يقصد بالطرف الصناعي هو الجهاز الذي يعمل على تعويض الإنسان عن الطرف الذي فقده ، وتتشكل الأطراف الصناعية من العديد من المواد التي إما تكون مصنوعة من البلاستيك أو الخشب أو المواد المعدنية التي تعمل بطرق متنوعة .
أقدم أطراف صناعية عرفها التاريخ :
يعتقد البعض أن أقدم الأطراف الصناعية التي عرفها التاريخ تعود إلى مصر القديمة ، وقد كانت تتشكل من نموذجين لأصبعي القدم ، إلا أن الحقيقة أن ساق كابيوا الرومانية هي أول طرف صناعي تعرف عليه العالم ، ولكن نالت الأصابع الفرعونية التعويضة مكانة خاصة نتيجة أثباتها لفعاليتها الرائعة في أداء مهمتها .
كانت الأطراف الصناعية التي شهدها العالم قديماً تقتصر فقط على أغراض تجميلية ، حيث كان يقوم الأفراد الذين فقدوا أحد أطرافهم باستخدامها من أجل تجميل هيئتهم ، إلا أن الأصبعين الصناعيين اللذان ينتميان إلى مصر القديمة كانا يؤديان وظيفتهما كاملة على أكمل وجه .
الأطراف الصناعية في عصور الظلام :
لم يتم تطوير الأطراف الصناعية بشكل كبير في تلك الحقبة ، كما أنها كانت باهظة الثمن ، إلا أن الفرسان المقاتلين كانوا يستعينون بها من أجل مواصلة مسيرتهم عندما يفقدون أحد أطرافهم ، إلا أنه بعد مرور عدة قرون ، تم تصميم عدد كبير جداً من الأطراف الصناعية وكان السبب وراء ذلك هو وجود العديد من الضحايا جرّاء الحرب الأهلية الأمريكية ، لذلك كانت الأطراف الصناعية هي الحل الوحيد وتم صنعها بأقل الإمكانيات التي كانت موجودة آنذاك .
وقد اشتهر ” جيمس هنغر ” في تلك الفترة بعد نجاحه في اختراع طرف تعويضي نال على إثره براءة اختراع ، كذلك كان هناك رجل يعرف باسم ” صامويل ديكر ” قام بتصميم ذراعين تعويضيتين وكان يستخدمهما بنفسه ، وقد كان شهيراً بكونه واحداً من أعظم رواد مصممي الأطراف الصناعية التعويضية ، حيث قام ” ديكر ” بإضافة ملعقة إلى ذراعيه الصناعيتين لكي تصبح أفضل في أداء الأنشطة اليومية .
صار تصميم الأطراف التعويضية في ذلك الوقت يعمل على استهداف الشبان المبتوري الأطراف ، وذلك لمساعدتهم على استعادة أغلب قدراتهم التي كانوا يحظون بها من قبل ، وفي عام 1900م أصبح رواد تصميم الأطراف الصناعية يطمحون إلى صناعة أطراف أفضل وتتمتع بقدرات أكثر تخصصاً .
الأساليب الحديثة في صناعة الأطراف الصناعية :
صار إنتاج الأطراف الصناعية أكثر ضخامة بعد حدوث الحرب العالمية الأولى ، وذلك نظراً للأعداد الهائلة من الضحايا المبتوري الأطراف الذين كانت تستقبلهم المستشفيات ، وقد كان يتم اللجوء لاستخدام أدوات اللحام والمعادن في صناعة الأطراف التعويضية ، إلا أن تلك الأدوات لم تكن صالحة من أجل مساعدة الأشخاص على العودة لآداء مهامهم بشكل صحيح .
استمر التطور في صناعة الأطراف الصناعية التعويضية بعد الحرب العالمية الأولى ، وقام ” دو دورانس ” بابتكار يداً صناعية عمل على تزويدها بكلابة مزدوجة ، وتعمل هذه الكلابة على مساعدة الشخص على القيام بالأعمال الدقيقة بشكل جيد ، وقد استطاعت تلك اليد أن تساعد الكثير من الأشخاص في العودة إلى أعمالهم ، ووفرت لهم سهولة أكبر في الإمساك والتعامل مع الأشياء .
وفي عام 1939م تم افتتاح مستشفى الملكة ماري بالمملكة المتحدة التي كانت تقوم بتصنيع الأطراف الصناعية ، وقد استطاعت تلك المستشفى أن تقدم خدماتها لأكثر من 10 آلاف محارب ، وعندما اندلعت الحرب تم توسيع نطاق العمل وذلك عندما أدركوا أن هناك ما يزيد عن 40 ألف عسكري بريطاني فقدوا أحد أطرافهم في الحرب العالمية الأولى .
أما في الحرب العالمية الثانية فقد وصل عدد الأشخاص الذين فقدوا أطرافهم إلى نصف تلك الحصيلة ، وقد أشار الجراح ” ليون جيليس ” أنه لم يتم اللجوء إلى بتر أطراف الجرحي في الحرب العالمية الثانية إلا بشكل قليل وذلك نتيجة لظهور بعض العوامل في أعقاب الحرب العالمية الأولى التي ساعدت على هذا الأمر مثل التطورات التي شهدتها الجراحة والطرق الجديدة لمعالجة تلوث الجروح ، بالإضافة إلى إمكانية نقل الدم للمصابين .