يوشع بن نون بن أفراهيم بن يوسف بن يعقوب بن إسحق بن إبراهيم الخليل أول من فتح القدس هو نبي من الأنبياء التي أرسلها الله إلى بني إسرائيل، وقد جاء لهم برسالة سماوية أمرًا إياهم بفتح بيت المقدس، لكن بني إسرائيل كعادتهم خالفوا أمر الله فاستحقوا العقاب وقد وردت هذه القصة في القرآن الكريم في سورة البقرة

شروط يوشع اختبار لبني اسرائيل

بعد معاقبة الله عز وجل لبني إسرائيل، بالتيه في الأرض أربعون عام، بسبب عدم طاعتهم لنبي الله موسى، والخروج معه لفتح بيت المقدس، ومقولتهم الشهيرة له : { فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ } [المائدة:24]، بعث الله لهم يوشع بن نون عليه السلام، بعد وفاة نبي الله موسى، وبعد أن انتهت العقوبة الواقعة عليهم، قام يوشع عليه السلام، بعرض الدعوة عليهم لثاني مرة، وهي الخروج لفتح بيت المقدس، ولكنه قد أملا عليهم بعض الشروط، التي تؤكد له بالدليل القاطع إيمانهم الشديد وحبهم لله وطاعتهم له وليس للدنيا وشهواتها، وكانت تلك الشروط هي ألا يخرج معه لفتح بيت المقدس، رجل تزوج ومازال لم يدخل بامرأته ، أو رجل يترقب وضع أغنامه، أو رجل بنى بيته ومازال ينتظر أن يرفع سقفه، لأن كل واحد من هؤلاء سوف يكون قلبه بالدنيا وما سوف يتركه فيها من متاع.

رحلة يوشع لفتح بيت المقدس

وبعدما تأكد من خلو جيشه من أي رجل، قلبه معلق بالدنيا، انطلق بصحبة جيشه الضخم والذي يقدر بالألاف، لفتح بيت المقدس، وعندما وصلوا إلى هناك تفاجئوا بأن بيت المقدس قد تم تحصينه، بحصون مانعة يصعب اقتحامها، وعندما عجزوا عن تجاوز تلك الحصون قرروا أن يعسكروا بالقرب من بيت المقدس حتى يتمكنوا من اقتحام هذا الحصن المنيع.

وظلوا على هذا الوضع حتى أن بلغ انتظارهم  ستة شهور، ثابتين على ما أتوا من أجله، ولكن رغم طول تلك المدة لم يتمكنوا من اقتحام الحصن، وعندما بدأ هذا الحصن الهائل في السقوط، أذن لهم يوشع عليه السلام بالمقاتلة، وانهدم الحصن على من بداخله، وتمكن بني إسرائيل من دخول بيت المقدس، رغم فقدانهم لاثني عشر رجل منهم عندما كانوا يحاولون دخول هذه الأرض  المقدسة إلا أنهم استمروا في القتال وقلبهم معلق بالحلم والانتصار.

يوشع عليه السلام يكلم الشمس

عندما أوشكوا على فتح الأرض المقدسة، بدأت شمس يوم الجمعة في الغروب، ولأنهم كان محرم عليهم العمل يوم السبت، فلو غربت شمس الجمعة لن يتمكنوا من إتمام الفتح الذي انتظروه كثيرا، وهنا كلم يوشع عليه السلام الشمس، وأمرها بأن تقف عن غروبها ساعة واحدة حتى يتمكنوا من فتح الأرض المقدسة، ودعا الله بذلك، فاستجاب له ربه ومنع الشمس من الغروب لمدة ساعة، وكانت تلك المرة الأولى التي تحبس فيها الشمس عن الغروب لنبي من الأنبياء، وبالفعل تمكنوا من فتح بيت المقدس.

استهزاء بني إسرائيل بكلام الله

بعد أن تم هذا الفتح العظيم، أمر الله عز وجل بني إسرائيل أن يدخلوا بيت المقدس ساجدين خاشعين لربهم عز وجل، وأن يطلبوا منه المغفرة ومحو الذنوب التي اقترفوها، ولكنهم كعادتهم الدائمة، لا يستجيبون لأوامر الله عز وجل، فما كان منهم بعد سماع هذا الأمر،  إلا أن دخلوا إلى بيت المقدس على أدبارهم، معلنين عدم خضوعهم لما أمرهم به الله، ليس هذا فحسب وإنما من كثرة استهزائهم، بدلا أن يقولوا حطة، أبدلوها بحنطة كنوع من المبالغة في الاستهزاء بكلام المولى جل وعلا، فبسبب ما أجرموه أنزل الله عليه أشد أنواع العذاب، وهو أن أصيبوا مرض الطاعون، والذي تسبب في حصد الألوف منهم، وكأنهم كانوا حرصين دومًا على  نزول غضب الله عليهم، وقد وردت هذه القصة في القرآن الكريم قال الله عز وجل:

{وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (58) فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (59)} [سورة البقرة: 58-59]