تعد الاكتشافات والاختراعات العلمية من أهم الإنجازات الحضارية والتاريخية للإنسان، والتي ترتبط عادة باسم العالم الذي وضع أسسها وقام بتجريبها على أرض الواقع، ووضع بعد ذلك نظريته الخاصة التي أسست لمزيد من الاختراعات اللاحقة، وتختلف النظريات العلمية في مدى صحتها، حيث إن بعضها لا يتعدى درجة الافتراض أو النموذج العلمي، وبعضها الآخر ينطبق على الواقع العملي وتم إثباتها بالتجربة، ويعد جاليليو جاليلي من العلماء الذين أثروا الحركة العلمية، وقدموا عديد المنجزات في أكثر من مجال علمي، وسيتم تناول معلومات عن هذا العالِم في هذا المقال.

من هو جاليلو جاليلي ؟
جاليلو عالم ايطالي ولد في فبراير 1564 في مدينة بيزا في ايطاليا  منذ طفولته تعلم ان يكون مستقلاً بافكاره ، فقد كان كثير التساؤلات المنطقية عما يدور حوله وكثيرا ما يشكك في النظريات العامة.

التحق بدير اليسوعيين للدراسة هناك وكان ويفكر بأن يصبح راهباً لكن والده كان يحلم بأن يصبح ابنه طبيباً، واشار عليه بالالتحاق بجامعة بيزا لدراسة الطب ، لكنه لم يكمل تعليمه في كلية الطب وانما اتجه الى الهندسة وعلوم الرياضيات وعلم الفلسفة .

درس جاليلو رياضيات إقليدس في عامي 1582 و 1583  وبعد ذلك عمد الى دراسة مؤلفات جالينوس و بحوث أرخميدس هذا ماجعله متمكن في الرياضيات ومبدع في هذا المجال ، حيث اصدر اول كتاب له تحت عنوان La Balancitta ،في عام 1589 شغل جاليلو منصب رئيس قسم الرياضيات في جامعة بيزا  وحصل على سمعة جيدة وشهرة واسعة خلال عمله ، لكن الامور لم تدم هكذا لفترة طويلة بعد ثلاث سنوات من عمله في جامعة بيزا.

مر جاليلو بازمة مادية بعد وفات والده الامر الذي جعله يترك جامعة بيزا وينتقل الى جامعة بادوفا  وعمل فيها استاذا للرياضيات كان ذلك عام 1892 ، عمله كاستاذ في جامعه بادوفا اعطاه فرصة في الكشف عن تجاربه العلمية  كتجارب الباندول والكرات واخترع جهاز قياس يسمى التوازن الهيدروستاتيكي من خلاله يتم حساب الحركة باستخدام معادلات رياضية ،هذا التطور الكبير في حياة جاليلو  جعله يأخذ دخلا اضافيا من جامعة بادوفا اضعاف ثلاث مرات ماكان يحصل عليه في جامعة بيزا ، كما انه في جامعة بادوفا سمح لهم بمناقشة تجاربه.

تجارب جاليلو ورفضها من المجتمع

-تجربة برج بيزا
من التجارب التي قام بها جاليلو عن الحركة وسقوط الاجسام هي تجربة برج بيزا ، حيث كان الناس يعتقدون انه في حالة اسقاط قطعتين مختلفة الوزن فأن الاثقل سوف تسقط اولاَ ، لكن جاليلو اثبت عكس ذلك بالذهاب الى اعلى برج بيزا واسقط كرتين بوزن مختلف ونفس الحجم وسقطتا الكرتين في نفس الوقت

-الشمس مركز الكون
لم تتلقى افكار عالم الفلك  كوبيرنيكوس قبولا من المجتمع في القرن السادس عشر حيث قال ان الشمس هي مركز الكون  فالناس في ذلك الوقت يعتقدون ان الارض هي مركز الكون ، ولكن اتي جاليلو من بعده ليثبت بملاحظاته حول الكواكب ان الشمس هي مركز الكون وهذا  الرأي كان مثير للجدل في ذلك الوقت

جاليلو و التلسكوب

تمكن جاليلو من صنع اول منظار خاص به عام 1609  وكان بسيط في تركيبه حيث يتكون من انبوبة من الرصاص وفي طرفها عدستين ، بعد ذلك قام بتطويره وصنع العديد من التلسكوبات في نفس العام ، ليصبح جاليلو اول من استطاع النظر الى القمر من خلال التلسكوب و وضع نظريته الخاصة بالقمر حيث قال ان سطح القمر يحتوي جبالا وفوهات وليس كما كان معتقدا ان القمر له سطح املس .

جاليلو في السجن

دائما ماكانت الكنيسة الكاثوليكية تعارض افكار جاليلو وابحاثه العلمية فمنذ ان كتب كتاب Starry Messenger الذي تحدث فيه عن القمر والجبال الموجودة فيه كما تحدث عن النجوم  والكواكب التي تدور حول الشمس ، كل تلك البحوثات اثارت ضجة كبيرة وادى ذلك الى مقاطعته وإيقاف راتبه ، مما جعله يقدم استقالته  من جامعة بادوفا.

اما كتاب ( الحوار بشأن النظامين العالميين الرئيسيين ) في هذا الكتاب قال جاليلو  ان الارض والكواكب جميعا تدور حول الشمس ، كما شرح الاسباب التي جعلته يعتقد ذلك  الامر الذي اغضب الكنيسة الكاثوليكية حيث اعتبرت ان هذا الافكار مبتدعة ومخالفة لمعتقدات الكنيسة ، وهو ما أوصل بجاليلو الى السجن مدى الحياة ، لكنها في وقت لاحق تراجعت الكنيسة عن هذا القرار وسمحت له بأن يعيش تحت الاقامة الجبرية في منزله في توسكانا في ايطاليا.

وفاة جاليلو
توفى جاليلو في منزلة تحت الاقامة الجبرية في عام 1642 حيث اشتد عليه المرض بعد ان اصيب بالعمى وهو يراقب الكواكب والنجوم في عام 1638.

يذكر ان مؤلفات جاليلو كانت ممنوعة من النشر حتى بعد قرن من وفاته حيث اعتذرت الكنيسة عن معاملتها السيئة لجاليلو وامرت بنشر مؤلفاته  كما تم عمل تمثال له في الفاتيكان تقديرا له .