رودولف ديزل هو مهندس ميكانيكي ومخترع ألأماني فرنسي الجنسية، اشتهر باختراع محرك الديزل، ووفاته المشبوهة في البحر، تم إنتاج فيلم يحمل اسمه ويحكي قصة اختراعه للمحرك عام 1942.

نبذة عن رودولف ديزل

ولد رودولف ديزل في باريس من أبوين ألمانيين، تلقى تعليمه الفني في ميونيخ. وأصبح مهتما بتصميم محرّك أكثر فعالية من المحرك البخاري والغازي. منذ طفولته أظهر رودولف نبوغاً وحباً شديداً للمكانيك. وعلى ضوء ذلك قرر أن يصبح مهندساً منذ سن الرابعة عشرة من عمره. وفي سن الثانية عشرة حصل على جائزة من إحدى المؤسسات الفرنسية مكافأة له على تفوقه في الدراسة. كان والدا ديزل فقيرين جداً مما حتم عليه مساعدتهما منذ نعومة أظفاره.لكن الوالد الذي حرص على موهبة وفطنة ابنه أرسله إلى أحد أقاربه في ألمانيا. وهناك التحق بالمدرسة الصناعية في مدينة آوغسبورغ. بعد آوغسبورغ التحق ديزل بجامعة ميونيخ للعلوم التطبيقية. هناك بدأ فصلاً جديداً من حياته تمثل بتحقيق حلمه في دراسة الميكانيك والتفوق فيه. وبعد تخرجه منها عاد إلى باريس مسقط رأسه ليبدأ حياته المهنية في فرنسا كمدير لفرع شركة ليند لآلات التجميد هناك. وفي العاصمة الفرنسية قدم سلسلة ابداعات وحصل على براءات اختراع فيها. ومن أبرز اختراعاته تطوير آلات التجميد البخارية التي كانت تستعمل آنذاك في صناعة الجليد. أسس عمله على نظرية المحركات الحرارية وتصاميم المهندسين الآخرين1892 واستكمل وشغّل أول محرك ديزل له عام 1897. أسس أيضا مصنعا لتصنيع محركات الديزل. ولكن رغم نجاحاته واختراعاته إلا أن ديزل لم يكن دائماً سعيداً وموفقاً في حياته، فمنذ أن كان شاباً يعمل في باريس كان يواجه المشاكل والصعوبات. وإلى جانب اهتمامه بالميكانيك والاخترع، أراد أن يصبح رجل أعمال ويدخل عالم المال والبورصة، ولكنه لم يوفق في ذلك ولم يلق النجاح الذي لاقاه في عالم الميكانيك، مما ألحق به خسائر مالية فادحة وتراكمت عليه الديون وأصبح في أزمة سببت له الكثير من المشاكل والقلق. هذا بالإضافة إلى المرض والنزاعات القضائية. في ليلة 29 سبتمبر/ أيلول 1913 كان ديزل مسافراً بالسفينة من بلجيكا إلى إنكلترا للمشاركة في تدشين معمل جديد لمحركات الديزل. لكنه لم يصل إلى هدفه ولم يشارك في حفل التدشين، حيث لم يعثر له على أثر في مقصورته صباح اليوم التالي،توفي 29 سبتمبر عام 1913 مما يرجح أنه قد انتحر برمي نفسه من على ظهر السفينة في البحر، ليموت غرقاً في مياه بحر الشمال وينهي حياته بطريقة مأساوية.

إنجازات رودولف ديزل

في عام 1880، كان ديزل يساعد ليندي في تصميم وبناء مصنع تبريد حديث، وبعد مرور عام على إنجاز المصنع، أصبح ديزل مدير المصنع.

بنى ديزل محركًا يعمل على الأمونيا، في محاولة منه لتحسين كفاءة استهلاك الوقود، لكنه لم يعمل كما توقع ديزل ولم يحقق طموحاته، لذلك بدأ النظر في خيارات أخرى.

في عام 1890، انتقل ديزل إلى برلين وتولى مسؤولية مكتب ليندي الهندسي، كما انضم إلى العديد من مجالس إدارة شركات أخرى.

أبدى ديزل اهتمامه بالأعمال النظرية لنيكولاس كارنو، وهو عالم فيزياء فرنسي، الذي يعتبر العقل المدبر الذي اعتمدت مبادئه النظرية في اختراق محرك الاحتراق الحديث اليوم.

اعتقد ديزل أنه من الممكن تطوير مبادئ كارنو وبناء محرك أكثر كفاءة أربع مرات، حيث لاحظ أنه أكثر من 90 بالمئة من الطاقة تضيع في محرك البخار الذي وضع مبادئه كارنو.

في 27 فبراير 1892، قدم ديزل اختراعه الجديد في برلين وهو محرك حراري منطقي جديد، وفي العام التالي في 23 فبراير 1893، حصل على براءة اختراع عن طريقة العمل والتصميم لمحركات الاحتراق، ولزيادة الاهتمام بمشروعه قام ديزل بنشر وصف لمحركه الجديد تحت اسم نظرية وبناء محرك الحرارة الرشيد Theory and Construction of the Rational Heat Motor في عام 1893.

في 10 أغسطس عام 1893، بدأ ديزل اختبار النموذج الأولي لمحركه وكان عبارة عن أسطوانة حديدية واحدة طولها 10 أقدام مع دولاب موازنة في قاعدته.

كانت تجارب ديزل ناجحة لكن المحرك لم يكن قابلًأ للتطبيق من الناحية التجارية.
قام ديزل ببعض التعديلات على محرك ليصبح أكثر قابلية للتطبيق، فوجد حلولًا وتحسينات لعدة قضايا، منها تغيير الوقود من غبار الفحم إلى الزيوت المعدنية المكررة ثم إلى النفط الثقيل.

بعد ذلك أصبح قادرًا على تقديم أول محرك ذو اسطوانة واحدة يعمل بآلية الضغط بسعة 25 حصانًا وبكفاءة تبلغ 26.2 بالمئة وذلك عام 1897. أصبح هذا المحرك معروفًا بعد عرضه في معرض ميونخ عام 1893.

يعمل محرك ديزل عن طريق اشتعال الوقود بسبب درجة الحرارة المرتفعة، حوالي 530 درجة مئوية، والتي يتم تحقيقها عن طريق ضغط الهواء المرتفع، ثم يتم حقن الوقود في الاسطوانة، يمكن أن يكون الوقود المستخدم لتشغيل المحرك إما مشتقًا حيوانيًا أو أحد مشتقات النفط.

يتمز هذا النظام بأنه لايحتاج إلى أنظمة إشعال باستخدام الشرارة والتي تعتبر أنظمة خطرة، مما يجعل محرك ديزل أكثر أملنًا وكفاءةً، وهذا ما شرحه ديزل نفسه.

 

وفاة رودولف ديزل

في 29 سبتمبر 1913، استقل ديزل سفينة دريسدن لعبور القناة الانجليزية، في طريقه إلى لندن لحضور اجتماع اتحاد صناع محرك الديزل.

وهناك اختفى في السفينة، من المعروف أنه توجه إلى مقصورته حوالي الساعة 10 مساءً بعد تناول العشاء، وطلب أن يتم الاتصال به صباح اليوم التالي حوالي الساعة السادسة. لكن لم يجب على المكالمة الصباحية، وعند تفقد مقصورته لم يكن فيها، ولم ينم في سريره الليلة الماضية وهناك اختفى ديزل واختفى أثره.

بعد عشرة أيام، عثر طاقم أحد القوارب الهولندية على جثة متحللة لرجل في بحر الشمال، ومن خلال بعض الأغراض الشخصية التي كانت مع الرجل الذي وجدت جثته، والتي تعرف يوجين عليها وهو الابن الأصغر لديزل، تم إثبات أن هذه الجثة تعود لديزل، وما تزال تفاصيل اختفائه وموته مجهولة حتى يومنا هذا.