تعد السنة النبوية المصدر الثاني لتشريع بعد القرآن الكريم قال الرسول صلّ الله عليه وسلم : تركت فيكم ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا ، كتاب الله و سنتي” ورواة الإمام مالك في كتابة الموطأ ، السنة النبوية الشريفة لها معانِ كثيرة هي المنهج و الطريقة حيث أنها قول النبي صلّ الله عليه وسلم والطريقة التي اقرها النبي صلّ الله عليه وسلم في فعل شيء ما فعليكم بسُنّتي ،وسُنّة الخلفاء الراشدين المَهْدِيِّين اما السنة في تعريف الفقهاء هي ما يثاب المرء على فعلة و لا يعاقب على تركه اما السنة في تعريف المحدثين (اهل الحديث) هي ما أضيف للنبي صلّ الله عليه من قول أو فعل أو وصف أو تقرير هناك طرق لتحقيق السنة النبوية الشريفة منها معرفة السنة و اتصال السند و عدالة الرواة و اخراج الدخيل و دفه الشبه و الاحتراس عند الرواية في بداية عهد النبي صلّ الله عليه وسلم امر النبي بتدوين القرآن و نهي عن تدوين السنة حتى لا يختلط الأمر بينهما و مشى الخلفاء الراشدون على نهج النبي صلّ الله عليه وسلم إلى أن تم تدوين السنة في القرن الثاني الهجري مع تسوع اركان الدولة الاسلامية و توسع الحواضر بها و دخول غير المسلمين خافوا من ضياع السنة فبدأ عهد التدوين من اشهر كتبر الحديث كتاب الإمام مالك الموطأ و صحيح البخاري و صحيح مسلم و الترميذي و ابن ماجة و ابن كثير و لكن الصحابة رضوان الله عليهم رخصوا في عهدهم كتابة الاحاديث لعبد الله بن عمرو بن العاص عندما لحق النبي صلّ الله عليه وسلم بالرفيق الأعلى لاحتاجهم بعض الاحكام الفقهية التي لم يجدوها في القرآن الكريم ولكن كان الصحابة رضوان الله عليهم يتحرجون في رواية الحديث بسبب حديث الني صلّ الله عليه وسلم ” مَنْ كَذَبَ على متعمِّدًا فليتبوّأ مِقعدَه من النّار”
ما هي مكونات السنة النبوية الشريفة :
السنة القولية : هي ما قاله النبي صلّ الله عليه وسلم كالإخبار و التوجيه و الاحاديث.
السنة الفعلية : هي افعال النبي صلّ الله عليه وسلم ما صدر عن النبي من فعل على وجه البيان سواء في حياتة الخاصة و العملية و الدينية و الدنيوية.
السنة التقريرية : يقصد بها ما اقره النبي صلّ الله عليه وسلم من فعل الصحابة اي سكوته عنه و عدم انكاره للفعل .
الشمائل و الصفات : اوصافة الخلقية و الخلقية إلى جانب افعاله و اقواله .
سيرته صلّ الله عليه وسلم : الروايات المتعلقة بسيرته صلّ الله عليه وسلم و سيرة الواقع الذي عاش فيه من الولادة إلى الممات.
امتازت السنة النبوية الشريفة بعدد من الخصائص منها الشمول و التوازن و اليسر و السماحة و كانت أهم مقاصد السنة النبوية الشريفة هي تبلغ القرآن الكريم كانت مهمة النبي صلّ الله عليه وسلم لفظ البلاغ و مشتقاته و البيان البلاغي للقرآن اي تفصيل مجمل القرآن الكريم و تفسير اشاراته و بسط الكلمات و الكليات و تخصيص العام و تقييد المطلق و شرح الاحكام و بيان المقادير و الشروط و الاركان التزكية و التعليم كما ان السنة الشريفة هي المصدر الثاني للتشريع بعد كتاب الله عزوجل كما ان حجتها ثابتة بالقرآن الكريم لقوله عزوجل { وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا} و بدليل اجماع الصحابة رضوان الله عليهم على حجية السنة .
ما هي الشروط و اهم ضوابط الاستدلال بالسنة الشريفة :
هناك عدد من الضوابط المنهجية التي أقرها أهل الاختصاص حيث أنها المبادئ الاساسية التي ينبغي على الفقيه اتباعها:
الضابط الاول : صحة الدليل هي ثبوت السند للرسول صلّ الله عليه وسلم ولها ضوابط مثل اتصال السند و ضبط الرواة و عدالة الرواة و عدم الشذوذ و خلوه من العلل القادحة هي شروط صحة الحديث .
الضابط الثاني : صحة الاستدلال حيث أن المستدل بالسنة النبوية يحتاج إلى ثبوت دليه على الحكم كما هو الحال مع القرآن الكريم يحتاج لدليل لحكمه.
الضابط الثالث : أن تستوثق ثبوت السنة وصحتها حسب الموازين العلمية الدقيقة للحديث.
الضابط الرابع : تجميع الأحاديث الواردة في موضوع واحد هذا من شروط فهم السنة فهم صحيح.
الضابط الخامس : فهم السنة النبوية وفقا للغة العربية وعلوم العربية حتى يسهل التميز بين الكلام الظاهر و الباطن و المجاز والمفهوم و المنطوق.
الضابط السادس: ضرورة التفريق بين ما كان في السنة تشريع و ما ليس بتشريع وما له من صفات العموم و الخصوص و معرفة مناسبة كل حديث و الاطار الذي قيلت فيه الاحاديث هل كانت على سبيل التبليغ أو على سبيل الإمامة او القضاء و الناسخ و المنسوخ في الاحاديث.
الضابط السابع : فهم السنة في إطار القرآن الكريم فالسنة لا تعرض القرآن بل هي موضحة و مفسرة له التعارض فيها تعارض ظاهري فقط ليس تعارض حقيقى و يوضح ذلك الشرح و التفسير لإزالة الغموض
تتلخص ضوابط الاستدلال بالسنة الشريفة في التالي :
الضابط الاول : فهم الحديث في ضوء القرآن الكريم .
الضابط الثاني : الاستيثاق من صحة و ثبوت الحديث.
الضابط الثالث : فهم الحديث وفقًا لأساليب اللغة العربية و الطرق الدلالية.
الضابط الرابع : فهم الحديث في ضوء سبب الورود .
الضابط الخامس : فهم الحديث في ضوء ملابسات الكلام.
الضابط السادس فهم الحديث في ضوء مقاصد التشريع.
تعتبر تلك الضوابط من اساسيات الاستدلال بالسنة النبوية الشريفة و الاهتمام بها لفهم العلل و استنباط الاحكام و معرفة علل الاسناد و علل الحديث إلى اخره من الامور الهامة في التشريع الاسلامي ..