إنّ الإنسان الطموح الناجح لا يهمّه إيجاد فرصة عمل وجني الأموال بالقدر الذي يهمّه الإبداع في عمله وترك بصمةٍ تميزّه عن الآخرين وتُذكر بين العامّة حتّى في غيابه. والتميز المذكور لا يكون على مستوى إتقان العمل والبراعة في أدائه فقط، إنّما مع ترك انطباعٍ جيّد لدى المسؤولين والزملاء العاملين والمراجعين على حدٍ سواء، وللوصول إلى هذا التميز يجب الاتصاف ببعض الصفات، واتباع بعض الخطوات سنذكرها في هذا المقال.
التميز والنجاح في العمل
يعد التميز و النجاح في العمل حلم يسعى الكثير من الأشخاص إلى تحقيقه ،و قد ينجح البعض في ذلك ،و البعض الآخر يستسلم إلى العقبات ،و الأزمات التي من الممكن أن تعترض طريقة ،و بالطبع التميز في العمل بحاجة إلى ذكاء ،و اجتهاد ،و صبر ،و ثقة بالنفس ،و شجاعة بالإضافة إلى مجموعة من المهارات الإجتماعية كالقدرة على التحدث ،و الإنسجام مع الآخرين ،و التأثير فيهم ،و القدرة على تكوين علاقات اجتماعية ناجحة ،و غير ذلك ،و بالطبع الفرد الذي ينجح في التميز في عمله يضمن الترقي في وظيفته ،و الحصول على المكانة التي يتطلع للوصول إليها بالإضافة إلى المكأفأت و الحوافز .
مهارات التميز في العمل
يوجد مجموعة رائعة من المهارات التي يجب على الفرد أن يعرفها ،و يدرسها جيداً حتى يتمكن من تطبيقها في عمله من أجل تحقيق أهدافه ،و من أبرزها الآتي :
- من الضروري أن يكون الفرد صاحب شخصية قيادية حتى يستطيع قيادة فريق العمل ،و تقديم المساعدات لمن حوله ،و عليه الإبتعاد عن التفكير السلبي ،و حب الذات ،و الإنفراد بالرآي .
- يجب أن يتعلم الفرد الطرق المناسبة للتعامل مع من حوله سواء زملائه أو رؤسائه أو العملاء ،و عليه أن يتجنب السخرية ،و التحدث دون فائدة ،و يلتزم بأحترام الآخرين ،و التفاعل الإيجابي معهم سواء من خلال الأنشطة الإجتماعية أو حسن الإستماع إليهم و على الفرد أن يدرك جيداً أنه من الصعب إرضاء جميع من حوله و لكن عليه أن يحسن التعامل معهم فدائماً المعاملة الحسنة لها أثر فعال في توطيد العلاقات بين الأشخاص بالتدريج .
- يفضل أن يضع الفرد تجارب السابقين أمامه ،و ذلك حتى يستفيد منها ،و من خلالها يمكنه أداء مهامه بشكل أفضل ،و تجنب الوقوع في أخطاء ،و كذلك يمكنه أيضاً أن يقوم بتحديد مجموعة من الطرق التي يمكنه الإستعانة بها لتطوير قدراته ،و تكوين علاقات ناجحة مع أصحاب هذه التجارب .
- يجب أن يقوم الفرد بتقييم نفسه بين حين ،و آخر ،و عليه أن يبادر فوراً بعلاج أوجه القصور و التغلب عليها و يمكن أن يستعين بمن حوله في ذلك دون أن يخجل أو يتردد من طلب النصيحة .
- من الضروري أن يسعى الفرد وراء أهدافه ،و لا ينتظر أن يقوم أحد بخدمته أو مساعدته ،و أن يدرك جيداً أن أحلامه لن تتحقق إلا بالإجتهاد ،و النشاط ،و الحماس .
- يجب أن يدرك الفرد قيمة عمله ،و أن يلتزم بأخلاقيات العمل و يسعى لأداء مهامه بشكل مميز دون انتظار الجزاء أو الثناء من أحد .
- على الفرد أن يتعلم كيف يخطط ببراعة للوصول إلى أهدافه ،و عليه أن يحسن استغلال الوقت ،و يحاول تطوير قدراته ،و مهاراته بالتدريج و بين حين ،و آخر يقوم بمراجعة ما تعلمه ،و يجتهد ليتعلم شيئاً جديداً .
- من الضروري أن لا يستجيب الفرد للمؤثرات الخارجية التي تحاول تحطيم آماله و أحلامه ،و عليه أن يستجيب فقط للمؤثرات الإيجابية التي تزيد نشاطه ،و همته ،و تمده بطاقة إيجابية تدفعه إلى إنجاز خططه ،و تحقيق أهدافه ،و إيجاد الحلول المناسبة للمشكلات ،و الأزمات التي يمكن أن تواجهه .