الحج كلمة تعني في اللغة “القصد”، أما في ديننا الإسلامي فالمقصود من حج البيت قصد بيت الله الحرام بغرض أداء مناسك مُعينة من أجل التقرب إلى الله عز وجل، وهو الركن الخامس من أركان الإسلام.

حكم أداء الحج

ذُكِر الحج باعتباره خامس أركان الإسلام، مما يدل على أنه فرض على المسلمين، إلا أنَّ الله عزَّ وجل وضع شرطًا وهو الاستطاعة، فلا يتوجب على المسلم الحج إلا إذا كان بالغًا عاقلًا ولديه الاستطاعة المادية والصحية.

مناسك الحج

الحج له مجموعة من الخطوات التي يجب اتباعها بدقة وترتيب حتى تتم الفريضة على وجهها الأكمل وتُقبَل بإذن الله عزَّ وجل، وهذه المناسك بالترتيب هي:

  • يوم التروية وهو اليوم الثامن من ذي الحجة، وفيه يُحرم من كان متمتعًا أو كان من أهل مكة، ثم ينطلق جميع الحجاج إلى منى منذ الصباح، ويُصلُّون بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء، مع قصر الصلوات الرباعية، وأداء كل صلاة على وقتها، ثمَّ يبيت الحجاج في منى هذه الليلة استعدادًا ليوم عرفة، ويُعتبر المبيت في منى هذه الليلة سُنة وليس واجبًا، لذا لا حرج على من لم يبِت فيها.
  • يوم عرفة وهو اليوم التاسع من ذي الحجة، وفيه تُقبل جموع الحجاج إلى جبل عرفة، ويقضون وقتهم في التلبية والذكر والدعاء، ويُصلي الحُجاج الظهر والعصر جمع تقديم، ثم يُكملون يومهم في الذكر والدعاء حتى غروب الشمس. والوقوف بعرفة ركن أساسي من أركان الحج؛ أي لا يصح حج من لم يقف بعرفة.
  • عند غروب شمس يوم عرفة يبدأ الحجاج في الذهاب إلى المشعر الحرام “المزدلفة”، ليصلوا بها المغرب والعشاء جمع تأخير ويبيتوا بها ليلتهم، ليعودوا مرة أخرى إلى منى بعد صلاة الفجر.
  • يوم عيد الأضحى وهو اليوم العاشر من ذي الحجة، ينطلق الحجاج من المزدلفة إلى منى مرة أخرى، ليقوموا برمي الجمرة الكبرى أو جمرة العقبة، وفيها يقوم الحاج برمي سبع حصوات، على أن يقوم برميها واحدة تلو الأخرى مع التكبير قبل كل رمية، ويبدأ وقت رمي الجمرات عند ارتفاع الشمس في السماء.
  • نَحر الهدْي وهي أن يقوم الحاج بالنحر أي الذبح، وهو ما يُعتبر لازمًا على من كان متمتعًا أو قارنًا، أما غير ذلك من الحجاج فالنحر بالنسبة لهم تطوعًا وليس واجبًا.
  • التحلل الأول وفيه يقوم الحجاج بحلق شعر الرأس أو تقصيره، ثم يحل لهم ما كان ممنوعًا أثناء الإحرام، ما عدا الجماع.
  • طواف الإفاضة، إذ ينزل الحجاج إلى مكة ليطوفوا طواف الإفاضة، ثم يذهب للسعي بين الصفا والمروة من لم يسعَ أول وصوله لمكة. وقد أجاز جمهور العلماء تأخير النحر والطواف إلى ما بعد اليوم العاشر، لكن الأوْلى هو التعجيل بأدائها في نفس اليوم.
  • وبعد الانتهاء من طواف الإفاضة يتحلل الحجاج التحلل الثاني، وحينها يُصبح مباحًا لهم كل ما كان محظورًا عليهم دونما استثناء.
  • بعد ذلك تأتي أيام التشريق وهي الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من ذي الحجة، وفيها يقوم الحجاج كل يوم بعد دخول الظهر برمي ثلاث جمرات هي الجمرة الصغرى والجمرة الوسطى والجمرة الكبرى، وفي كل مرة يُلقي بسبع حصوات متتالية، أمَّا من كان متعجِّلًا في يومين وقرر العودة إلى دياره فلا إثم عليه كما أخبرنا الله عز وجل في كتابه.
  • طواف الوداع إذ يجب إلا يُغادر الحاج مكة المكرمة دون أن يطوف ببيت الله الحرام، فقد رُويَ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: “لا ينفرنَّ أحدٌ حتى يكون آخرُ عهده بالبيت”.