بعد تنازل الخليفة الحسن بن عليّ -رضي الله عنه- عن الخلافة تأسست الدولة الأمويّة عام 41هـ، وقد استمر تاريخ بني أميّة حتى سقوط الدولة الأموية وقيام الدولة العباسية، وكان معاوية بن أبي سفيان هو مؤسس الدولة الأموية، وتعاقب على حكم الدولة الأموية 14 خليفة أولّهم مؤسس الدولة الخليفة معاوية بن أبي سفيان وآخرهم مروان بن محمد الذي استمر في حكمه حتى سقوط الدولة الأموية وقيام الدولة العباسية، وكان معاوية بن أبي سفيان قد ابتدع فكرة ولاية العهد وأخذ البيعة لولده يزيد ثاني خلفاء الدولة الأموية، وقد ازدهرت في الدولة الأموية حركة الفتوحات، ومن أبرز ما تم فتحه بلاد الأندلس، التي قامت بها دولة بني أمية بعد سقوط الدولة الأموية وقيام الدولة العباسية، وقد ازدهرت حركة العمران في الدولة الأموية إلى جانب الفتوحات التي شملت الكثير من البلاد، وبهذا استمرت الإنجازات حتى سقوط الدولة الأموية وقيام الدولة العباسية.

عوامل سقوط الدولة الأموية

هناك العديد من العوامل التي أدّت إلى سقوط الدولة الأموية ، ومنها:

الصراعات بين أفراد الأسرة الأموية

قامت الدولة الأموية على صراع حادث بين الحسن بن علي بن أبي طالب وبين معاوية بن أبي سفيان ، أدى إلى تنازل الحسن عن الحكم إلى معاوية ، في عام 41 هجريا ، وعليه قرر معاوية أن يعلن عن منحه الخلافة من بعده إلى أبنه يزيد ، إلا أن يزيد مبكرا ، فتولى بعده الولاية معاوية بن يزيد وهنا قامت الخلافات بين معاوية الثاني وبين مروان بن الحكم والذي كان أحد أبرز الشخصيات في الأسرة الأموية.

فكان له قدرات قيادية وإدارية تمكّنه من أخذ الخلافة ، لذلك قام بمعارضة تولى معاوية للخلافة ، فبعد وفاته تولى مروان حكم الخلافة ، فأراد أمراء الدولة الأموية أن يتم تسلم السلطة لمن يتم تحديده ، ولكن مروان بن الحكم رفض ذلك وقرر أن يتولى أولاده السلطة ، فأعطى البيعة إلى ابنه عبد الملك بن مروان ، ومن ثمّ ابنه عبد العزيز ، وهذا كان بمثابة أول صراعٍ جدي في الأسرة الأموية.

تولية العهد لاثنين

بعد قرار مروان بن الحكم بمنح الحكم لاثنين من أبناءه على تولى الحكم بالترتيب ، جعل هذا عبد الملك يفكر في خلع أخيه عبد العزيز ، وجعل أبنيه يتولوا الحكم بدلا منه ، إلّا أنّ عبد العزيز توفي قبل قيام عبد الملك بخلعه ، وعند تسلّم الوليد بن عبد الملك الخلافة قام بخلع أخيه سليمان من ولاية العهد ، وأعطاها لابنه عبد العزيز ، وكان هذا سبباً في زرع العداوة والحقد بين الأخوين وتجاوزها ليصل البغض للقادة والعمّال أيضاً.

العصبية القبلية

من ملامح الدولة الأموية العصبية القبلية للعائلة الواحدة ، فعمل هذا على ازدياد العصبية وخصوصا بعد مجيء مروان بن الحكم ، فزاد الانقسام والوقيعة بين أمراء الدولة الأموية.

اتباع الخلفاء الأمويين لأهوائهم

قام بعض الخلفاء الأمويين باتباعهم أهوائهم في القرارات المتعلقة في أمر القادة العاملون بأمور الدولة ، حيث أخذ سليمان بن عبد الملك ولاية العهد بعد أن أخرجه الوليد منها ، مما جعل سليمان يقوم بإذلال العديد ممّن تنتفع الدولة بهم بسبب تأييدهم للوليد وعدم ميلهم إليه ، حيث أهلك علي بن القاسم وقتيبة بن مسلم وهما من القادة العظماء.

الآثار الإيجابية التي تركتها الدولة الأموية

استمر حكم الدولة الأموية ما يقرب من قرن ، وتعتبر أقوي الخلفات الإسلامية على مر التاريخ ، فتركت العديد من الآثار الإيجابية ومنها:

– ازدياد رقعة الدولة الإسلامية ، حيث امتدّت من أواسط آسيا في الشرق وحتّى المحيط الأطلسي غرباً.

– اكتساب البلاد المفتوحة للصبغة العربية؛ وذلك بسبب تعزيز هجرة السكان من الجزيرة العربية إلى تلك البلاد؛ ممّا أدّى إلى انتشار اللغة العربية فيها ، وتعريب الدواوين أي تحويل لغة الصحف والدفاتر والسجلات من لغة البلد الذي تمّ فتحه إلى اللغة العربية ، وسكّ النقود العربية.

– بناء القصور والتماثيل والصور ، والتي كانت غالبيتها على حافة البادية؛ بسبب انجذابهم لها لما تتمتع به من هدوءٍ وراحة. إقامة العديد من المنشآت الدينية والحربية والمدنية ، والتي توازي في روعتها المنشآت البيزنطية.

نتائج سقوط الدولة الأموية

أدي سقوط الدولة الأموية إلى ظهور الدولة العباسية ، والتي جاءت على يد عم رسول الله صلى الله عليه وسلم العباس بن عبد المطلب ، فتعاون العباسيون مع الفرس من أجل إبعاد الأمويين عن الحكم ، فقامت الثورات ضد الأمويين حتى طردوهم من البلاد وقضوا على أغلبهم ، إلا أن البعض منهم سكنوا الأندلس مثل مروان بن الحكم.

بداية الدولة العباسية

تعتبر الدولة العباسية هي ثالث أنواع الخلافة في الإسلام ، وثاني السلالات الحاكمة ، فقامت الدولة العباسية عام 750 م ، واتخذوا من الكوفة عاصمة لهم ، ثم نقلوها إلى بغداد ، ثم سامراء ، ثم إلى القاهرة ، ومارسوا نظام الخلافة الوراثي ، فكانوا السبب في ازدهار مدينة بغداد على مر 3 قرون ، ويعتبر العصر الذهبي للدولة العباسية كان في عهد هارون الرشيد ، والذي عمل تنشيط الحركة العلمية وازدهار الترجمة بمختلف اللغات ، وتطورّ اللغة وازدهار الفلسفة الإسلامية.