البراء بن مالك هو أحد صحابة الرسول صل الله عليه وسلم، حيث تتميز حياته بالكثير من المواقف التي ساهمت في نشر الدعوة الإسلامية، لذلك لا بد من قراءة سيرة حياة هذا الصحابي الجليل، فالقراءة تطلع الإنسان على الكثير من الأشياء الجديدة والمهمة، والمعلومات الجديدة والقصص، ومن بينها السير الذاتية للصحابة، فالصحابة تمثل سيرهم الذاتية حقلاً مليئا بالحكم والمعلومات المفيدة لطبيعة ما عاشوه ورأوه من حياة غنية بالتفاصيل، ومن هؤلاء الصحابة الصحابي الشهير البراء بن مالك، وإن كانت هذه هي المرة الأولى التي تسمع فيها عنه فندعوك لمتابعة القراءة لتعرف عنه أكثر.

 البراء بن مالك رضي الله عنه

هو البراء بن مالك بن النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار … و هو من الانصار … و هو أخو الصحابي الجليل انس بن مالك رضي الله عنه  … و قد ولد البراء بن مالك رضي الله عنه  في المدينة المنورة .

صفات البراء بن مالك رضي الله عنه

ان من اهم ما تميز به الصحابي الجليل البراء بن مالك رضي الله عنه انه كان  بطلا مقداما، فلم يتخلف يوماً عن غزوة أو مشهد فقد تعلم البراء  من رسول الله صلي الله عليه وسلم حب الجهاد و الشهادة في سبيل الله  … و كتب عمر بن الخطاب ذات مرة  أن لا تستعملوا البراء بن مالك على جيش من جيوش المسلمين فإنه مهلكة من المهالك يقدم بهم أي لفرط شجاعته … و ايضا كان من صفاته انه مستجاب الدعوة  عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم  قال : ” رب أشعث أغبر لا يؤبه له لو أقسم على الله لأبره منهم البراء بن مالك ”  .

ماذا فعل البراء بن مالك في معركة اليمامة ؟
لقد ارتد كثير من المسلمين بعد وفاة رسول الله صلي الله عليه وسلم في ايام خلافة الصحابي الجليل أبو بكر الصديق رضي الله عنه فقرر أبو بكر الصديق رضي الله عنه  ان يقاتلهم و بعث بجيوش المسلمين بقيادة البطل خالد بن الوليد رضي الله عنه  لمحاربة المرتدين  في معركة اليمامة …  و في معركة اليمامة قال  خالد بن الوليد  للبراء يوم اليمامة : قم يا براء وقل للمسلمين شيئا   فركب  البراء فرسه فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: يأهل المدينة لا مدينة لكم اليوم، و إنما هو الله وحده و الجنة … و لقد تحصن المرتدين في حديقة و أغلقوا الباب عليهم فطلب البطل الشجاع البراء بن مالك رضي الله عنه ان يرفعوه على الأسنة فوق الرماح و يلقوه في هذه الحديقة ليمكن من فتح الباب للمسلمين لقتل المرتدين وقتل مسيلمة الكذاب رأس المرتدين و تم فعلا رفع البراء بن مالك رضي الله عنه على الأسنة فوق الرماح حتى تمكن من أعلى سورها ثم ألقى نفسه عليهم و نهض سريعا إليهم و لم يزل يقاتلهم وحده و يقاتلونه حتى تمكن من فتح الحديقة ( يا له من بطل ) و دخل المسلمون يكبرون و انتهوا إلى قصر مسيلمة الكذاب حتى قتل مسيلمة بحربة وحشي و بسيف أبي دجانة و الحمد لله رب العالمين … و تلقى جسد البطل البراء بن مالك رضي الله عنه يومئذ بضعا وثمانين ضربة و لكن لم يمت في هذه المعركة ، وقد حرص القائد خالد بن الوليد على تمريضه بنفسه .

ماذا فعل البراء بن مالك في حروب العراق ؟
في إحدى الحروب في العراق لجأ الفرس إلى كلاليب مثبتة في أطراف سلاسل متوهجة بالنار، يلقونها من حصونهم، فتخطف من تناله من المسلمين الذين لا يستطيعون منها فكاكا، وسقط أحد هذه الكلاليب فجأة فتعلق به أنس بن مالك، و لم يستطع أنس أن يمس السلسلة ليخلص نفسه لانها  كانت تتوهج نارا و شاهد البراء ذلك المنظر فأسرع نحو أخيه الذي ترتفع  به السلسلة على سطح جدار الحصن، و قبض البراء على السلسلة بيديه وح اول بكل قوته ان يفكها ليخلص اخيه حتى قطعها و نجا أنس و القى البراء ومن معه نظرة على كفيه فلم يجدوهما مكانهما، لقد ذهب كل مافيها من لحم وبقى هيكلها العظمي مسمرا محترقا و قضى فترة علاج بطيء حتى شُفي ( يا له من قوي و مقدام ) .

شهادته في معركة تستر

احتشد أهل الأحواز والفرس في جيش كثيف ليواجهوا المسلمين، و كتب الخليفة عمر إلى سعد بن أبي وقاص بالكوفة ليرسل إلى اليهم جيشا، و كتب إلى أبي موسى الأشعري بالبصرة ليرسل إليهم جيشا على أن يجعل أمير الجند سهيل بن عدي وليكون معه البراء بن مالك، والتقى الجيشان ليواجهوا جيش الأحواز و الفرس، و بدأت المعركة بالمبارزة، ثم التحمت الجيوش و راح القتلى يتساقطون من الطرفين ووسط شهداء المعركة، كان هناك البراء بين الصرعى، وت قبض يمناه على حثية من تراب مضمخة بدمه، و سيفه ممدا إلى جواره … و وقع البطل شهيدا كما تمني طيلة حياته و كان ذلك سنة 20 هجريا و هو ما يوافق سنة  640 ميلاديا .