يُعد الخبز من الأغذية الرئيسة في النظام الغذائي للفرد، وعلى الرغم من مرور آلاف السنوات فإنّه يبقى من الأغذية الأكثر استهلاكاً في العالم، وذلك لسهولة حمله، وملاءمته للعديد من الأطباق، وقيمته الغذائية، ومذاقه. ويوجد للخبز العديد من الأنواع، مثل: خبز القمح الكامل، والخبز الحلو، وخبز الذرة، والخبز غير المخمر، وغيره، وتعدّ بعض هذه الأصناف صحية أكثر من غيرها. ويُحضر الخبز من الطحين المستخرج من نواة الحبوب التي تكون غالباً من القمح، وتحتوي نواة الحبة على ثلاثة أجزاء؛ النخالة، وسويداء البذرة (بالإنجليزيّة: Endosperm)، وجنين الحبة (بالإنجليزيّة: Germ)، وتحتوي الحبوب الكاملة على جميع هذه الأجزاء لكنّ الحبوب المكررة مثل الطحين المستخدم في صُنع الخبز الأبيض يفقد النخالة المرتفعة بالألياف، وجنين البذرة الغنية بالمغذيات، ويبقى فيه سويداء البذرة التي تحتوي على النشويات، لذا يُوصى بتناول نوع خبز القمح الكامل أو الحبة الكاملة للحصول على المواد الغذائية، والألياف، والمعادن، والفيتامينات.

لماذا يعتبر تناول الخبز ضارآ

يحتوي الخبز في الأساس على القمح ، والقمح بدوره يحتوي على البروتين والمسمى بالجلوتين ، وهذا النوع من البروتين له العديد من الأضرار التي تظهر على الجسم بعد فترة من تناوله ، ويتواجد بكمية كبيرة في الخبز بشكل عام ، وقمح الجلوتين يسمى أيضآ بالجليادين ، وقد اثبتت العديد من الدراسات أضرار الجلوتين على المدى البعيد على الكبد ، والجهاز الهضمي ، على وجه الخصوص إلى جانب أضراره على أعضاء الجسم الأخرى أيضآ.

متى يكون تناول الخبز ضارا

هناك مجموعة من المأكولات يعجز الجسم عن هضمها بسهولة ، فيحدث أن تمر هذه المأكولات عبر الجدار المعوي ، فتتحول إلى سموم تصل إلى مجرى الدم ، لذلك تشكل هذه الأطعمة عبئآ على الجسم وعلى الجهاز الهضمي والكبد بشكل خاص ، فلا تسمح للكبد بأن يركز على إزالة السموم الأخرى الموجودة في الجسم وطردها خارجه ، والجلوتين الموجود داخل الخبز وبنسبة كبيرة يعتبر من هذه السموم ، التي تضغط على المعدة والجهاز الهضمي ، وينشغل بها الكبد بدلآ من سموم أهم بكثير ، لذلك فإن الخطوة الأولى لحل هذه المشكلة هي إزالة الخبز من البرنامج الغذائي نهائيآ أو على الأقل بشكل مؤقت لفترة طويلة حتى تتحسن صحة الجسم ، ويستعيد عمله بشكل طبيعي ، وهذه الخطوة هي جزء من خطة إزالة السموم من الجسم وتنقيته منها لتحفيز الكبد على العمل بكفاءة من جديد.

وهناك أشخاص يتحسس جسمهم من القمح ، ومن الأطعمة التي تحتوي على القمح ، حيث تكون القناة الهضمية لهؤلاء الأشخاص ملساء ، بعكس الوضع الطبيعي ، الذي تكون فيه القناة الهضمية خشنة نوعآ ما ، وتكون في القناة الهضمية نتوءات مساحات كبيرة من المعدة والأمعاء أيضآ ، وتعد هذه الحالة من التحسس هي حالة مرضية تسمى بمرض ” السيلياك ” ، وهذا المرض موجود على مستوى العالم كله ، ويحدث نتيجة تحسس المعدة من القمح ، وهو يصيب عدد غير قليل من الأشخاص.

كيف تعرف أنك تعاني من حساسية الخبز؟

قد يسبب الخبز لك أضرارآ صحية دون أن تشعر بها إلا بعد فترة كبيرة ، وهذه الأضرار تحدث إن كنت تعاني من حساسية القمح ، وهناك طريقتين أساسيتين لتتأكد إن كنت تعاني من حساسية القمح أم لا:

1 – إجراء إختبار الحساسية ، من خلال عمل فحص للدم.

2 – البعد عن تناول القمح لعدة أيام ، وهي حوالي 10 أيام على الأكثر ، وملاحظة التغيرات التي تحدث بعد تجنبه.

وبعد تجنب الخبز والقمح لمدة 10 أيام كاملة فإذا كنت تعاني من حساسية القمح فتجد صحتك بعد التوقف عن تناوله نهائيآ لهذه المدة تتحسن ، فتجد بعض المشكلات الصحية والإضطرابات تتحسن ، وعند العودة لتناول الخبز والقمح مرة أخرى فتعود هذه الإضطرابات من جديد ، عندها يصبح من الأكيد أنك تعاني من حساسية القمح ، ويجب التوقف عن تناوله حتى تتم استشارة طبيب متخصص ، ليقوم بعمل فحص للدم لتشخيص الحساسية ، ويحدد طريقة العلاج الأفضل والنظام الغذائي المناسب.