الشاعر بديع الزمان الهمذاني هو أحد أهم الشعراء المعروفين في العصر العباسي ، و تنسب إلى هذا الشاعر عدد كبير من الدواوين الشعرية الرائعة .
بديع الزمان الهمذاني
– ولد بديع الزمان الهمذاني في عام 969 م و توفي في عام 1007 م ، و ينسب إلى واحدة من أهم الأسر التي كان لها مكانة علمية جيدة في منطقة همدان ، ذلك الرجل الذي كان كثير الفخر بأصله العربي و نسبه الفارسي ، أما عن اسمه الكامل فكان أحمد بن الحسين بن يحيى الهمذاني، أبو الفضل .
– امتلك هذا الشاعر العظيم الملكات الأدبية العربية و الفارسية على حد سواء ، و انتقل أثناء حياته للعديد من الأماكن الفارسية ، و لكنه استقر في مدينة الري ، و كانت له منزلة خاصة في الشعر العربي ، حتى أنه سمي بديع المقامات .
أشهر قصائد الهمذاني
قصيدة وكلني بالهم
وكلني بالهم والكآبة
طَعّانَةٌ لعانةٌ سَبَّابَهْ
للسلفِ الصالح والصحابَهْ
أساءَ سمعاً فأساء جابه
تأمَّلُوا يا كبراء الشيعة
لعشرةِ الإسلامِ والشريعه
أتستحلُّ هذه الوقيعة
في تبع الكفرِ وأهل البيعه
فكيفَ من صدقَ بالرسالهْ
وقام للدِّين بكُلِّ آلهْ
واحرز اللّه يد العقبى له
ذَلِكُمُ الصديقُ لا مَحَالَهْ
إمامً من أُجمع في السقيفه
قطعاً عليهِ أنهُ الخليفهْ
ناهيكَ من آثاره الشريفه
في رَدِّهِ كيد بني حنيفه
سَلِ الجبالَ الشُّمَّ والبحارا
وسائلِ المنبر وَالْمَنَارَا
واستعلمِ الآفاقَ والأقطارا م
ن أظهر الدين بها شِعارا
ثم سَلِ الفرسَ وبيت النار
من الذي فَلَّ شبا الكفار
هل هذه البيضُ من الآثارِ
إلا لثاني المصطفى في الغارِ
وسائِلِ الإسلام من قوَّاهُ
وقال إذْ لم تَقُلِ الأفواهُ
واستنجز الوعدَ فأوْمى اللّهُ
من قامَ لما قعدوا إلا هو
ثاني النبي في سِني الولادهْ
ثانيهِ في القبر بلا وسادهْ
أتأمُلُ الجنة يا شتامهْ
قصيدة أيا من تعرض للداهيه
أيا من تعرض للداهيهْ
ولم يتلزم سنَنَ العافيهْ
سيأتي القضاء فلا تأته
ولا تقعدنّ على القافيه
ويا من يلم به نكبة
وألطاف خالقه خافيه
سيلبسها سابغاً ضافياً
ويشربها عذبة صافيه
وليس الغنى أن يقول الغنيّ
عقاري وداري وأمواليه
ولا أسرج الطِّرف لي يا غلام
ولا نضِّدي الفرش يا جاريه
ولكنها غير ما عنده
من اللّه وافية واقيه
قصيدة كذا من شام بارقة الثنايا
كذا مَن شام بارقة الثنايا
وغر بما تمنيه الصبايا
فأدنى ما يعنُّ له الدواهي
وأيسر ما يلم به الرزايا
أظاعنة ولما أحظَ منها
لتغزيني من الوجد السرايا
أجاعلة الموَاعد لي نقوداً
وتاركة الوفاء بها سنايا
وعدتِ زيارة وقعدتِ عنها
وأوسَعت المنى ليّاً ولايا
قِفي لا بِرَّ أيْسر من سلام
أتدَّخرينني حتى التحايا
بروج شاخصات أم حدوج
وأفلاك طوالع أم مطايا
وراقته الملاح فلم يبيت
رويَّة حازم فيصيب رَايا
وقد أتبعتها نظراً غليظاً
إلى أن جزت أسنمة السبايا
فلا سُقِيت نَداً تلك الثنايا
ولا وقيت ردى تلك النجايا
وَرَين جوانحاً فأرين نكراً
أليس بكل مخزية خزايا
وفي الأظعان لو رحموا أسارى
تفديها وأفئدة سبايا
غدت بشعوبهم نفسي شعاعاً
وقلبي في تشطيهم شظايا
إذا ما عُددت بُكر الغدايا
عليّ وأُحصيت حمر المشايا
فلا يوم كيومك حين بانوا
ولا ليل كليلة جرجرايا
نزلت عن الأسرة والحشايا
وقلت وقد تلاحقت المطايا
لك الخيرات إن حاولت دَلاً
ولي الويلات إن أزمعت نايا
وما أحظى من الحسناء إلا
بما يحظى الشجي من الخلايا
وإن يك حظه منهن حظّا
على المرباع منا والصفايا
َطَيَّر أن رأت رأسي خضيباً
وتحت غلائل الخطر البلايا
عذيري من عذارى في ليال
وأيام فرين بها الفرايا
وقالت ما خضبت الشيب لكن
لففت به بلايا في ولايا
وتعجب لاختياري أن رأتني
أرى بحراً وأمتاح الركايا
سأنتاب الوزير فإن أتيحت
زيارته وساعدت القضايا
أنَلْ ما شئت من كرم لديه
وأحظ بما أردت من العطايا