الصحابي خزيمة بن ثابت هو الصحابي الذي لقب ب (ذو الشهادتين) وهذا بسبب الحادثة التي وقعت في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم وهو ولد في عام 20 قبل الهجرة النبوية وسوف تناول تفاصيل أكثر عن هذا الصحابي الجليل.

الصحابي الجليل خزيمة بن ثابت
الصحابي خزيمة بن ثابت هو أوائل الصحابة الذين أسلموا في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وقد كان لهذا الصحابي موهبة الشعر، وهو من الأنصار وهو ولد في عام 20 قبل الهجرة ولقب بذو الشهادتين.

ويروي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اشترى فرس في يوم من الأيام من إعرابي ولم يكن مع الرسول في وقتها ثمن هذا الفرس فأخذ الأعرابي معه إلى المنزل حتى يعطيه ثمن الفرس وكان عليه الصلاة والسلام سريع وكان الأعرابي بطيء في مشيه.

وهما في سيرهما في الطريق عرض بعض الناس على الأعرابي ثمن أكبر من الثمن الذي عرضه عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فطمع الرجل في المبلغ الزيادة وقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم أتشتري مني الفرس بثمن أعلى أم أبيعه لغيرك.

فقال له النبي عليه الصلاة والسلام أوليس ابتعته منك قال الأعرابي لا والله ما بعتك فقال عليه الصلاة والسلام بلى قد ابتعته منك.

قال الأعرابي هل من شاهد على ما تقول ( ولم يكن هناك في ذلك الوقت شاهد على البيعة سوى الرسول عليه الصلاة والسلام) فسمح الصحابي خزيمة بن ثابت رضي الله عنه هذا الكلام فقال أنا أشهد أنك قد بايعته فأقبل عليه النبي عليه الصلاة والسلام وقال له بم تشهد.

فقال يا رسول الله أصدقك في كل ما جئت ثم أكذبك في هذه ففرح الرسول عليه الصلاة والسلام من هذا الكلام وقال ((من شهد له خزيمة فحسبه)) أي أنه جعل شهادة خزيمة مثل شهادة رجلين.

ولم يكن هذا التكريم بلا هدف ولكن عندما أشار عمر بن الخطاب علي أبي بكر الصديق رضي الله عنه بجمع القرآن فقد أمر زيد بن ثابت فجمعه.

وكان زيد في هذا الوقت لا يسجل القرآن إلا إذا وجده مكتوب ولكنه كان محفوظ وقد نزلت آية في القرآن في هذا الموضع وهي ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾[التوبة:128]

﴿فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ﴾[التوبة:129]

فسجلت هذه الآية بعد شهادة خزيمة.

وبعد ظهور الإسلام كان خزيمة الأنصاري من أوائل من أسلم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.

كان خزامة وعمير بن عدي يكسران الأصنام ثم تحمل راية بني خطمة يوم فتح مكة ودخلوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد شهد معركة مؤتة وشارك فيها مشاركة مشهودة.

فهو من الصحابة الأبرار الأتقياء الذين مضوا منهج النبي صلى الله عليه وسلم ولم يغيروا ولم يبدلوا على يد علي بن أبي طالب، وقد وقف إلى جانبه ودعا إلى البيعة وقد أنكر إلى مخالفيه.

وقد كان خزيمة بن ثابت معتم في حياته على أخباره ولم ينقل الشعر إلا النزر اليسير وكان يجيد الشعر ويقول منذ زمن مبكر على عهد النبي صلى الله عليه وسلم.

وقد امتاز شعر خزيمة بالسلاسة والجمالية والوضوح وسجل حافل بالوقائع التاريخية ثم تنقل صور حقيقة من حياة الإسلام والمسلمين.

وشاهد تاريخي يعضد الشواهد الصادقة الأخرى وقد توفي خزيمة بن ثابت في معركة صفين في عام 37 ه وهو يقاتل في صف رابع الخلفاء الراشدين علي ابن أبي طالب.