قديما كان المسلمون يقومون بالعديد من الغزوات و من اهم تلك الغزوات هي الفتح الاسلامي للاندلس و هي حملة عسكرية قادها المسلمون تحت شعار الدولة الاموية ضد مملكة القوط الغربيين المسيحية في هسبانيا التي كانت تحكم شبه جزيرة ايبيريا و بعدها عرفت بالاندلس و كانت تلك الغزوة يقودها مجموعة من البربر و اعتبر هذا الفتح بداية للتواجد الاسلامي في الاندلس حيث ظل هذا الفتح نحو ثمانمائة عام تقريبا و كانت الحروب بين المسلمين و الممالك المسيحية لازالت قائمة في تلك الفترة
الفتح الاسلامي للاندلس
. في عام 90 هجريا دعى طارق بن زياد المسلمون من اجل فتح الاندلس نظرا للعداوة التي كانت قائمة بينه و بين ملك القوط حيث اعد السفن اللازمة للعبور في خليج ضيق حيث كان خليجا اختبر بالسرايا و كان عدد المسلمين حوالي ربعمائة مقاتل و مائة فارس حيث تم نزولهم في جزيرة سميت بجزيرة طريف
. في عام 92 هجريا تولى طارق بن زياد قيادة الجيش المجهز لكي يعبر الاندلس حيث توجه بجنوده الي موضع الجبل و سيطر عليه بعد ان تشابك بالحامية القوطية حيث اقام في قاعدة الجبل من اجل ان يعمل على تحضيرات الجيش و تنظيمه فأستولي على القلاع و المدن القربية مثل الجزيرة الخضراء
. حينما علم ملك القوط بمجيء جيش طارق بن زياد قام بجمع جيشا عظيما بلغ نحو مائة الف مقاتل و كان عدد جيشه اكبر من جيش طارق بن زياد و حينما علم طارق بن زياد بعدد الجيش الهائل تم تزويد جيشه بخمسة الاف مقاتل اخرين و واجه ملك القوط حيث تم هزيمة جيشه من قبل المسلمين و قام الملك القوط بالفرار خوفا على نفسه
. تم افتتاح طارق بن زياد مدينة الاندلس و اثناء الفتح نشبت معركة بين المسلمين و القوط و لكنها انتهت بمعاهدة بينهم حيث اعطت هذه المعاهدة الحق للقوط الغربيين المسيحيين بتأدية شعائر دينهم ما داموا يحافظون على عهودهم مع المسلمين و دفع الجزية
. ظلت الاندلس خاضعة للخلافة الاموية الي ان سقطت تلك الخلافة في عام 132 هجريا حيث قام العباسيون بأستئصال الامويين و في عام 718 استولى المسلمون على معظم ايبيريا ماعدا جزءا صغيرا في الركن الشمالي الغربي الملاحق بها
. توسع المسلمون في فتوحاتهم بعد ان سيطروا على جزء كبير من ايبيريا حتى وصلت تلك الفتوحات الي غرب سويسرا و وسط فرنسا و في عام 732 هجريا تم هزيمة الجيش الاسلامي امام قائد الفرنجة و لكن لم تؤثر تلك الهزيمة على المسلمين اطلاقا بل واصلوا الغزوات في غرب الاندلس الي ان تم الوصول الي شبونة
. تم تأسيس حضارة اسلامية قوية في الاندلس و في جميع مدنها المختلفة حيث قام الامويون المسلمون بنقل الحضارة و الادب و العمارة الاسلامية و الفن اليها حيث قاموا بنشر الطابع الاسلامي في المدينة و من اروع ما قاموا به هو مسجد قرطبة و بجانب هذا شيدت المباني الفخمة و المدارس الاسلامية و المنتديات
. و كان من ابرز سمات الفن الاندلسي هو الطراز الاموي حيث برع الامويون في العديد من الفنون مثل فن النحت على الخشب و الزخرفة و التحف المعدنية و النحاسية و ايضا النسيج فأصبحت مدن الاندلس من اكثر المدن المتحضرة التي ساد العلم و المعرفة فيها
. كما قام الامويون بتزيين مدينة الاندلس بالمصابيح ليلا و الحدائق حيث لفتت الانظار من حولها بسبب اتسامها بالجلالة و العظمة في كل ما تم بها