نعم، والت ديزني كان أسطورة صنعت السعادة وافتقدها الكثيرون. لقد كان رجلًا ذا رؤية وإبداع، وساعد في جعل عالمنا مكانًا أكثر سعادة من خلال أفلامه ورسومه المتحركة.
ولد والت ديزني في شيكاغو بولاية إلينوي عام 1901. بدأ حياته المهنية في مجال الرسوم المتحركة في أوائل العشرينيات من القرن الماضي، وسرعان ما أصبح أحد أشهر صانعي الرسوم المتحركة في العالم. والت ديزني هو اسم محفور بحروف من نور في ذاكرة السينما، ليس هذا فقط، بل أن والت ديزني هو اسم يعني الكثير لجميع البشر تقريباً، طالما إن هؤلاء البشر قد كانوا أطفالاً ذات يوم، فذلك الاسم يتصدر تيترات المقدمة لأضخم الإنتاجات الكرتونية، وكذا يتصدر لافتة واحدة من أكبر وأشهر مدن الملاهي على مستوى العالم، فـ والت ديزني باختصار هو صانع البهجة في عالمنا، هو من ابتكر أشهر شخصيات الكرتون التي يتشكل منها عالم ديزني الشهير، مثل ميكي ماوس ودونالد دك أو بطوط وسنو وايت والأقزام السبعة وسندريلا وغيرهم الكثير..
من أشهر أفلام والت ديزني:
- سنو وايت والأقزام السبعة (1937): أول فيلم رسوم متحركة طويل من إنتاج والت ديزني.
- بينوكيو (1940): فيلم رسوم متحركة مقتبس عن قصة إيطالية شعبية.
- دامبو (1941): فيلم رسوم متحركة عن فيل صغير ذو آذان كبيرة.
- الأسد الملك (1994): فيلم رسوم متحركة عن شبل أسد يبحث عن مكانه في العالم.
- فروزن (2013): فيلم رسوم متحركة عن أميرة تهرب من حفل زفافها للبحث عن أختها المفقودة.
كانت أفلام والت ديزني مصدرًا للسعادة والإلهام لجيلين من الأطفال. لقد أظهرت للأطفال أن العالم مكان جميل ومليء بالمعجزات.
توفي والت ديزني في عام 1966، لكنه ترك إرثًا خالدًا. ستستمر أفلامه ورسومه المتحركة في إلهام الناس لسنوات عديدة قادمة.
فيما يلي بعض الأسباب التي تجعل والت ديزني أسطورة صنعت السعادة:
- كان لديه رؤية واضحة لعالم أفضل. آمن والت ديزني بقدرة الفن على جعل العالم مكانًا أكثر سعادة.
- كان فنانًا موهوبًا. كان والت ديزني رائدًا في مجال الرسوم المتحركة، وساعد في تطوير تقنيات جديدة جعلت أفلامه أكثر واقعية وتأثيرًا.
- كان رجل أعمال ناجحًا. أسس والت ديزني شركة والت ديزني، وهي واحدة من أكبر شركات الترفيه في العالم.
لا يزال والت ديزني مصدر إلهام للناس في جميع أنحاء العالم. إنه مثال على كيفية استخدام الفن لجعل العالم مكانًا أفضل.
زوجته صاحبة اسم ميكي
لا جدال في إن والت ديزني هو أحد أعظم الرجال في الحقل الإبداعي، وكما جرت العادة لا يصح ولا يمكن ذكر العظمية دون ذكر العظيمة التي خلفه، وفيما يتعلق بشخصيتنا اليوم فالعظيمة هي السيدة ليليان بوندز، تلك السيدة التي قبل أن تشارك والت ديزني نجاحه الباهر، شاركته المآسي والأزمات الطاحنة التي مر بها خلال رحلة صعوده، وبدأت علاقة والت ديزني بليليان حين أراد توظيف شخص لتحبير وتلوين شرائط الأفلام الكرتونية، فتقدم أكثر من شخص لشغل الوظيفة كانت أفضلهم بوندز فوقع عليها الاختيار، في البداية جمعهما العمل الذي تطور سريعاً ليصبح صداقة، ثم تطورت الصداقة فصارت حباً كلل بالزواج في الخامس والعشرين من يوليو عام 1925م.
في وقت لاحق تعرض والت ديزني لأزمة كبيرة حين تعرض لعملية احتيال، خسر على إثرها حقوق الملكية لشخصية الأرنب أوزوالد، وهي الشخصية الرئيسية التي كانت تعتمد عليها الشركة في الأفلام التي تنتجها، فقرر والت ديزني أن ينشئ شخصية كرتونية جديدة، اختار هذه المرة أن تكون لفأر ودود خفيف الظل، واسماه في البداية “مورتيمر ماوس”، لكن زوجته رأت إن الاسم ثقيلاً على الأطفال، واقترحت تخفيفه واستبداله باسم آخر مثل “ميكي”، وبالفعل اقتنع والت ديزني بالاقتراح المقدم من زوجته، وجعل اسم الفأر “ميكي ماوس” الذي صار فيما بعد الشخصية الكرتونية الأشهر في تاريخ الفن..
الجوائز والتكريمات
بلغ والت ديزني في مجال الفن مكانة قلة قليلة تمكنت من بلوغها، حتى أصبح منحه أي جائزة هو يعد بمثابة تكريم للجائزة وليس له، وقد أظهر العالم الامتنان لـ والت ديزني العديد من المرات، وتم شكره على إسهاماته بالحقل الفني بأشكال عديدة، منها منحه أبرز وأشهر الأوسمة والجوائز في مجال صناعة الأفلام، ومن تلك الجوائز:
- نال والت ديزني جائزة سيسيل بي دوميل، والتي تعرف في يومنا هذا باسم جائزة جولدن جلوب.
- حاز والت ديزني على 7 جوائز إيمي.
- جائزة الأوسكار والتي تعتبر هي الجائزة الأكبر في عالم صناعة السينما، والت ديزني هو أكثر شخص فاز بها في التاريخ، إذ إنه خلال مشواره الفني نال 22 جائزة أوسكار، منهم أربعة جوائز أوسكار فخرية.
- في عام 1968م تم طباعة صورة والت ديزني على طابع بريد كنوع من التكريم.
وفاة والت ديزني
كان والت ديزني طوال حياته حريصاً على عدم التدخين أمام الأطفال، فهو كان يعلم إنه قد صار قدوة لهم، ولم يحبذ فكرة أن ينقل إليهم تلك العادة الملعونة، لكن رغم إيمانه بذلك لم يحاول التخلص من تلك العادة، بل تمادى في التدخين بشراهة، وفي عام 1966م كانت الطامة الكبرى إذ اكتشف الأطباء إصابته بمرض سرطان الرئة، وعليه تم إيقاف عمليات تطوير عالم ديزني المقررة بشكل مؤقت، وفي 15 ديسمير من عام 1966م ودع العالم والت ديزني ،إثر تعرضه لسكتة قلبية مفاجئة، وبعد يومين من تاريخ وفاته تم تشييع جثمانة إلى غابة لاون سيميتري، وهناك تم حرق جثته إذ إنه كان بروتستانتي الديانة والتي تبيح تشريعاتها حرق الموتى.
إرث والت ديزني
رحل والت ديزني بروحه وجثمانه عن عالمنا، لكنه لم يغب عنا لحظة واحدة، فإبداعه الخالد وهبه الخلود، ولازالت شخصياته الكرتونية التي ابتكرها هي الأشهر على مستوى العالم، ولم يتمكن شخص حتى يومنا هذا من مضاهاة والت ديزني في إبداعه أو غزارة إنتاجه، كما إن الشركة التي قام بتأسيسها بمشاركة أخيه لإنتاج أفلام الرسوم المتحركة مازالت تمارس نشاطها، وتلك الشركة التي كان مقرها الأول عبارة عن جراج متواضع ومتهالك، هي اليوم واحدة من كبرى شركات الإنتاج الفني على مستوى العالم، كما اتسع نشاط مؤسسة والت ديزني الترفيهية بعد وفاته، فصارت تملك وتدير 18 مدينة ترفيهية حول العالم، بجانب امتلاك حقوق البث لحوالي عشر قنوات فضائية، وهذا كله بخلاف عشرات استوديوهات التصوير السينمائي المطورة.