لا شكَّ أن الهواء بمكوناته الطبيعيَّة هو أهم شيء في حياة الإنسان، إذ لا يُمكن الاستغناء عنه أكثر من دقائق معدودة. وقد خلق الله الهواء مكون من مجموعة من الغازات؛ مثل غاز النيتروجين، وغاز الأكسجين، وغاز ثاني أكسيد الكربون بنسب مُعيَّنة، بالإضافة إلى بعض الغازات الأخرى بنسب ضئيلة جدًّا.
ومن ثمّ فإن إنطلاق أي نوع آخر من الغازات أو المركبات أو الجزيئات المُختلفة إلى الهواء، يُعتبر تلوُّثًا له. إذ أنَّ هذه الملوِّثات سُرعان ما تمتزج بالهواء وتنتشر معه من مكان لآخر، مُخلِّفة ورائها أضرار بيئيَّة وصحيَّة جسيمة.
أسباب تلوث الهواء
الغبار والأتربة:
يُعتبر الغبار والأتربة العالقة في الهواء من عوامل تلوث الهواء الطبيعيَّة التي لا دخل للإنسان فيها، فأغلب هذه الأتربة تكون موجودة في الأرض بشكل طبيعي، ومن ثمَّ تقوم الرياح بحملها لتمتزج بالهواء.
الصناعة:
كما أنَّ الصناعة أيضًا من أهم عوامل تلوث الهواء، لما ينتج عن الصناعات المختلفة من مركبَّات عضويَّة متطايرة. وتشتمل تلك الصناعات التي تُسبب تلوث الهواء على الصناعات الكيماويَّة، وصناعة النفط، وصناعة الأسمنت.
احتراق الوقود:
كما يتسبب احتراق الوقود من فحم أو نفط في الإضرار بالبيئة وتلوث الهواء بشكل كبير، نظرًا لما ينتج عنه من غازات سامة تؤثر على نظام البيئة.
الحرائق:
إذ أنَّ الحرائق تنقسم إلى قسمين؛ قسم يحدث بشكل طبيعي ويُعتبر ضروريًّ لإحداث التوازن البيئي، وقسم يتمثَّل في الحرائق التي يصنعها الإنسان عمدًا، والتي تُشكل خطرًا حقيقيًّا على الهواء والبيئة بأكملها، ومن أمثلتها ما يحدث في الكثير من الممارسات الزراعيَّة الخاطئة.
الأسمدة والمبيدات الحشريَّة:
كما أن الاعتماد في الزراعة على استخدام الأسمدة الكيميائية والمبيدات الحشرية، مما يؤدي تطاير هذه المواد في الهواء وبالتالي تلوثه.
عوادم السيارات:
فالعوادم الناتجة عن السيارات، وما تحتويه من أول أكسيد الكربون والرصاص وأكاسيد النيتروجين، تُعتبر من أهم وأخطر ملوثات الهواء على الإطلاق.
مظاهر تلوث الهواء
الاحتباس الحراري:
يحدث الاحتباس الحراري نتيجة زيادة معدل غاز ثاني أكسيد الكربون في الجو، مما يؤدِّي إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض بشكل ملحوظ. وهذا هو السبب وراء التغيُّرات المناخيَّة الحادثة في الآونة الأخيرة، والذي سوف يؤثر بشكل سلبي على جميع الكائنات الحيَّة الموجودة على الأرض.
الضباب الدخَّاني:
وهو ما يتكوَّن فوق المدن والمناطق الصناعيَّة، نتيجة لما ينتج عن هذه المصانع من عوادم وغازات سامَّة، بالإضافة إلى ما يختلط بها من عوادم السيارات، ويُلاحَظ أثناء تكوُّن هذه الظاهرة تغيُّر لون الهواء إلى اللون البني مع تغيُّر رائحته. وتُعاني مُعظم المدن الكبرى حول العالم من هذه الظاهرة، مثل لندن ولوس أنجلوس والقاهرة.
الأمطار الحمضيَّة:
فعند اتحاد الغازات الضارة الناتجة عن دخَّان المصانع مع بُخار الماء، يتكثَّف هذا البخار ليسقط على الأرض على شكل أمطار حمضيَّة، والتي تعتبر بالغة الخطورة على صحة الإنسان والنبات والحيوان.
تآكل طبقة الأوزون:
فقد أدى تلوث الهواء إلى تآكل طبقة الأوزون، وبالتالي السماح لمرور المزيد من الأشعَّة فوق البنفسجيَّة نحو الأرض، مما أدَّى إلى ظهور العديد من الأمراض وخاصَّةً سرطان الجلد.
تدهور الصحة العامة:
فمن أكثر مظاهر تلوث الهواء انتشارًا ووضوحًا تدهور صحة الناس بصفة عامة، نتيجة انتشار أمراض القلب والرئتين بشكل كبير بين الناس، بالإضافة إلى أمراض الحساسيَّة بأنواعها المُختلفة. علاوة على ما لوحِظَ مؤخرًا من ارتفاع عدد حالات تشوُّه الأجنَّة لدى الحوامل اللاتي تعرَّضن لنسبة عالية من الهواء المُلوَّث.
ضعف الثروة الحيوانيَّة:
فالهواء المُحمَّل بالغازات السامة يؤثر على صحة الحيوان أيضًا، مما يُصيبه بالضعف والهزال والنفوق في أغلب الأحيان.