غزوة أحد هي أحد الغزوات التي قام بها المسلمون ضد المشركين بعد غزوة بدر، وبعد انتصار المسلمين الساحق في غزوة بدر، مع الأسف هزموا في غزوة أحد من المشركين، وسوف نوضح لكم الأسباب التي أدت إلى هزيمة المسلمين في هذه الغزوة.
غزوة أحد
وقعت غزوة أحد في السابع من شهر شوال للسنة الثالثة للهجرة، وذلك بعد هزيمة المشركين في غزوة بدر الكبرى، فبعد هزيمة المشركين في غزوة بدر اشتعلت نار الانتقام في داخلهم من المسلمين، لدرجة أنهم منعوا البكاء حتى يتم الأخذ بالثأر.
بدأ المشركون يعدوا العدة ويجهزوا الجيوش للأخذ بالثأر من المسلمين وبدأوا في استقبال المتطوعين من أهل مكة ومن البلاد التي من حولها، وقد كان عدد المشاركين في هذه الغزوة ما يقرب من 3000 رجل مقاتل، وقد دارت بينهم الحروب حتى انتصر المشركين على المسلمين.
سبب هزيمة المسلمين في غزوة أحد
السبب الذي أدى إلى هزيمة المسلمين في غزوة أحد هو ليس عدم القدرة على المواجهة كما يعتقد البعض، لكن عدم تنفيذ المسلمين لأوامر الرسول صلى الله عليه وسلم كانت هي السبب، فحتى يتم التعرض عن سبب الهزيمة يجب التطرق أولًا لخطة الهجوم التي وضعها لهم الرسول صلى الله عليه وسلم.
خطة الهجوم
لقد جهز الرسول عليه الصلاة والسلام جيش كبير مكون من ثلاثة كتائب من المهاجرين والأوس والخزرج، وقد كانت خطة الدفاع الأولى عند المسلمين هي مجموعة من الرماة وكانوا خمسون راميا، فقد أمرهم الرسول التمركز في وسط الجبل ناحية الضفة الشمالية، وكان هذا الجبل يسمى (جبل الرماة).
قال الرسول لقائدهم: ((انضح الخيل عنا بالنبل، لا يأتونا من خلفنا، إن كانت لنا أو علينا فاثبت مكانك، لا نؤتين من قبلك))، وقال عليه الصلاة والسلام للرماة: ((احموا ظهورنا، فإن رأيتمونا نقتل فلا تنصرونا، وإن رأيتمونا قد غنمنا فلا تشركونا”)).
وبالفعل بدأت المعركة بين أبي طلحة العبدلي والصحابي الزبير بن العوام، بحيث أن الزبير بن العوام وثب على أبي طلحة وهو راكب على جمله وأسقطه على الأرض، وبعد فترة من العراك استطاع المسلمون إسقاط لواء المشركين على الأرض، وكانت الغلبة في البداية للمسلمين، وظلوا مسيطرين في الجزء الأول من المعركة.
عصيان الأوامر
عندما رأى الرماة أنهم منتصرون بالفعل، فأخذوا ينادوا بينهم وبين بعضهم البعض الغنيمة الغنيمة، وحاول واحد منهم بتذكيرهم بأوامر الرسول صلى الله عليه وسلم بعدم التحرك من أماكنهم، لكن الطمع وحب الدنيا غلبهم ونزلوا لأخذ المغانم وتركوا أماكنهم، وبهذا اصبح المسلمون مكشوفين للمشركين.
خالد بن الوليد في هذه الغزوة كان من المشركين في ذلك الوقت، وقد استغل أن المسلمين أصبحوا مكشوفين، وطلب من جيشه من المشركين الإحاطة بالمسلمين من حول الجبل ومن الإمام والخلف، وبذلك انتصر المشركين على المسلمين بسبب عدم سماع كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد سمع الرسول بذلك وحاول السيطرة على الموقف، ولكن المشركين شاعوا خبر وفاة الرسول بين صفوف المسلمين مما أضعف من عزيمتهم وكان ذلك سبب في استسلام المسلمين وإكمال الهزيمة.
الآيات التي ذكرت في غزوة أحد في القرآن الكريم
غزوة أحد من الغزوات التي ورد ذكرها في القرآن الكريم فقد قال الله تعالى (وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ).
ذكر الله تعالى السبب في هزيمة المسلمين في غزوة أحد حين قال تعالى (وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُم بِإِذْنِهِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُم مِّن بَعْدِ مَا أَرَاكُم مَّا تُحِبُّونَ ۚ مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الْآخِرَةَ ۚ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ ۖ وَلَقَدْ عَفَا عَنكُمْ ۗ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ).
وهذه الآيات كانت درس للمسلمين حتى يستفيدوا أن المخالفة والعصيان لأوامر الله ورسوله لا يأتي من فعل ذلك إلى الخسران والهزيمة.