هاشم بن عتبة: هو الصحابي الجليل هاشم بن عتبة ابن أبي وقاص الزهري القرشي، عمه هو سعد بن أبي وقاص، وأخوه لأمه مصعب بن عمير، ويعد من الصحابة الكلام لأنه أدرك النبي ، فقد أعلن اسلامه في يوم فتح مكة، وكان من المسلمين المتقين الصالحين، بعدما كان من ألد أعداء الاسلام، وقد عرف هاشم بن عتبة بالشجاعة والقوة، كما تميز بسرعة عدوه نحو الاعداء واللحاق بهم، ولقد لقب بـ “المرقال” أي بالسريع.
نبذة عن هاشم بن عتبة:
– اسلم هاشم بن عتبة يوم فتح مكة، وحسن إسلامه وأصبح من عباد الله الصالحين الزاهدين، ولقد تميز هاشم بالشجاعة المفرطة التي كانت نابعة من قوة اسلامه بالله، فقد كان شجاعا لا ينتظر الاعداء لكنه يعدوا إليه، و قال الدولابي: (لقب بالمرقال لأنه كان يرقل في الحرب أي يسرع، من الإرقال وهو ضرب من العدو).
– وعندما توفى الرسول صلى الله عليه وسلم، وارتد عن الاسلام الكثير من القبائل ورفضوا دفع الزكاة، وأمر أبو بكر الصديق بقتل المرتدين، كان هاشم بن عتبة قائدا لجيش المسلمين، وقام بقتل الكثير من المرتدين .
– وقد شارك في معركة اليرموك التي قامت بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم بأربعة سنوات، وكانت بين المسلمين والروم، وقد تمييز بشجاعته وعدم خوفه من الموت، فلقد اختاره خالد بن الوليد لقوته وشجاعته ليضمه إلى مائة من المقاتلين، ولقد فقد هاشم عينيه اليمنى في هذه المعركة، وبعدما اصيبت بجرح عميق.
– كان للصحابي الجليل هاشم بن عتبة دور كبير في معركة القادسية، حيث أنه قام بقيادة جيش المسلمين عاصمة بلاد فارس ومدينة بعقوبة والكثير من المدن العراقية.
– وكان هاشم بن عتبة من أكثر مؤيدين على بن أبي طالب، فبعدما قتل عثمان بن عفان، قال هاشم لأبي موسى الأشعري: (تعال يا أبا موسى بايع لخير هذه الأمة علي)، فقال له: لا تعجل، فوضع هاشم يده على الأخرى فقال: (هذه لعلي وهذه لي).
قصة الصحابي الذي صارع الاسد:
– خرج سعد بن أبي وقاص إلى بلاد الفرس وكان أميرا على جيش المسلمين، فخرج معه ابن اخيه هاشم بن عتبة، وقد اظهر هاشم الكثير من الشجاعة والبسالة في مقاتلة اعداء الاسلام، فلم يكن يخف من شيء كان كل هدفه نصرة الاسلام أو الاستشهاد
– وقد امر حاكم الفرس بتدريب اسد على القتال حتى يخاف منه المسلمون، فاطلقوا الفرس الاسد في طريق المسلمين، وانطلق يعدوا إلى صفوفهم، فإذا بهاشم بن عتبة الذي اعتاد أن يعدوا إلى أعدائه حتى يقضي عليهم، يعدوا في اتجاه الأسد وسقط فوقه واخذ يطعنه عدة طعنات حتى قتل الاسد.
– تعجب أهل الفرس من الرجل الذي لم يخاف من الاسد، وشعروا بالرعب عندما اخذ المسلمون في التكبير واستمروا في القتال، وتقدم هاشم بن عتبة وأصبح في مقدمة جيش المسلمين، واستمر في القتال حتى هلك جيش الفرس وهو يردد قوله تعالى (أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ).
– بعدما انتصر جيش المسلمين على جيش الفرس، ذهب إليه عمه سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، وقبل رأسه تكريمًا له لشجاعته في القتال، فانحنى هاشم بن عتبة وقبل قدم عمه سعد بن أبي وقاص وهو يقول له : (ما لمثلك أن يقبل رأسي).
الأحاديث الشريفة التي رواها هاشم بن عتبة عن الرسول عليه السلام:
قال هاشم بن عتبة: سمعت رسول الله يقول: (يظهر المسلمون على جزيرة العرب وعلى فارس والروم وعلى الأعور الدجال).
قصة مقتل هاشم بن عتبة :
– استشهد هاشم بن عتبة يوم معركة صفين هو وعمار بن ياسر، وقد حزن عليهما علي بن أبي طالب وبكى حزنا عليهما، وقد تم دفن كليهما في نفس مكان استشهادهما في محافظة الرقة في سوريا.
– وقال أبي عبد الرحمن السلمي: (شهدنا صفين مع علي وقد وكلنا بفرسه رجلين، فإذا كان من القوم غفلة حمل عليهم، فلا يرجع حتى يخضب سيفه دمًا، قال: ورأيت هاشم بن عتبة وعمار بن ياسر يقول له: يا هاشم ..أعور يبغي أهله محل، قد عالج الحياة حتى ملا، لا بد أن يفـل أو يفـلا)