يعد الحج من أركان الإسلام الخمسة، فقد ورد في الحديث الشريف لرسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال ” بني الإسلام على خمسٍ، شهادةُ أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت لمن استطاع إلى ذلك سبيلًا “، وتعد فريضةُ الحج فريضة هامة فهي تعمل على مساعدة الشخص لتطهير نفسه وتقوية إيمانه وإظهار  عبادة الخالصة لوجه الله تعالى، وللحج شروط ومناسك محددة ولابد من إتباعها حتى تتم الفريضة على أكمل وجه.

شروط الحج

وهناك شروط للحج قد وضعها الإسلام، والتي إذا لم تتوافر في المسلم لا يجب عليه قضاء تلك الفريضة ولا تجوز له، ومن هذه الشروط الهامة ما يلي:

1 – الإسلام : لا يقبل الحج من كافر حيث أن الدخول في الإسلام هو من أول وأهم الشروط الواجبة لأداء فريضة الحج وبدونها لا يصلح الحج.

2- البلوغ : لا يجوز الحج على من لم يبلغ الحلم، أي لا يجوز الحج على الأطفال الصغار الذين لم يبلغون، وبالرغم من ذلك إذا ما أدي الطفل الصغير الحج يصح له، ولكن لا يسقط هذا الحج الفريضة عنه ويجب أدائها عندما يكبر مرة أخرى.

3- الحرية : يجب على المسلم ألا يكون مملوك لأي أحد أو عبد لأحد، ويجب عل المسلم أن يكون حرًا لا تقيده العبودية.

4- العقل : تسقط فريضة الحج على كل من فقد عقله أو قد أصبح مجنونًا، وليس فريضة الحج فقط هي التي تسقط عنه بل تسقط عنه كافة الفرائض.

5- أن يملكَ المسلم الراحلة والزاد : وهذا الشرط يجب على جميع المسلمين الذين يوجدون ويعيشون خارج مدينة مكة المكرمة.

6- سلامة الجسد والبدن : لا يستوجب الحج ولا يفرض على المقعد أو على المعاق فلا يكون هناك فرض عليهم في أداء تلك الفريضة.

7- ضمان الأمن في السفر والطريق إلى الحج : حيث أنه في حالة انعدام الأمن على الطريق اثناء السفر للحج و تسقطُ فريضة الحج عن أي شخص قد يتعرض لأي خطر جراء السفر للحج.

8- وجود محرم : وهذا الشرط خاص بالسيدات والمرأة المسلمة التي ترغب في أداء فريضة الحج، ويجب على المرأة أن يكون معها محرم في الذهاب والسفر إلى الحج.

9- انتهاء العدة للمرأة للمطلقة : يجب ألا تكون المرأة المسلمة الراغبة في أداء فريضة الحج في العدة الخاصة بالطلاق.

من هو الصحابي الذي حج سرا

أن الحج فريضةٌ على كل مسلم، وهو ركن من أركان الإسلام الخمسة الذي ذكرها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في حديثه الشهير السابق ذكره، ويجب على أي مسلم تتوافر فيه جميع الشروط السابقة ويكون قادر على نفقات الحج أن يقوم بأداء تلك الفريضة الهامة، أما إذا منعه أي عذر فلا ما حال لذلك.

ومن القصص الشهيرة في ما يخص فريضة الحج والصحابة الأجلاء قصة صحابي جليل قام بالحج سرًا والذي قد شغلته وأخذته الحروب والجهاد والفتوحات الاسلامية والعمل في سبيل الله من أداء فريضة الحج.

هو الصحابي الجليل خالد بن الوليد الملقب بسيف الله المسلول، وترجع الحكاية عندما قام أبو بكر الصديق بإرسال خالد بن الوليد على رأس الجيش وذلك إلى بلاد الشام وإلى العراق حتى يقوم هو وجيشه من المسلمين بمحاربة جيوش الروم والفرس.

اشتهر خالد بن الوليد رضي الله عنه، بخبرته وحنكته العسكرية في كافة مجالات الحروب بالإضافة لخبرته في قيادة الجيوش، ولكن في الموعد المخصص لأداء فريضة الحج اشتاقت نفس خالد بن الوليد وتاقت نفسه وشعر بحنين ورغبة جارفة وعارمة لترك كل شيء من جيوش ومعارك والذهاب إلى الله تعالي وأداء فريضة الحج.

وبالفعل عزم خالد بن الوليد الذهاب لأداء فريضة الحج دون أي تفكير في الجيوش أو أنه قائد ومكلف بقيادتها، كان كل تفكيره أنه لم يؤدي فريضة الحج وشغلته الحروب والجهاد في سبيل الله والدفاع عن الدين الاسلامي.

وقام خالد بن الوليد بإرسال الجيش إلى الحيرة في العراق حيث طلب من الجيش الاستقرار في هذه المنطقة، وبعد استقرار الجيش في تلك المنطقة ترك خالد بن الوليد جيش وقام هو بالذهاب إلى مكة المكرمة لأداء المناسك الخاصة بفريضة الحج.

وعندما وصل خبر ترك خالد بن الوليد الجيوش في العراق والذهاب لأداء مناسك الحج إلى أبي بكر الصديق، غضب غضبًا شديدًا واستاء كثيرًا من ما فعله خالد من ترك الجيوش وذهابه إلى مكة وأداء الحج ومناسكه دون أن يطلب منه الإذن حيث أنه كان الخليفة.

ومن ثم أمر الخليفة أبو بكر الصديق من خالد بن الوليد أن يعود إلى الجيوش التي توجد في العراق مرة أخرى وأن يقوم بمتابعة مهامه المكلف بها من قيادة ومباشرة شؤون الجيوش.