ثابت بن أبو الدحداح: هو الصحابي الجليل ثابت بن الدحداح بن نعيم بن غنيم بن إياس حليف الأنصار، وكان يكنى بـ (أبا الدحداح وأبا الدحداحة)، ولم يعرف عنه سوى أنه من الأنصار ويرجع نسبه إلى بني أنيف وأوفى بني العجلان من بلى حليف بني زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف، وعرف أنه من الصحابة رضي الله عنه.
– اشتهر أبو الدحداح بإيمانه سخاءه في الخير، وكان له العديد من المواقف مع الرسول عليه الصلاة السلام كان رضي الله عنه من المسارعين لعمل الخير، وقد ترك الكثير من الموقف التي تدل على صدق ايمانه فقد كان يمتلك 500 نخلة باعهم جميعاً من أجل نخلة في الجنة، وقد ثنى عليه الرسول في أكثر من موضع، وبشره بالجنة.
مواقف أبو الدحداح مع الرسول عليه السلام:
– يقال أن عندما أنزلت آية (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ)، قال أبو الدحداح للرسول: (وإن الله ليريد منا القرض)، قال له الرسول عليه السلام: (نعم يا أبا الدحداح)، فقال رضي الله عنه للرسول: (أرني يدك يا رسول الله)، فناوله الرسول صلى الله عليه وسلم يده، فقال أبو الدحداح: (فإني قد أقرضت ربي حائطي)، وكان يمتلك أرضا بها ستمائة نخلة، وكانت زوجته وأولاده فيها فنادى عليه ولما أجابنه قال لها (يا أم الدحداح ..اخرجي من الحائط فقد أقرضته ربي)، ويقال أنها عندما سمعته يقول هذا فأخذت تخرج ما كان يأكله أولادها من خير هذه الأرض، وتخرج بهم من الأرض بكل رضي، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (كم من عذق رداح في الجنة لأبي الدحداح).
-يقال أن جاء رجل إلى الرسول صلى الله عليه وسلم يشتكي له من جاره الذي يمتلك نخلة بجانب بيته، ان تأذت النخلة تأذى بيت الرجل، فطلب من الرسول أن يأمر جاره أن يبعها له، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أعطها إياه بنخلة في الجنة)، فلم يوافق الرجل على طلب الرسول طمعا في متاع الدنيا، وعندما سمع أبو الدحداح قول الرسول عليه السلام، ذهب إلى الرجل وعرض عليه أن يشترى نخلته هذه بحديقته، فوافق الرجل، ثم ذهب أبو الدحداح إلى النبي وقال له: (يا رسول الله إني ابتعت النخلة بحائطي، فاجعلها له فقد أعطيتك إياها)، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (كم من عذق رداح لأبي الدحداح في الجنة)، وكررها النبي أكثر من مرة فذهب أبو الدحداح إلى زوجته وقال لها: (يا أم الدحداح اخرجي من الحائط، فقد بعته بنخلة في الجنة)، فقالت:( ربح البيع، ربح البيع).
أبو الدحداح يروي عن الرسول عليه السلام:
– عن أبو نعيم عن فضيل بن عياض، عن سفيان، عن عوف بن أبي جحيفة، عن أبيه أن أبا الدحداح قال لمعاوية: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من كانت الدنيا همته حرم الله عليه جواري، فإني بعثت بخراب الدنيا، ولم أبعث بعمارتها).
مواقف أبو الدحداح في الغزوات:
– في يوم غزوة أحد عندما أشيع أن سيدنا محمد قد قتل، فقال ثابت بن الدحداح للمسلمين: (يا معشر الأنصار إلي إلي، إن كان محمد قد قتل فإن الله حي لا يموت، فقاتلوا عن دينكم)، مما حمس المسلمون على القتال، وأخذوا يقاتلوا بشجاعة، حتى واجه هو ومن معه كتيبة من الكفار فهاجمت عليه هو ومن معه.
وفاة أبو الدحداح:
– أثناء غزوة أحد هاجمت عليه هو ومجموعه من المسلمين، كتيبة من المشركين وكان على رأس هذه الكتيبة خالد بن الوليد قبل أن يدخل الإسلام، ووجه الرمح إلى أبو الدحداح فنفذ الرمح من جسد وسقط مصاباً وقتل كل من معه، ويقال أنه مات بعد ذلك في فراشه أثر هذا الجرح.