تكييف الهواء :
يُقصد من هذا المُصطلح هو الوصول لآلية تُمكننا من تجفيف وتبريد الهواء لتجعله مُناسبًا لدرجات الحرارة العادية، ففي العصور الوُسطى وتحديدًا في “روما” كانت عملية تكييف الهواء تتم عن طريق تدوير المياه الباردة على جُدران المنازل لتُعطي احساس بانخفاض درجة الحرارة.
نبذة تاريخية عن صناعة تكييف الهواء :
ومع التقدم الذي شهده القرن التاسع عشر في علم الكمياء ظهر مُكيف الهواء الذي يستطيع أن يتحكم بشكلٍ كامل في درجات حرارة الأماكن المُغلقة، حيث تم اختراع أول تكييف هوائي كهربائي في عام 1902 بواسطة ويليس هافيلاند كارير.
قبل مُحاولة “كارير” شهد التاريخ عدة مُحاولات من أجل التحكم في درجات حرارة الهواء وتبريده، وأشهر تلك المُحاولات هي التي قام بها رجلٌ صيني يُدعى “دينغ هوان” في القرن الثاني حيث قام بتصميم عجلة بقطر يبلغ 3 أمتار ويتم إدارتها بشكل يدوي.
وبالانتقال إلى العصور الوُسطى في “إيران” سنجد أن المبانِ كانت تقوم بعملية تبريد الهواء بواسطة أوعية مائية كبيرة مع أبراج للرياح، وهي أبراج عالية ذات نوافذ لها قُدرة على تجميع الرياح المحلية ومع استمرار عملية تبخير المياه هذه تحصل المنازل على التبريد المنشود.
المُخترع البريطاني مايكل فاراداي في عام 1820 اكتشف أن استخدام غاز النشادر بعد ضغطه وإسالة الأمونيا بداخله يسمح بعملية تبريد الهواء، بعدها بأعوام قليلة تحديدًا في 1842 قام طبيب يُدعى “جون جوري” من ولاية فلوريدا بالولايات المُتحدة الأمريكية، باستخدام تكنولوجيا عمل الجليد من أجل تبريد غُرف مرضاه بالمُستشفى التي كان يعمل بها، وكان حلمه أن يتمكن من تطبيق هذا الأمر في المُستشفى بشكلٍ عام.
وفي عام 1906 في مدينة شارلوت بكالروينا الشمالية في الولايات المُتحدة الأمريكية، اكتشف ستيوارت دبليو كريمر سبيلًا لإضافة الرطوبة إلى الهواء بغرض تبرييده، وكان أول من أطلق على هذه العمليه إسم “تكييف الهواء” واعتمده في مصنعه، يُعرف الآن هذا النوع من التبريد بـ “التبريد التبخيري” .
خطورة صناعة المُكيفات :
في بداية صناعة المُكيفات الهوائية كان يُستخدم فيها بعض الغازات السامة كغاز الأمونيا، كلوريد ميثيل، البوربان وتلك الغازات ترتفع احتمالية تسببها في حوادث قاتلة في حال أن تسربت، فكان عام 1928 هو عام جعل اختراع التبريد أكثر أمانًا وذلك كان عبر توماس ميدجلى الأب والذي استخدم لأول مرة غاز كلوروفلوروكربون، وغاز الفريون واللذان كانا أكثر أمانًا على البشر.
مُكيف السيارات :
شركة “باكارد السيارات” هي أول من أدخلت نظام التكييف في السيارات وذلك كان في عام 1939، في وقتٍ لاحق لهذا التاريخ في عام 1954 عرضت شركة “جنرال موتورز نموذجها للسيارة ذات مُكيف الهواء، ولكن هذا الاختراع لم يلق رواجًا حتى سبعينات وثمانينات القرن الـ 20.
من هو مُخترع تكييف الهواء ؟
في الـ 26 من نوفمبر من عام 1876 وُلد المُخترع ويليس هافيلاند كارير بالمزرعة المملوكة لعائلته في بلدة صغيرة تابعة لولاية نيويورك بالولايات المُتحدة الأمريكية. كان “ويليس” طفلًا شغوفًا بالهندسة مُنذ نعومة أظافره وفي عام 1901 تخرج “هافيلاند” من جامعة “كورنيل” بشهادة ماجستير في علوم الهندسة الميكانيكية بعد منحة دراسية كان قد حصل عليها من هذه الجامعة.
وهو في الخامسة والعشرون من عمره بدأ “ويليس” سلسلة اختراعته باختراع هام وهو نظام لضبط درجات الحرارة وقد حصل على براءة اختراع لهذه الطريقة في عام 1906، والذي دفع “كارير” لتطوير هذا النظام هو ارتفاع الرطوبة بالمطبعة التي كان يملكها في “بروكلين” مما كان يتسبب في افساد الحبر وأوراق الطباعة.
استمر كايرير في التطوير والعمل بأنظمة التبريد وقرر لاحقًا مع 6 مُهندسين شباب من أصدقائه، وبرأس مال يبلغ نحو 32 وستمائة ألف دولار من إنشاء شركة تُسمى بـ “كارير للهندسة” وهي معروفة حتى وقتنا الحالي وتُعد من أشهر شركات الأجهزة المُكيفة والإلكترونيات بشكلٍ عام!
“صانع الطقس” هو أول تكييف منزلي قامت بتطويره شركة “Creer” في عام 1928 ولكن الكساد الاقتصادي في عام 1930 حد من شعبية وانتشار الجهاز بين الناس، لاحقًا عادت وأصدرت إصدارًا جديدًا بعنوان “الكوخ القُطبي” ولكنه أيضًا واجه إنحسارًا بسبب قيام الحرب العالمية!
في السنوات التالية أصبحت شركة “Career” واحدة من أشهر شركات المال والأعمال في الولايات المُتحدة الأمريكية، وبحلول عام 2000 باعت الشركة التي أسهها المُخترع العظيم “كارير” نحو أكثر من 8 مليار من الدولارات، وقامت بتوظيف أكثر من 45 ألف موظفًا.
وفاته: في السابع من أكتوبر عام 1950 تُوفي المُخترع ويليس هافيلاند كارير عن عُمر ناهز السبعون عامًا.