غزوة بدر هي أحد الغزوات الشهيرة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد كانت هذه الغزوة ما بين المسلمين وقريش، وانتصر فيها المسلمين على قريش وحققوا مكاسب كبيرة، وهي من الغزوات الفاصلة في التاريخ الإسلامي، وسوف نتناول تفاصيل أكثر حول عدد المسلمين المشاركين في هذه الغزوة.
غزوة بدر
غزوة بدر وقعت في اليوم السابع عشر من شهر رمضان الكريم، وكان قائد هذه الغزوة رسول الله صلى الله عليه وسلم، انتصر المسلمون على قريش وحققوا مغانم كبيرة في هذه الغزوة، وقد تحالف مجموعة من الزعماء برئاسة عمرو بن هشان المخزومي القرشي، وكانت هذه الغزوة هي الغزوة الفاصلة في التاريخ الإسلامي.
أطلق على هذه الغزوة اسم غزوة بدر نسبة إلى منطقة بدر التي أقيمت فيها هذه الغزوة، وهي منطقة واقعة بين مكة المكرمة والمدينة المنورة.
أسباب حدوث غزوة بدر
نشأت غزوة بدر بين المشركين والمسلمين بسبب معاملة قريش القاسية مع المسلمين، والتي أدت إلى هجرة عدد كبير من المسلمين من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، وعلى الرغم من ذلك فلم تتوقف قريش على إلحاق الأذى بالمسلمين، وظلت تعاملهم بأسوأ معاملة، بل أنها وصلت لحد الاستيلاء على أموال المسلمين.
بعد أن إلى الرسول صلى الله عليه وسلم خبر أن هناك قافلة كبيرة تخص قريش آتية من الطريق ومحملة بالبضائع والأموال التي كانت تقدر في ذلك الوقت إلى 50 ألف دينار، بالإضافة إلى البعير، في هذا الوقت قرر الرسول صلى الله عليه وسلم الاستيلاء على هذه القافلة، حتى تكون خطوة اعتراض على ما تقوم به قريش مع المسلمين، وبهدف إعادة جميع الممتلكات التي سلبت من المسلمين إليهم مرة أخرى.
قال صلّى الله عليه وسلّم للمسلمين: (هذه عيرُ قريشٍ فيها أموالُهم ، فاخرجوا إليها لعلَّ اللهَ أن يُنفِلَكموها).
وعندما علم سفيان بنية المسلمين في الاستيلاء على القافلة أرسل يطلب النجدة من معاونيه للتصدي للمسلمين.
أعداد المسلمين المشاركين في غزوة بدر
شارك في غزو بدر عدد كبير من المسلمين الذين قدر عددهم بنحو ثلاثمائة وبضعة عشر مقاتل، هذا بالإضافة إلى مشاركة الكثير من البعير، والجمال والفرسان.
أما بالنسبة لعدد المساهمين من قريش فكانوا بمثابة ألف مقاتل، ومائتي فرس، وبهذا العدد نجد أن عدد المشركين كان يمثل ثلاثة أضعاف عدد المسلمين.
وعلى الرغم من ذلك إلا أن المسلمين هم الذين انتصروا على المشركين بفضل الله تعالى.
أحداث غزوة بدر
كان أبو الأسود المخزومي هو أول شخص كان السبب في اندلاع غزوة بدر، وقد كان يريد أن يشرب من حوض النبي صلى الله عليه وسلم، لكن تصدى له حمزة بن عبد المطلب، وقتله قبل أن يفعل ذلك.
وهذا السبب جعل ثلاثة من فرسان قريش الخروج للمبارزة، وقد خرج ثلاثة فرسان من المسلمين الأنصار لمبارزتهم، لكن قريش طلبت من الرسول أن يقوم بمبارزة هؤلاء الفرسان ثلاثة من المسلمين المهاجرين، وبالفعل خرج، حمزة بن عبد المطلب، علي أبن أبي طالب، وعبيدة بن الحارث وانتصروا على قريش.
وهذا الانتصار للمسلمين كان هو السبب في غضب قريش ونيتهم في حرب المسلمين، ففي ذلك الوقت تضرع الرسول صلى الله عليه وسلم بالدعاء إلى رب العالمين وقال ((لَمَّا كان يومُ بدرٍ، نظرَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلى المشركينَ وهم ألفٌ، وأصحابُه ثلاثُمئةٍ وتسعةَ عشرَ رجلًا، فاستقبَلَ نبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم القبلةَ، ثم مدَّ يدَيه فجعَلَ يهتِفُ بربِّه؛ اللهمَّ أَنجِزْ لي ما وعدْتَني، اللهمَّ آتِ ما وعدتَني، اللهمَّ إنْ تَهلِكْ هذه العصابةُ مِن أهلِ الإسلامِ لا تُعبَدْ في الأرضِ، فما زال يهتِفُ بربِّه، مادًّا يدَيه، مستقبِلَ القِبلةِ، حتى سقطَ رداؤُه عن مَنكِبَيه، فأتاه أبو بكرٍ، فأخذَ رداءَه فألقاه على مَنكِبَيه، ثم التزَمَه مِن ورائِه، وقال: يا نبيَّ اللهِ، كفاك مُناشَدتُك ربَّك؛ فإنَّه سيُنجِزُ لك ما وعَدَك)).
وبالفعل استجاب الله تعالى لنداء رسوله الكريم وانتصر المسلمون على قريش على الرغم من قلة عددهم.
نتائج غزوة بدر
هناك عدة نتائج من غزوة بدر التي من أهمها:
– انتصار المسلمين على قبيلة قريش.
– قتل رئيس المشركين ابو جهل عمرو بن هشام.
– قتل سبعين رجل من كفار قريش.
– أسر عدد سبعين رجل من مقاتلي قريش.
– قتل أربعة عشر مقاتل من المسلمين.
– رفع شان وهيبة المسلمين بعد الانتصار في هذه الغزوة.
– تم الحصول على الكثير من الغنائم، وبالتالي زيادة الدخل لدى المسلمين، مما أدى إلى تحسن أحوالهم المادية والاقتصادية والاجتماعية.