لشهر رمضان مكانة خاصة عند المسلمين، فهو شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار، كما فيه أُنزل القرآن وفُرض الصوم كما في قوله تعالى: “شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ” (البقرة، الآية 185). أما صوم رمضان فهو الركن الرابع من أركان الإسلام الخمسة، وقد فرضه الله سُبحانه وتعالى على كل مسلم بالغ عاقل قادر على الصيام، وبالتالي تجب كفارة الإفطار في رمضان والقضاء على من تنطبق عليه هذه الشروط ولم يؤدِ فريضة الصوم.
فضائل شهر رمضان
- تُفتح فيه أبواب الجنة وتُغلق أبواب جهنم، وتُصفّد فيه الشياطين، كما جاء في الحديث الشريف: (إذا دخل شهر رمضان فُتِّحَت أبواب السماء، وغُلِّقَت أبواب جهنم، وسُلْسلت الشياطين).
- أُنزل فيه القرآن على خير الخلق آجمعين كما في قوله تعالى: “شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ” (البقرة، الآية 185).
- صوم رمضان يُكفّر الخطايا ما عدا الكبائر منها.
- فيه ليلة خير من ألف شهر، وهي ليلة القدر، كما في قوله تعالى: إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ [القدر:1-5]
- العمرة في شهر رمضان تُعادل حجة كما ورد في الحديث الشريف: (إنَّ الحَجَّ و العُمْرةَ لَمن سَبِيلِ اللهِ ، و أنَّ عُمرةً في رمضانَ تَعدِلُ حَجَّةً).
مبطلات الصوم
- الأكل والشرب: أي كل ما يصل المعدة عن طريق الفم أو الأنف من أكل أو شرب.
- ما يدخل في معنى الأكل والشرب: فمثلًا الحقن بالدم هو من المفطرات، وأيضا الحقن بالإبر المغذية من المفطرات، لكن الحقن التي لا تغذي فإنها لا تفطر سواء كان ذلك عن طريق العضل أو الوريد. بينما غسيل الكلى من المفطرات لأنه ينطوي على إخراج الدم لتنقيته، وتضاف إليه مادة كيماوية وسكريات وبذلك يعد الغسيل الكلوى من المفطرات.
- الحيض والنفاس: الحيض والنفاس من مبطلات الصوم؛ ويستوجب على المرأة الفطر وقضاء الأيام التي أفطرتها.
- القئ عمدًا: من أفطر بسبب القئ عمدًا وجب عليه القضاء عن هذا اليوم.
- التبرع بالدم والحجامة: إن تبرع الصائم بالدم في حالة الضرورة يعد بذلك مفطرًا، وكذلك إخراج الدم عن طريق الحجامة يندرج كذلك في هذا المعنى.
- الإستمناء: يجب على كل مسلم أن يمتنع عن كل ما يثير الشهوات في الشهر الفضيل، ولكن إذا حدث الاستمناء وحدث معه إنزال فيجب الاغتسال وإتمام الصيام ثم قضاء يوم تكفيرًا عن هذا اليوم، ولكن إذا لم يحدث إنزال فلا قضاء على الصائم وصيامه صحيح.
- الجماع: هو من أكثر المفطرات إثمًا، فإذا جامع الصائم في نهار رمضان عمدًا، وجب عليه أن يتم صومه مع القضاء، علاوة على كفارة الإفطار في رمضان التي أوجبها الشرع.
كفارة الإفطار في رمضان
- المريض الذي تم شفائه أو المسافر والمرأة المرضعة أو الحامل: وجب عليهم القضاء فقط، وليس عليهم كفارة.
- أصحاب الأعذار: مثل الشيخ الكبير الذي عجز عن الصوم وأصحاب الأمراض المزمنة، فإنهم يفطرون وليس عليهم إلا الفدية وتقدر بمقدار ما تكلفه وجبة إفطار وسحور.
- من أفطر عمدًا دون عذر: فيجب عليه القضاء والكفارة المغلظة، وهي كفارة الظهار، كما جاء في قوله تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم ” والَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِن نِّسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِّن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا ۚ ذَٰلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (3) فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا ۖ فَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ۚ (المجادلة، الأيات 3،4).
- الجماع في نهار رمضان: يجب على الصائم القضاء عن كل يوم، كما يجب عليه أيضًا كفارة الإفطار في رمضان عمدًا، وهي كفارة الظهار وتكون بصيام شهرين متتابعين عن كل يوم وذلك في حالة عدم تمكنه من عتق رقبة، وإذا لم يستطع ذلك وجب عليه إطعام ستين مسكينًا. وقد اختلف العلماء حول وجوب الكفارة على الزوجة، إلا أن الرأي الأكثر بيانًا هو عدم وجوب الكفارة عليها، مع وجوب قضاء الأيام التي أفطرتها بسبب الجماع.