الجنة هي النعيم الأبدي الذي أعدّه الله سبحانه وتعالى من أجل عباده الصالحين ، وفي الجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ؛ ولقد أوضح الله تعالى بعض المعالم الموجودة بجنات النعيم ومنها الأنهار اسماء الحوريات في الجنة والتي ذُكرت في مواضع عديدة بالقرآن الكريم ، وهناك الأسماء التي وضعها الله لكل شيء كي يصبح التعرف على الأشياء أكثر سهولة ؛ فهناك على سبيل المثال اسماء لأنهار الجنة و اسماء ابواب الجنة .
أنواع انهار الجنة
لقد ذكر الله أنواع الأنهار بالجنة في قوله تعالى “مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ ۖ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِّن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى ۖ وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ ۖ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ” ؛ حيث وضح سبحانه وتعالى وجود أربعة أنواع من أنهار الجنة وهم نهر الماء ونهر اللبن ونهر الخمر ونهر العسل ، ومكونات هذه الأنهار تختلف عن طبيعة هذه المكونات في الحياة الدنيا ؛ فمثلًا خمر الجنة لا يُذهب العقل كما يحدث في الدنيا بل إن كل شيء يمتاز بخصائص مختلفة تمامًا عن الدنيا.
اسماء انهار الجنة
هناك مجموعة من الأسماء التي تميز كل نهر عن الآخر في جنات النعيم ومن بينها :
نهر الكوثر
ورد بالقرآن الكريم سورة تحمل اسم الكوثر ، ويقول الله سبحانه وتعالى في مقدمتها “ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ” ، والكوثر هو نهر من أنهار الجنة وعد الله به نبيه محمد عليه أفضل الصلاة والسلام ، ويشرب منه المسلمون شربة لا يصيبهم ظمأ بعدها أبدًا يوم الموقف العظيم ، وقد وصفه الرسول صلى الله عليه وسلم بأن حافتاه من قباب اللؤلؤ المجوف.
نهر البيذخ
ويقال عنه أيضًا نهر البيدح ، وفيه ينغمس الشهداء الذين اُستشهدوا في سبيل الله داخل هذا النهر ؛ فيخرجون منه مثل القمر ليلة البدر وقد ذهب عنهم ما عانوه في الدنيا من مشقة وأذى بإذن الله تعالى ، وقد ورد في السنة الشريفة أن امرأة قد جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله رَأَيْتُ كَأَنِّي دَخَلْتُ الْجَنَّةَ، فَسَمِعْتُ وَجْبَةً ارْتَجَّتْ لَهَا الْجَنَّةُ، فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ، وَفُلَانُ بْنُ فُلَانٍ، حَتَّى عَدَّتْ اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلًا، فَجِيءَ بِهِمْ عَلَيْهِمْ ثِيَابٌ طُلْسٌ، تَشْخَبُ أَوْدَاجُهُمْ دَمًا، فَقِيلَ: اذْهَبُوا بِهِمْ إِلَى نَهَرِ الْبَيْدَخِ أَوِ الْبَيْدَحِ فَغُمِسُوا فِيهِ، فَخَرَجُوا مِنْهُ وُجُوهُهُمْ مِثْلُ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، ثُمَّ أُتُوا بِكَرَاسِيَّ مِنْ ذَهَبٍ، فَقَعَدُوا عَلَيْهَا، وَأُتُوا بِصَحْفَةٍ فَأَكَلُوا مِنْهَا، فَمَا يَقْلِبُونَهَا لِشِقٍّ إِلَّا أَكَلُوا فَاكِهَةً مَا أَرَادُوا. وَجَاءَ الْبَشِيرُ مِنْ تِلْكَ السَّرِيَّةِ، فَقَالَ: كَانَ مِنْ أَمْرِنَا كَذَا وَكَذَا، وَأُصِيبَ فُلَانٌ وَفُلَانٌ حَتَّى عَدَّ اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلًا الَّذِينَ عَدَّتِ الْمَرْأَةُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عَلَيَّ بِالْمَرْأَةِ» ، فَجَاءَتْ قَالَ: «قُصِّي عَلَى هَذَا رُؤْيَاكِ» ، فَقَصَّتْ، فَقَالَ: هُوَ كَمَا قَالَتْ”.
نهر بارق
ويقع هذا النهر على باب الجنة ؛ حيث يجلس عنده الشهداء فيأتيهم رزقهم من الجنة بإذن الله عزّ وجل ، وقد ورد عن ابن عباس رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال “الشهداء على بارق نهر بباب الجنة؛ في قبة خضراء، يخرج عليهم رزقهم من الجنة بكرةً وعشيًا”.
عيون الجنة
هناك أيضًا في الجنة عيون بها شراب لأهل الجنة ، وقد ورد ذكرها في القرآن الكريم ومنها قوله تعالى “إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ” ، ومن أسمائها :
عين تسنيم
تحتوي هذه العين على شراب من أشرف شراب أهل الجنة ؛ وهو عبارة عن الرحيق المختوم الذي يمتزج ماؤها بالمسك ، ويشرب منه المقربون ، وقد ذُكرت هذه العين في القرآن الكريم في قوله تعالى “وَمِزَاجه مِنْ تَسْنِيم عَيْنًا يَشْرَب بِهَا الْمُقَرَّبُونَ”.
عين سلسبيل
ويشرب أهل اليمين من هذه العين ؛ وهي شراب مخصص للأبرار ، ويمتزج ماؤها بالزنجبيل ، وقد ورد ذكرها في القرآن الكريم في قوله تعالى ” وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلا عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلا “.