هو الركن الخامس من أركان الإسلام، وهو عبارة عن زيارة الناس وحجهم إلى بيت الله الحرام في موسم محدد من كل عام، وله طقوس خاصة به تسمى مناسك الحج، ويعتبر الحج واجباً على كل مسلم قادر بالغ مرة واحدة في العمر فهو فرض عين لقوله -صلى الله عليه وسلم- "بني الإسلام على خمس، شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت من استطاع إليه سبيلاً"، ولقد فرض الحج في السنة التاسعة للهجرة، فحج الرسول -صلى الله عليه وسلم- مرة واحدة في حياته، وهي حجة الوداع عام 10 هـ.
فضل الحج وفوائده
جاء في السنة النبوية العديد من الأحاديث التي أكدت على الثواب العظيم الذي يحصل عليه المسلم جراء قيامه بتأدية فريضة الحج ، مثل:
-عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلَّ الله عليه وسلم – قال : {العُمرة إلى العُمرة كفَّارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاءٌ إلا الجنة} متفق عليه .
-عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله صل الله عليه وسلم : {مَن أتى هذا البيت، فلم يَرفث ولم يَفسق، رجع كما ولدتْه أمُّه} متفق عليه .
-عن أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها – أنها قالت : يا رسول الله ، نَرى الجهاد أفضل العمل ، أفلا نجاهد ؟ قال : {لا ، لكُنَّ أفضلُ الجهاد : حجٌّ مَبرور} رواه البخاري .
اركان و مناسك الحج
هناك مجموعة من المناسك والأركان الأساسية في فريضة الحج التي يجب الالتزام بها بشكل كامل حتى يكون الحج صحيح ، هي :
-الإحرام : وهذا الركن يتم بالنية ليدخل المحرم نسك الحج من عند الميقات ، ويقوم ببعض الأعمال هي التلبية والتجرد ، ويوجد بعض أنواع الملابس الخاصة بالإحرام تختلف من الرجال إلى النساء ، حيث أن ملابس الإحرام للرجل تكون إزارين لا يوجد بهما مخيط ، يتم لف أحد الإزارين حول الوسط لإخفاء العورة ، والإزار الثاني يتم وضعه على الكتف ، ومن الممنوع أن يرتدي غطاء على رأسه أو يرتدي أي ملابس مخيطة طوال فترة الإحرام ، أما ملابس الإحرام الخاصة بالنساء فهي لا تختلف عن الزي الشرعي للمرأة ؛ حيث يجب أن تكون عبارة عن لباس كامل لا يلفت الأنظار ويجوز لها إظهار الوجه والكفين .
-وعند الوصول إلى مكة والبيت الحرام يبدأ الحاج في الطواف 7 أشواط حول الكعبة المشرفة بداية من موضع الحجر الأسود ، وبعد أن ينتهي من الطواف حول الكعبة ، يقوم بصلاة ركعتين إذا استطاع عند مقام إبراهيم – عليه السلام .
-ثم يقوم بالسعي بين جبلي الصفا والمروة (7) أشواط أيضًا ويجوز الهرولة للرجال فقط .
-وفي اليوم الثامن من شهر ذي الحجة ، يقضي الحجاج ليلة المبيت في منى وهذا اليوم يُعرف بيوم التروية ، ويُصلي في منى صلاة الظهر وصلاة العصر وصلاة المغرب وصلاة العشاء وصلاة فجر اليوم التاسع من ذي الحجة وهو يوم عرفة .
-بعد ذلك ومع طلوع فجر يوم عرفات يبدأ الحجاج في التوجه إلى جبل عرفات والذي يعتبر من أهم مناسك فريضة الحج ، وبها يقوم بأداء صلاة الظهر وصلاة العصر (جمع تقديم قصرًا) ويستمر الحجاج في الدعاء والإكثار من ذكر الله عز وجل حتى غروب شمس يوم عرفة .
-وبعد ذلك يزلف الحجيج أن ينتقلون من عرفات إلى المزدلفة ، وبها يتم أداء صلاة المغرب وصلاة العشاء جمع تأخير ويبيت الحجاج بالمزدلفة .
-وفي اليوم العاشر من ذي الحجة ، يتوجه الحجاج من المزدلفة إلى منى ، قبل طلوع الشمس وهذا اليوم يعرف باسم يوم النحر ، وبه يتم رمي جمرة العقبة أو الجمرة الكبرى ويقوم بالذبح ، ثم يحلق الحاج رأسه أو يقصره للتحلل من الإحرام وهنا يكون كل شيء محلل له فيما عدا الجماع .
-وبعد ذلك يذهب الحجيج إلى مكة لأداء طواف الإفاضة وإذا لم يكن قد قام الحاج بالسعى بين الصفا والمروة يمكنه أن يفعل ذلك الآن ، وبعد ذلك يتم التحلل الثاني من الإحرام ويكون كل شيء هنا محلل للحاج .
-في أول وثاني أيام التشريق يبيت الحجاج الليلتين في منى ، ويتم رمي الجمرات الصغرى والوسطى وجمرة العقبة .
-وبعد ذلك يمكن للحجيج العودة مرة أخرى إلى مكة من أجل أن يقوم بطواف الوداع وهو عبارة عن سبعة أشواط لتوديع بيت الله الحرام كي يختتم الحجيج مناسك الحج بهذا الطواف .