التعاون من القيم السامية التي حثنا عليها الدين الإسلامي فالمشاركة الفعالة بين أبناء المجتمع الواحد تنعكس بالإيجاب على مختلف النواحي السياسية ،و الإقتصادية و الاجتماعية ،و سوف نتعرف عزيزي القارئ من خلال السطور التالية لهذه المقالة على مفهوم التعاون و أهميته للفرد و المجتمع فقط تفضل بالمتابعة .

التعاون في القرآن الكريم خير ما نبدأ به مقالنا هذا قوله سبحانه و تعالى بسم الله الرحمن الرحيم ” وَ تَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ” صدق الله العظيم .. يأمرنا الله سبحانه ،و تعالى بالتعاون في الخير ،و ينهانا عن التعاون على الشر ،و الأذى و الجدير بالذكر أن المولى سبحانه وتعالى خلق كل منا بصفات تختلف عن الآخر و خص كل شخص بصفة ليست موجود بالآخر فقد قام المولى سبحانه ،و تعالى بتوزيع النعم و العطايا على مختلف الأشخاص بالشكل الذي يدفعهم دائما إلى التعامل مع بعضهم ليكمل كل فرد أخاه فمثلاً ما يملكه المعلم غير موجود عند الطبيب ،و ما عند الطبيب ليس عند المهندس ،و في النهاية كل شخص يملك مهارات مختلفة تماما عن الشخص الآخر .

ما هو التعاون .. ؟ يقصد علماء الإجتماع بالتعاون أنه هو الآلية التي تحتاج لتكاتف مجموعة من الأفراد يسعوا إلى تحقيق منفعة أو نتيجة ايجابية مشتركة فيما بينهم ،و لابد ألا يقتصر التعاون على جانب أو مجال واحد ،و انما لابد من التعاون في شتى المجالات سواء في السياسة أو الإقتصاد أو غير ذلك من المجالات .

ما المقصود بالتعاون الإنساني ..؟ التعاون الإنساني يعني وحدة عدة أفراد تجمعهم حقوق و التزامات واحدة ،و ذلك من أجل التصدي لأمر ما و التغلب عليه ،و على كافة المشكلات التي قد تواجههم سواء ان كانت مشكلات سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية ،و منذ زمن بعيد التعاون هو الوسيلة التي يستغلها الإنسان حتى يدافع عن حقوقه .

ما هي فوائد و أهمية التعاون للفرد و المجتمع ..؟

* زيادة الترابط بين الزملاء و توطيد أواصر العلاقات الطيبة بينهما .

* القضاء على المفاهيم ،و المعاني الغير مستحبة مثل كالأنانية .

* يسعى كل فرد لمساعدة أخيه عن حب و رضا .

* تعزيز الصفات الأخلاقية النبيلة لأنباء المجتمع ،و هذا ما يؤدي إلى قوة المجتمع .

* انتشار العلم و المعرفة فالتعاون لا يقتصر فقط على تبادل الأشياء المادية ،و المساعدات ،و لكن أيضا يشتمل على تبادل الآراء ،و الأفكار ،و الخبرات ،و هذا ما يعزز الإرث الثقافي لأبناء المجتمعات .

* الإلتزام بالتعاون والحرص على مساعدة الآخرين في كل ما هو نافع و مفيد   يكسب الفرد رضا الله سبحانه ،و تعالى فقد أمنا أمرنا أن نتعاون على الخير .

* التعاون يساعد على زيادة الإنتاج ،و يعزز فرص الإستثمار في البلاد ،و هذا ما يسهم بدوره في القضاء على الكثير من المشكلات الاقتصادية الخطيرة مثل الفقر و البطالة .

* يساعد التعاون على توفير الوقت والجهد فمثلاً عندما يتشارك أكثر من شخص في القيام بمهمة واحدة سوف يتم توزيع الأدوار فيما بينهم ،و يتحدوا على انجازها بنجاح في وقت قصير .

* التعاون يتيح للفرد التعرف على عادات المجتمعات الأخرى ،و اكتساب ثقافات و خبرات جديدة .

كيف نعلم أبنائنا التعاون ..؟ يمكن أن نحدثهم عن فضل التعاون ،و منافعه ،و نبرز لهم بعض الصور التي تؤكد لهم أن التعاون أمر هام بالنسبة لهم و لمجتمعهم و من أبرز الصور ما يلي .

* مساعدة المعاقين و كبار السن في الطرقات .

* المساهمة في نشر الأخلاق الحميد و السلوك الطيب .

* مساعدة الوالدين في المنزل .

* تقديم يد العون للمحتاجين والفقراء.

* ازالة النفايات من الطريق ،و الحرص على نظافة البيئة .

كيف يرى المشاهير و العلماء التعاون ..؟ تؤكد أقاويل الكثير من مشاهير العلماء على أهمية التعاون فيقول ألبرت شفايتزر” غاية الحياة الإنسانية خدمة الآخرين والتعاطف معهم والرغبة في مساعدتهم ” ويقصد بذلك أن من الدعائم الأساسية للحياة الإنسانية تقديم يد العون و المساعدة للآخرين .