الجنة هي الجزاء الأكبر الذي أعدّه الله لعباده الصالحين ؛ حيث أن الله خلق الإنسان لعبادته عزّ وجل ، ولقد وعد الله عباده المؤمنين بنعيم لا يزول في جنات النعيم التي لا مثيل لها في الحياة الدنيا ولا يمكن للعقل البشري أن يتصور مدى جمالها ، وقد تحدث الله تعالى عنها في القرآن الكريم ، ووصفها سبحانه ببعض الأوصاف ؛ حيث ذكر وجود ابواب الجنة وأنهارها وعيونها ؛ فالجنة بها ما لا عين رأت ولا يمكن أن يخطر جمالها على بال إنسان.

عيون الجنة

لقد جعل الله في الجنة عيونًا متعددة من أجل أن يرتوي منها أهل الجنة ، وهي مختلفة الأوصاف والطعوم والمشارب ، وقد ذكرها الله تعالى في عدة آيات بالقرآن الكريم ؛ حيث يقول المولى عزّ وجل “إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ” ، كما قال سبحانه وتعالى “إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلَالٍ وَعُيُونٍ” ، وورد في بعض التفسيرات القرآنية أن العيون هي أنهار تجري خلال الأشجار الموجودة بالجنة والتي ورد ذكرها في قوله تعالى “مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفّىً وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ”.

أسماء عيون الجنة

وردت عدة أسماء مختلفة لعيون الجنة بالقرآن الكريم ، وهي :

عين تسنيم

يقول الله عزّ وجل في سورة المطففين ” يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ (25) خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ (26) وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ (27) عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ” ، والأصل اللغوي لكلمة تسنيم أنها الارتفاع ، قد ذكرت التفسيرات أن عين تسنيم هي عين تجري في الهواء من أعلى إلى أسفل بقدرة الخالق سبحانه وتعالى ؛ ثم تنزل في أواني مخصصة لأهل الجنة حتى تمتلئ دون ان تقع قطرة على الأرض.

عين كافور

وذكر الله تعالى هذه العين في قوله بسورة الإنسان ” إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا (5) عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا” ، وقد وُصفت بأنها عين ماء جارية في الجنة ومعروفة باسم عين الكافور ، ويتصرف فيها عباد الله كيفما شاءوا.

عين زنجبيل

قال الله تعالى في سورة الإنسان أيضًا ” وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلا” ، وعُرف عنها أنها عين تحتوي على طعم الزنجبيل.

عين سلسبيل

وقد ورد في سورة الإنسان أيضًا قوله تعالى “عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلا” ، وذُكر أنها قد سميت باسم سلسبيل لسلاسة وحدة جريها ، وهي نابعة من جنة عدن إلى أهل الجنة.

عين طهور

ومما ورد كذلك في سورة الإنسان ” وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا” ، وقيل أنها عين ماء موجودة على باب الجنة ونابعة من ساق شجرة.

العين الجارية

ورد في سورة الغاشية قول المولى عزّ وجل “فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ” ، بمعنى أنها عين سارحة في الجنة ، وقد جاءت جارية نكرة في سياق الإثبات ؛ حيث أنها تشير إلى الكثير من العيون الجاريات وليست عين واحدة ، وذكر الله أيضًا في سورة الرحمن “فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ” ، بمعنى أنهما تسرحان من أجل سقي الأشجار والأغصان لتثمر بجميع الألوان.

عين نضاخة

يقول الله تعالى في سورة الرحمن “فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ” ، بمعنى أنهما عينان فوارتان حيث أن الماء يفور منهما.