غزوة المريسيع

غزوة بني المصطلق، وقد أطلق عليها المريسيع وهو إسم مياة لبني المصطلق يقع ناحية قديد، وقد قعت هذه الغزوة بين المسلمين و بين بني المصطلق، و قاد الغزوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، و كان قائد بني المصطلق الحارث بن ضرار، و انتصر فيها المسلمين، و قد قامت بني المصطلق بمساعدة قريش في يوم غزوة أحد، و قريش هي التي حرضت بني المصطلق على محاربة المسلمين.

غزوة بني المصطلق

متى وقعت غزوة بني المصطلق(المريسيع)  و قعت غزوة بني المصطلق في 2 من شهر شعبان السنه الخامسة للهجرة ، و يقال السادسة و يوجد اختلاف ولكن الأرجح هو أنها وقعت في السنة الخامسة هجرياً، والله أعلم، و قد وقعت الغزوة بين المسلمين و بني المصطلق و انتصر فيها المسلمين، بقيادة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

اسباب غزوة بني المصطلق

غزوة بني المصطلق حدثت عندما استعد بني المصطلق للهجوم على المسلمين في المدينة المنورة، و عندما علم رسول الله صلى الله عليه وسلم قام بجمع ثلاثين فرس بالإضافة 700 مقاتل و توجهوا نحو بني الصطلق لرد كيدهم و تم ملاقاتهم في منطقة ماء المرييسيع، و قد أمر الرسول صلى الله عليه وسلم أن ينادي فيهم عمر أن يقولوا لا إله إلا الله و وقف القتال بينهم، لكنهم رفضوا مصرين على القتال، و لم يستمر القتال كثيرا فقد انتهت الغزوة بفوز المسلمين وأستشهد رجلا من المسلمين و تم قتل عدد من بني المصطلق.

والصحيح من روايات هذه الغزوة كما يذكر الإمام ابن القيم وأهل السير أنه لم يكن بينهم قتال، وإنما أغاروا عليهم عند الماء، وسبوا ذراريهم، وأموالهم، ويؤيد هذا ما ثبت في الصحيح ( أن النبي صلى الله عليه وسلم أغار على بني المصطلق وهم غارّون- أي غافلون- وأنعامهم تسقى على الماء، فقتل مقاتلتهم، وسبى ذراريهم، وأصاب يومئذ جويرية ) رواه البخاري و مسلم .

خرج في هذه الغزوه عدد كبير من المنافقين و يرأسهم عبد الله بن أبي سلول، وكان يملأهم الحقد حيث أنهم يشاهدوا انتصارات المسلمين وأيضا فوز المسلمين وحصولهم على غنائم كثيرة، و هؤلاء المنافقين هم من نشروا الحقد والفتنة بين الأنصار والمهاجرين، و بالفعل حاولوا إثارة الفتن و الأزمات بينهم ولكن المسلمين كانوا بفضل الله النصر حليف لهم، و قد انتصر المسلمين في معركة بنى المصطلق، وألحقوا ببني المصطلق الهزيمة، بالرغم من قلة عدد المسلمين و أيضاً قلة العتاد لدى المسلمين، و لكن الله نصر رسوله وأصحابه نصراً عظيماً، في غزوة بني المصطلق وقد رزق الله المسلمين غنائم كثيرة، كما تم أسر عدد كبير من نساء بني المصطلق و كان من بين النساء التي تم أسرهم  إبنة زعيم بني المصطلق و تدعى بره بنت الحارث و قد أسلمت بعد الأسر ولقد تزوجها الرسول صلى الله عليه وسلم وقد سميت بجويرية، و قد أمر الرسول صلى الله عليه وسلم صحابته بعتق النساء الأسيرات و ردهم إلى أهلهم، و قد استجاب المسلمين لأمر الرسول و ذلك طاعة و محبه للرسول الكريم، و كان هذا القرار الحكيم من الرسول صلى الله عليه وسلم السبب في إسلام قبيلة بني المصطلق كلها دون استثناء ، و بدخول هذه القبيلة في الإسلام زاد بفضل الله عدد المسلمين و إزدادوا في العتاد أيضاً، وأما المنافقين بينهم فقد افتضح أمرهم حيث حاولوا زرع الوقيعة والفتن بين المسلمين و بني المصطلق و لقد تم كشفهم و تم رد كيدهم وكانت غزوة بني المصطلق انتصارا وعزة للمسلمين و كانت مهانه و ذل للمنافقين.

وكان الحقد يزداد بين المنافقين لزيادة عدد المسلمين، وقد سعى المنافقين لإيذاء الرسول صلى الله عليه وسلم ، وبالفعل قد نجحوا في الحرب النفسية التي عانى منها الرسول صلى الله عليه وسلم عندما تطاول المنافقون على السيدة عائشه رضي الله عنها وأرضاها في حادثة الإفك التي قد اختلقها المنافقون، حتى أنزل الله سبحانه وتعالى قرأن يتلى حتى اليوم فيه براءة السيدة عائشه في سورة التوبة فكانت الدواء للرسول صلى الله عليه وسلم الذي عاش فترة عصيبه وكانت رد كرامه للسيده عائشه التي نزلت براءتها من السماء وقد تم كشف رأس المنافقين أبي بن سلول.