يتم تعريف الفرد القاصر في القانون على أنه هو كل إنسان لا زال في مرحلة الطفولة أي أنه ، لا يزال واقعاً تحت وصاية والده أو شخصاً مسئولاً عنه بصفة عامة ويتم تعريفه بأنه هو ذلك الفرد العاجز عن تولي مسئولية نفسه وحده وهو يكون مرتبطاً بشكلاً كلياً ومباشراً بعائلته وتنص أغلب القوانين في أنحاء العالم على أن تعريف القاصر يعنتي أنه هو كل شخص تحت سن الثمانية عشر عاماً ، وبالتالي فإنه ذلك الفرد أو الشخص القاصر هو شخصاً لا يستطيع بعد أن يقوم بتحديد اختياراته أو أبعاد حياته الخاصة بشكلاً سيئاً سواء من جانب الأهل أو من جانب المسئولين عن ذلك الشخص القاصر ولعل من أبرز صور ذلك الاستغلال السيئ للقاصر هو ظاهرة زواج القاصرات والتي لا تزال منتشرة إلى حد كبير في عصنا الحالي وفي معظم دول العالم وخصوصاً دول العالم الثالث منها وهي ظاهرة تؤدي إلى العديد من النتائج السلبية على الفتيات وغالباً ما تؤدي بهن إلى المشاكل الاجتماعية والنفسية وبالأخص هؤلاء القاصرات اللواتي تزوجن في سن مبكرة وخصوصاً أولئك الفتيات من سن ( 8-15 ) عاماً ، هذا على الرغم من الجهود الجبارة التي تبذلها جمعيات ومنظمات حقوق الإنسان للتصدي لتلك الظاهرة والتي بلغت حدج المطالبة بضرورة فرض عقوبات على كل شخص يزوج أبنته القاصر ويقوم بحرمانها من أبسط حقوقها الإنسانية مثال الحق في الحياة أو التعليم أو الاستمتاع بطفولتها .

أسباب زواج القاصرات

يوجد عدداً من الأسباب أو العوامل التي تؤدي إلى زواج القاصرات ومن هذه الأسباب :-

الفقر :- يعد من أكثر و أهم الأسباب المؤدية إلى تزويج القاصرات والذي ينتشر بشكل كبير في المناطق الفقيرة من العالم ، و التي يكثر بها عدد أفراد العائلة الواحدة ، مما يؤدي إلى إجبار الأهالي على تزويج بناتهم في عمر صغيرة من أجل التخلص من عبائها المادي عليهم .

العادات والتقاليد : – وهي من الأسباب المؤثرة وبشكل مباشر في زواج القاصرات ، وخصوصاً في تلك النوعية من المجتمعات التي تعتمد على موروثها الاجتماعي المرتبط بضرورة تزويج البنات بعمر صغير كجزء من العادات هذه .

الجهل :- وهو عنصر خطير وللأسف فهو منتشر بين الكثير من العائلات ، حيث أنهم لا يدركون بالفعل مخاطر تزويج أبنتهم في سن صغيرة ،و لا يقدرون تبعات ومسئوليات ذلك الزواج عليها .

الآثار السلبية المترتبة على زواج القاصرات

يوجد العديد من تلك الآثار و الأضرار المترتبة على زواج القاصرات ومنها :-

أولاً :– غالباً ما يحدث للعديد من الفتيات القاصرات اضطرابات نفسية ، و ذلك راجعاً بشكل أساسي إلى تلك الصدمة النفسية التي يتعرض لها هؤلاء الفتيات جراء هذا الزواج المبكر لهن حيث أنهن لا زلن في مرحلة الطفولة ولم ينضجن بعد ، و لذلك فأن العديد منهم يقعن فريسة للأمراض النفسية مثل الاكتئاب أو القلق والخوف المرضى .

ثانياً :– عدم نضوج عقل الفتاة بالشكل الكافي والذي يجعل منها لا تستطيع التعامل أو التصرف مع زوجها بشكل جيد وخصوصاً في تلك الحالات التي يكون فيها فارق السن بينهما كبيراً مما يتسبب في حدوث الكثير من المشاكل .

ثالثاً :– أحياناً ما يلجأ الرجل إلى الزواج من فتاة صغيرة ولفترة مؤقته مما يجعله يتأمل معها على أنها خادمته وليست زوجته وبالتالي تعاني القاصر أشد أنواع المعاناة من تلك المعاملة .

رابعاً :- تكون أعضاء الفتاة التناسلية في هذه السن الصغيرة لا تزال غير مكتملة بنسبتها الكاملة ، مما يجعلها لا تستطيع تحمل أعباء الحمل والولادة ، مما يكون السبب الرئيسي في تعريضها إلى العديد من المخاطر الصحية الخاصة بالحمل مثال أمراض السكري أو الضغط ، حيث قد أشارت الكثير من الأبحاث والدراسات العلمية والطبية إلى أنه يوجد نسبة كبيرة من الأطفال الذين يولدون ، ولديهم تشوهات خلقية وذلك راجعاً إلى صغر عمر الأم علاوة على وجود نسبة عالية من الأطفال ، و اللذين يموتون قبل ولادتهم وأيضاً نسبة عالية من الوفيات بين الأمهات الصغيرات في خلال فترة الحمل والولادة نتيجة عدم قدرة أجسامهن على الحمل والولادة ، حيث أنه وفي أغلب الحالات يتم إجراء الولادة لهؤلاء الفتيات القصر بالشكل الطبي القيصري وذلك لعدم قدرة جسم الفتاة على الوضع بشكلاً طبيعاً نظراً للضعف الشديد به .

خامساً :– يتم حرمان الفتاة من الاستمتاع بطفولتها أو تعليمها .

سادساً :- تفقد الفتاة هويتها الاجتماعية نتيجة هذا الزواج الإجباري ، و يزداد لديها الشعور بأنها لا تمتلك شخصية خاصة بها ، و ذلك راجعاً إلى إحساسها بعدم قدرتها على اتخاذ أي قرار يخصها .

سابعاً :- تصبح تلك الفتاة القاصر في حالة أمومتها أما لا تمتلك ثقافة أو خبرة تمكنها من حسن التعامل مع أطفالها ، حيث أنها لا تزال في مرحلة الطفولة فكيف ستستطيع التعامل كام مع أولادها .

ثامناً :- لا تتمكن الفتاة القاصر من إدارة شئون منزلها بالشكل الجيد أو الكافي .