الرهن هو ذلك الاتفاق الذي يتم بين طرفين ، وذلك يكون وفق عقد قانوني ، ويمنح فيه الطرف الأول ملكية خاصة به للطرف الثاني ، مع بقاء احتفاظ الطرف الأول المالك الأصلي للشيء بملكيته ، وذلك يكون وفقاً لشروط معينة ، وذلك يكون في مقابل حصول الطرف الأول على مبلغاً مالياً من الطرف الثاني ، و يتم انتهاء الرهن عند قيام الطرف الأول برد المال الذي أخذه من الطرف الثاني ، و ذلك بناءاً على تلك الفترة الزمنية التي تم الاتفاق عليها بينهما منذ البداية أما في حالة تعذر الطرف الأول أو عدم قدرته على الوفاء بالمال الذي أخذه من الطرف الثاني فإن في تلك الحالة يحق للطرف الثاني أن يتصرف بالملكية الخاصة بالطرف الأول ، وذلك يكون عن طريق قيامه ببيعها أو حتى القيام باستثمارها لصالحه من أجل الحصول على المبلغ المالي الخاص به .

تعريف الرهن شرعاً

:- هو جعل شئ ما ذو قيمة مالية أو أنه وثيقة تعني حفظ رد دين مالي ما ، ويحق أخذ هذا الشيء أو حتى جزءاً منه في حالة عدم الوفاء برد الدين مثال أن يتم وضع عقار ما تحت تصرف الدائن أي الطرف الثاني حتى يعيد المدين قيمة الدين له أي الطرف الأول مالك العقار أي ( الراهن ) إلى ( المرتهن ) أي الطرف الثاني الذي قام بإعطائه المال ، بينما يتم إطلاق مسمى ( الرهن ) على العقار .

أطراف عقد الرهن

:- يتكون العقد الخاص بالرهن من أربعة أطراف أساسية ، وهي :-

 العقد

:- وهو يعني تلك الوثيقة أو العقد الذي يتم توقيعه بين طرفي الرهن أي الراهن والمرتهن ، والذي يتم بموجبه منح المرتهن الشيء المتفق عليه ، و الذي يدل على الرهن مثال وثيقة ملكية عقار ما أو وثيقة ملكية سيارة ، وذلك في مقابل حصول الراهن أي المالك للشيء على قيمة مالية أي مبلغاً من المال تم الاتفاق عليه بشكل مسبق قبل إعداد عقد الرهن ما بينه ، و بين المرتهن .

 الصيغة

:- وهي المقصود منها الطريقة التي يتم من خلالها وقوع الرهن مثال أن يقول للشخص المرتهن ( رهنت لك أرضي أو عقاري أو سيارتي في مقابل الدين الذي ستقوم بمنحه لي ) فيرد عليه الشخص الراهن بالإيجاب ، و القبول ، و ليس بالضرورة أن تكون صيغة الرهن بالإيجاب ، و القبول، و ليس بالضرورة أن تكون صيغة الرهن ثابتة بنصاً معيناً بل أنه من الممكن أن يحدث الاتفاق بين طرفي الرهن بالطريقة التي تدل على وقوع عقد الرهن أياً كانت تلك الطريقة .

 المرهون

:– وهو يعني الشيء الذي سوف يتم رهنه مقابل الحصول على الدين ، وهو له مجموعة من الشروط التي يميز بها ، و هي :-

أولاً :- أن يكون وصفه أنه عين أي شيئاً غير مستثمر ، و لا تعود منه منفعة فلا يصح أن يقول الراهن للمرتهن ( رهنت لك منزلي لتسكن فيه ) ، لأن هنا ستعود منفعة على الشخص المرتهن ، وهي سكنه في منزل الراهن .

ثانياً :- أن يكون الشيء المرهون قابلاً للبيع .

ثالثاً :- أن يكون الشيء المرهون كاملاً فمثلاً لا يصح القيام برهن قطعة من أرض بل يجب أن يتم رهنها بشكل كامل حتى تكون قابلة للبيع ، فيما بعد أي في حالة عدم وفاء الراهن لدينه المستحق عليه للشخص المرتهن .

المرهون به

:- وهو المقصود به ذلك الدين الذي حصل عليه الراهن من الشخص المرتهن في مقابل الرهن ، وهو له مجموعة من الشروط الأساسية وهي :-

أولاً :– لا يجوز أن يكون الدين مالاً مضموناً أي ما يعني مقابل عقود شراء .

ثانياً :– لا يجوز أن يكون مالاً غير مضمون مثال الودائع المالية .

ثالثاً :– أن يكون الدين هو مالاً ثابتاً أي أنه لا يجوز أن يكون من ذلك المال الذي يتم صرفه على النفقات المعيشية اليومية .

رابعاً :- أن تكون قيمة الدين معروفة ، و محددة بشكل واضح أمام طرفي الرهن أي الراهن و المرتهن .

حكم الرهن في الاسلام

:- الرهن جائز شرعاً في الدين الإسلامي ، وذلك في القرآن الكريم ، و السنة المطهرة ، وإجماع علما الفقه الإسلامي ، و لكن أشترط الدين الإسلامي في صحته عدداً من الشروط وهي :-

أولاً :- أن يكون كافة أطرافه من العقلاء .

ثانياً :- أن يكون الشيء الذي سيتم رهنه موجوداً في أثناء عقد الرهن .

ثالثاً :- حصول المرتهن بشكل فعلي أو من يوكله على الشيء الذي سيتم رهنه .