ذبح الأضحية، هي من السنن المؤكدة وهي سنة عن سيدنا إبراهيم عليه السلام وسنها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، وذبح الأضحية هي شعيرة هامة، وهى تقربنا من المولى عز وجل، كما تجعل هناك تقارب ومحبة بين القلوب حيث يشعر الفقير بالرضا والسعادة بالعيد بعد أن شارك الغني في أضحية العيد فالأضحية تعود بالخير على صاحبها الذي ينال الأجر الكبير عن التضحية وإحياء سنه مؤكدة، كما تعود بالخير على الأهل والأصدقاء والمساكين والفقراء الذين يشعرون جميعا بالأخوة الحقيقية وبفرحة العيد.
وقت ذبح أضحية العيد
: أما وقت ذبح الأضحية، فهو أربعة أيام تبدأ يوم العيد عقب صلاة العيد وليس قبلها ، وثاني أيام العيد وثالث أيام العيد، وهم أيام التشريق، بعد صلاة العيد يتم البدء في الذبح ومن يذبح قبل الصلاة فلا أضحية له.
الأضحية، هي من السنن الواجبة في الإسلام، حيث أنها سنة عن سيدنا إبراهيم الذي ضرب لنا مثلا رائعاً للإيمان الصادق هو وابنه إسماعيل ، عندما أخبر سيدنا إبراهيم ابنه وقال له إني أرى في المنام إني أذبحك، فانظر ماذا ترى فما كان من الابن البار سوى أن يعين والده على هذا الاختبار الصعب الذي يعجز عنه البشر ولكن الإيمان وبتوفيق من الله نجح سيدنا إبراهيم هو وولده إسماعيل في هذا الاختبار وقد من الله عليهم وفدا سيدنا إسماعيل بكبش عظيم من الجنة ذبحة إبراهيم بدل سيدنا إسماعيل، وبذلك أصبحت سنة عن سيدنا إبراهيم وقد أحياها سيدنا محمد صلى اله عليه وسلم ، بعد صلاة العيد والخطبة وتبادل التهاني -وبعدها يقوموا بذبح الأضاحي وتفريق لحوم الأضاحي ثلث للفقراء وثلث للأصدقاء والأهل والأقارب والثلث الأخير لأصحاب البيت.
شروط الأضحية
: لابد أن تتوافر فيها عدة شروط، حتى تكون الأضحية سليمة وينال المسلم أجر هذه الأضحية، والتي يتم توزيع جزء منها على الفقراء وعلى المحتاجين:
أول هذه الشروط، لابد أن تكون الأضحية من بهيمة الأنعام سواء البقر الإبل الغنم أما إذا كانت الأضحية من حيوانات أخرى أو طيور لا يطلق عليها أضحية.
كما يجب أن تكون سليمة وصحيحة وتكون خالية من العيوب، لا تكون مريضة ولا عوراء ولا عرجاء ولا تكون هزيلة حيث أنه في حالة وجود عيوب بالذبيحة فإنها لا تعتبر أضحية وتعتبر ذبيحة عادية وينال الشخص أجر الصدقة لأنه قام بتفريق اللحوم على الفقراء والأصدقاء، ولا تعتبر أضحية لأن من شروط الأضحية أن تكون سليمة وخالية من العيوب.
كما يجب الذبح عقب صلاة العيد وحتى غروب أخر يوم من أيام التشريق، يجوز تأخير الذبح حتى أخر أيام العيد، ولا يجب الذبح قبل صلاة العيد حيث لا يجوز ذبح الأضحية قبل صلاة العيد.
يتم توزيع الأضحية، لثلاثة أقسام همك ثلث لأهل البيت وثلث للفقراء والمساكين وثلث للأقارب، وتوزيع الأضحية يجعل الود والمحبة تسود بين الأشخاص ويخلق روحا من التكافل الاجتماعي، وتجعل العبد يتقرب إلى الله.
تجوز المشاركة في الأضحية
تجوز الأضحية بواحدة عن أهل البيت الواحد :1- إذا ضحى الإنسان بشاة من الضأن، أو المعز أجزأت عنه وعن أهل بيته إذا قصد في نيته أن ينتفع بثواب الأضحية الحي والميت من أهله أو احدهما تحديدا ، روي ابن ماجه و الترمذي أن أبا أيوب رضي الله عنه قال : كان الرجل في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يضحى بالشاة عنه وعن أهل بيته فيأكلون و يطعمون حتى تباهى الناس فصار كما ترى).
2- وغير أهل البيت الواحد تجوز المشاركة في الأضحية إذا كانت في الإبل أو البقر وتجزئ البقرة أو الجمل عن سبعة أشخاص إذا كانوا قاصدين الأضحية والتقرب إلي الله سبحانه وتعالى ، فعن جابر رضي الله عنه قال : نحرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الحديبية البدنة عن سبعة والبقرة عن سبعة) رواه مسلم البدنة الناقة.
حكم الأضحية
فالأضحية هي ما يذبح من بهيمة الأنعام في أيام الأضحى تقرباً إلى الله عز وجل، وقد اختلف العلماء في حكمها على قولين:
الأول: أنها سنة مؤكدة، وهذا قول الجمهور.
الثاني: أنها واجبة، وهو قول الأوزاعي والليث، ومذهب أبي حنيفة، وإحدى الروايتين عن أحمد.
ومن أدلة القائلين بالوجوب قوله صلى الله عليه وسلم: ” من وجد سعة ولم يضح فلا يقربن مصلانا” رواه أحمد وابن ماجه والدار قطني والحاكم.
وقوله صلى الله عليه وسلم وهو واقف بعرفة: “يا أيها الناس إن على أهل كل بيت أضحية وعتيرة”.
ومما لا شك فيه أن تارك الأضحية مع قدرته عليها قد فاته أجر عظيم وثواب كبير، وقد خسر الكثير من الأجر.