنساب و الأموال
هي إحدى الصفات التي جاء الإسلام لينهى عنها، وقد كانت منتشرة جدا بين العرب، فكان النسب يعني الشرف والسيادة في بعض القبائل، وكان العرب يفاخرون بأنسابهم وجدودهم، وما يمتلكون من بعير وإبل وأموال وخيول، وهي إحدى الصفات المذمومة لدى العرب، والتي لا زالت مستمرة حتى اليوم على الرغم من النهي عنها، فقد كان العرب يعقدون المجالس لذلك الغرض، ورغم الحضارة ونهي الإسلام لا زالت المجالس تستخدم لذلك الغرض وهو التفاخر بالأنساب والأموال.
شرب الخمر و لعب الميسر
ربما دفع كرم العرب ورغبتهم في التفاخر إلى عادة لعب الميسر، وعلى الرغم من أن العرب كانوا أحيانا ينفقون مكاسبها على الفقراء، إلا أن الإسلام أقر إثمها وأنه أكثر من نفعها، وكذلك شرب الخمر الذي يجعل الإنسان مغيبًا فينفق أمواله، جاء الإسلام ناهيًا عنه، وهما من العادات المذمومة حتى وقتنا هذا، لم ينجم عنها من مشكلات يصعب حلها.