لا يزال هناك اعتقاد داخل ثقافتنا الشعبية أن مرض السمنة يصيب الإنسان بسبب شراهته تجاه الأكل وعدم ممارسة الرياضة، ومن المؤسف أن الناس يسخرون من البدناء دون أن يعرفوا السبب الحقيقي وراء سمنتهم فأحياناً كثيرة ما يتعرضون للإساءات اللفظية والسخرية والرسائل السلبية من الغرباء مما يسبب لهم الشعور بالكراهية نحو ذاتهم والآخرين والانطواء والعديد من المشاكل الصحية والنفسية، ولكن من المهم أن نعرف كل الأسباب التي تؤدي إلى مرض السمنة، فربما عند فهم كل العوامل المرتبطة بهذا المرض تكون بداية جديدة لمن يعانون السمنة ولمن حولهم.
1- الصحة النفسية
يرتبط مرض السمنة بالصحة النفسية ارتباطاً وثيقاً وتتمثل المشكلات النفسية في الإجهاد المزمن والاكتئاب والقلق والتي تصيب الإنسان بالسمنة المفرطة حيث تجعل الإنسان يلجأ إلى الأكل لإفراغ غضبه، فزيادة الوزن تنتج من الأكل المضطرب أو نتيجة للأدوية الطبية التي يتناولها المريض كمضادات للاكتئاب، فعندما يتم معالجة المريض بالسمنة يتم فحص حالته النفسية أولاً لأنها قد تكون هي السبب الأكبر لبدانته.
2- الجينات الوراثية
قد تسبب بعض الاضطرابات الوراثية عند الأطفال مرض السمنة وذلك استناداً إلى علم الوراثة، ويتعامل الطب مع ذلك الأمر من خلال تحديد الأفراد المعرضين لهذا الخطر وتقديم الرعاية والاهتمام تجاه التغذية الصحية والنشاط البدني لتخفيف معدل السمنة عندهم.
3- شبكات التواصل الاجتماعي
قد يقدم الأصدقاء والمعارف على وسائل التواصل الاجتماعي الدعم والتشجيع اللازم تجاه أي تغيير لديك متعلق بصحتك ووزنك، فوسائل التواصل تلعب دوراً واضحاً في سلوكياتنا الصحية والتي تتمثل في: الأكل، التمارين الرياضية، وفقدان أو اكتساب الوزن ولكن في كل الأحوال القرار بين يديك فإما أن تؤثر فيك بالسلب أو الإيجاب فإذا أثرت فيك بالسلب ووجدت نفسك تتبع عادات غذائية سيئة أو أهملت ممارسة الرياضة لأنك منشغل في أغلب الأحيان بالانترنت فقم بالابتعاد عنها حتى لا تندم بعد ذلك.
4- إدمان الطعام
يدمن الناس بعض الأشياء كوسيلة للتعامل مع المشاعر غير المريحة والأزمات الحياتية، وكثير من الناس يلجأ في تلك الحالة إلى الطعام لتهدئة الذات والتخلص من شعور الاكتئاب والوحدة ولكن تأتي السمنة كنتيجة غير مرضية مع مرور الوقت.
5- غياب الوعي
تنهال جميع النصائح على مرضى السمنة والتي تتمثل في ممارسة الرياضة وسبل إنقاص الدهون والتقليل من كميات الطعام ويتغافلون عن باقي النصائح الهامة وتعتقد الأمهات أيضاً أن العصائر هي الخيار الصحي الوحيد للتعامل مع ذلك الوضع ولكنها تنسى أن العصائر معبأة بكميات كبيرة من السكر والذي يساهم بشكل أساسي في زيادة الوزن، لذا يجب وجود الوعي الكامل لدى مريض السمنة ومن حوله للتعامل مع الأمر بشكل سليم.
6- دخل العائلة
يرتبط الغِنى والفقر ارتباطاً وثيقاً بمرض السمنة حيث أن محدودي الدخل يعانون من السمنة أكثر لأن الأطعمة الصحية لا تتواجد بأسعار متاحة لهم بينما الأطعمة الرخيصة تحتوي على مستويات عالية من السكر والملح والدهون.
7- المواد الكيميائية البيئية
أظهرت نتائج أحد الأبحاث عن السمنة أن هناك علاقة واضحة بين المواد الكيميائية في البيئة والصحة العامة، وتم تطبيق تلك الدراسة على الحيوان وأفادت بأن تعرض الجنين إلى تلك المواد يزيد من عدد الخلايا الدهنية داخل جسمه لأنها تؤثر على عملية التمثيل الغذائي فيزداد قابلية للإصابة بمرض السمنة بعد الولادة.
8- الخوف من السمنة
يظهر الخوف من السمنة في الحديث عن الطعام وممارسة الرياضة وأجسامنا، ويفقد الإنسان الثقة بالنفس ويصاب باضطرابات في الأكل ومن الممكن أن يؤذي نفسه أو يُقِدم على أذيتها بمجرد وصف الناس له بالسمين، فإن اعتبار السمنة عار في مجتمعنا هي مشكلة أكبر من المرض ذاته.