النبي إسماعيل عليه السلام هو ابن النبي إبراهيم -عليه السلام- من زوجته هاجر، حيث تزوج النبي إبراهيم -عليه السلام- من هاجر أم إسماعيل بعدما طلبت منه زوجته سارة هذا، لأنّها كانت عاقر، وأرادت أن تُدخل الفرح إلى نفس إبراهيم بعدما أصابه الكبر ولم يُرزق بأبناء، فأهدت إليه هاجر التي كانت جارية عند سارة، وما لبثت هاجر أن أنجبت إسماعيل، ففرح النبي إبراهيم -عليه السلام- فرحًا كبيرًا، وبعد ولادة إسماعيل -عليه السلام- أصابت الغيرة قلب سارة، فألهم الله إبراهيم أن يأخذ هاجر وإسماعيل إلى مكة، وكانت حينها مكان لا زرع فيه، وفي هذا المقال سيتم ذكر قصة إسماعيل -عليه السلام-.
لقب اسماعيل عليه السلام هو الذبيح و أبو العرب
وكما هو معروف بأن سيدنا إسماعيل عليه السلام هو ابن النبي الكريم إبراهيم عليه السلام ، و ابن السيدة هاجر زوجة الخليل إبراهيم ، وأخو النبي إسحاق عليه السلام .
عرف نبي الله إسماعيل عليه السلام بلقبين هما لقب الذبيح و أبو العرب . جاء لقب الذبيح من خلال تقدمه إلى طاعة الله عز وجل للذبح وذلك امتثالاً لأمر الله تعالى ، أما عن اللقب الآخر وهو أبو العرب ، فجاء هذا اللقب لأن العرب من بعده كان منهم نسبة كبيرة من نسله .
ويذكر أن نبي الله محمد (صلى الله عليه وسلم) هو الذي جاء من نسل نبي الله إسماعيل عليه السلام .
ولد سيدنا اسماعيل عليه السلام من السيدة هاجر ، حيث جاء الامر الإلهي للنبي العظيم إبراهيم بأن يأخذ السيدة هاجر والمولود الصغير (سيدنا إسماعيل عليه السلام) إلى الأرض المقدسة ، فقام بالتحرك والسير بهم تجاه الجزيرة العربية ، حتى انه كلما رأى أرضاً جيدة وفيها ماء وخضرة ، دعا الله عز وجل على أن يجعل هذه الأرض هي أرض المستقر لإبنه وزوجته ، بينما يأتي الأمر الإلهي بمواصلة المسيرة حتى وصلوا إلى الأرض القاحلة ، ثم جائهم الأمر الإلهي بأن هي هذه الأرض هي الأرض المقدسة ، وأنها المستقر هنا . فإستودع سيدنا إبراهيم لكل من زوجته وابنه إلى الله الذي لا تضيع ودائعه ومضى داعياً . وجاء هذا الدعاء في كتاب الله العزيز في آية بلغ جمالها ما يسلب العقول وتقشعر له الأبدان حيث قال .
(رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ) .
وحينذاك تركهم سيدنا إبراهيم وغادر ، وبقيت السيدة هاجر وولدها سيدنا اسماعيل عدة أيام دون الكثير من الماء والزاد حتى نفذ كلا منهما ، و بدأت السيدة هاجر بالبحث والسعي بين الصفا والمروة أمنه من الله عز وجل أن يرزقها الماء ، حتى أكرمها الله جلا وعلى وفجر الماء عند قدمي الطفل الصغير المبارك ، فيما يعرف حتى اليوم ببئر زمزم .
حدثنا الحسن بن محمد ، قال : ثنا يحيى بن عباد ، قال : ثنا حماد بن سلمة ، عن عطاء بن السائب ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال : جاء نبي الله إبراهيم بإسماعيل وهاجر ، فوضعهما بمكة في موضع زمزم ، فلما مضى نادته هاجر : يا إبراهيم إنما أسألك ثلاث مرات : من أمرك أن تضعني بأرض ليس فيها ضرع ولا زرع ، ولا أنيس ، ولا زاد ولا ماء؟ قال : ربي أمرني ، قالت : فإنه لن يضيعنا قال : فلما قفا إبراهيم قال ( ربنا إنك تعلم ما نخفي وما نعلن ) بما يعني من الحزن ( وما يخفى على الله من شيء في الأرض ولا في السماء ) [ ص: 21 ]
ومن بعدها ، أقبلت قبيلة عربية يمنية طيبة تعرف بقبيلة جرهم ، واستقرت في الوادي ، وقد أكرمت هذه القبيلة للسيدة هاجر وولدها سيدنا اسماعيل ، ووضعتهما في مكانة مرموقة ، فشب النبي اسماعيل عليه السلام بينهم حتى كبر وتعلم اللغة العربية ، ثم تشارك سيدنا إبراهيم لي السلام وابنه سيدنا اسماعيل علي السلام في بناء الكعبة المشرفة ، ثم هبط الملك جبريل معلماً لهذه العائلة الصالحة لمناسك الحج ، وأمر الله تعالى سيدنا إبراهيم بذبح ابنه سيدنا اسماعيل عليه السلام ، وامتثل هذان النبيان العظيمان ، بهذا الأمر الإلهي ، حتى افتداه الله تعالى عز وجل بكبش عظيم ، معلناً بذلك انتهاء القرابين البشرية ، لأن النفس البشرية هي نفس عظيمة في هذا الكون الضخم ، ولا يجب أن تراق دمائها لأي سبب .